سياتل (الولايات المتحدة) - يعتزم عملاق تجارة التجزئة أمازون تسريح نحو عشرة آلاف موظف في وظائف إدارية وتكنولوجية ابتداء من هذا الأسبوع، فيما قد يمثل أكبر خفض من نوعه تقدم عليه الشركة حتى الآن.

وسيمثل تقليص الوظائف، الذي أوردت صحيفة نيويورك تايمز نبأ بشأنه في وقت سابق، نحو 3 في المئة من موظفي أمازون.

وباتت شركات التكنولوجيا تدفع ثمنا باهظا بالمقارنة مع النتائج المسجلة في العام الماضي عندما كانت الأزمة الصحية تسهم في تعزيز نتائج الخدمات الإلكترونية.

وقال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن “العدد الدقيق قد يختلف مع مراجعة الوحدات داخل أمازون لأولوياتها”.

وتخطط الشركة خفض وظائف في وحدتها للأجهزة، والتي تصنع المساعد الصوتي أليكسا وكاميرات الأمن المنزلية، بالإضافة إلى قسم البيع بالتجزئة والموارد البشرية.

ولا يزال الإطار الزمني الذي ستبلغ خلاله أمازون موظفيها بالتسريح غير واضح.

وعزا المصدر هذا الخفض إلى بيئة الاقتصاد الكلي التي تواجهها أمازون وشركات أخرى، والتي تشهد حالة من عدم اليقين.

وسجلت الوحدة التي تضم أليكسا خسارة تشغيلية تزيد عن خمسة مليارات دولار سنويا، مع تفكير أمازون فيما إذا كان ينبغي عليها التركيز على إضافة إمكانات جديدة عندما يستخدم العملاء الجهاز في وظائف قليلة فقط.

وتتوقع أمازون، ومقرها سياتل، حدوث تباطؤ في نمو المبيعات في موسم العطلات المربح عادة. وأمازون هي أحدث شركة أميركية تجري تخفيضات كبيرة في قاعدة موظفيها للاستعداد لتراجع اقتصادي محتمل.

وفقدت أسهم الشركة الأميركية أكثر من 40 في المئة من قيمتها حتى الآن هذا العام. وانخفضت بعد صدور هذه الأنباء بواقع 1.1 في المئة في تعاملات إلى 99.67 دولار للسهم.

وسجلت أمازون انخفاضا بنسبة 9 في المئة في صافي أرباح الربع الثالث من هذا العالم، وأعلنت أواخر أكتوبر الماضي عن إيرادات أقل من المتوقع لتصل إلى 2.87 مليار دولار مقابل 3.16 مليار دولار على أساس سنوي.

وكانت ميتا بلاتفورزم، الشركة الأم لفيسبوك، قد قالت الأسبوع الماضي إنها ستلغي أكثر من 11 ألف وظيفة، أو ما يعادل 13 في المئة من قوتها العاملة، لخفض التكاليف.

وأكد رئيس المجموعة مارك زوكربيرغ الأربعاء الماضي أنه اضطر للقيام بالخطوة رغم أنها ستؤثر على مختبر الأبحاث فيها والذي يركّز على تكنولوجيا ميتافيرس، بالإضافة إلى تطبيقاتها بما فيها أنستغرام وفيسبوك وواتساب.

ويشهد قطاع التكنولوجيا حاليا ركودا كبيرا. وقد أعلنت شركات كبيرة تسريح أعداد كبيرة من الموظفين لديها مثل المالك الجديد لمنصة تويتر إيلون ماسك الأسبوع الماضي الذي قام بتسريح 50 في المئة من موظفي الشركة.

ووفقا للخطط الداخلية قام ماسك، أغني رجل في العالم، بتسريح نحو 3700 موظف أي نحو نصف عدد العاملين بالشركة، بينما يسعى إلى خفض التكاليف وفرض قواعد عمل جديدة.

وأدى تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع تكلفة العمالة والنقل إلى إعاقة الشركات التي كانت قد استعانت بعدد كبير من القوى العاملة خلال جائحة كورونا عندما ارتفع الطلب على التجارة الإلكترونية وغيرها من الخدمات عبر الإنترنت.

ومع تضرر طلب المستهلكين من ارتفاع الأسعار وتكاليف الاقتراض، تفكر شركات تكنولوجيا أخرى في خفض الوظائف للضغط على الإنفاق التشغيلي.

وتعاني العديد من المنصات المدعومة بالإعلانات مثل فيسبوك وغوغل من تخفيضات ميزانية المعلنين في ظل معاناتهم من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.