عدوى الاحتجاجات تصيب مناطق المعارضة السورية: لا نريد ممثلين مفروضين من تركيا

حلب (سوريا)- انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، حيث هاجم محتجون مقر الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة في ريف حلب شمال غربي البلاد، متهمين الائتلاف بـ”العمالة”، ومطالبين برحيله.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أيام فقط من تنصيب الائتلاف السوري هادي البحرة رئيسا جديدا، خلفاً لسالم المسلط، وذلك في جلسة عقدت في مقر الائتلاف بمدينة إسطنبول، وغابت عنها وسائل الإعلام بداعي وجود عوائق لوجستية.
ويمثل الائتلاف، الذي يضم عددا من القوى السياسية وتشكل في عام 2012، المعارضة السورية ويتولى قيادة دفة المفاوضات المجمدة مع النظام.
ويتهم العديد من السوريين الائتلاف بأنه حاد عن الأهداف التي تأسس من أجلها وتحول إلى مجرد أداة تتحكم فيها قوى إقليمية ولاسيما تركيا، تستدعيها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
◙ السوريون يشعرون بالخذلان من أجسام المعارضة الحالية، التي انخرطت في أجندات ضيقة ترمي إلى تحقيق مصالح شخصية
وهاجم المحتجون مقر الائتلاف في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، وطردوا منه الموظفين وسيطروا على المبنى ومن ثم قاموا بإغلاقه. كما عمد الغاضبون إلى إزالة شعار الائتلاف من على واجهة المبنى، وكتبوا على الجدران عبارات تطالب بـ”إسقاط الائتلاف” واتهموا قيادييه، وعلى رأسهم الرئيس الجديد، بالارتهان للخارج.
وقال يوسف الدج، من مدينة تل رفعت وأحد المتظاهرين، إن تحركهم جاء رفضا لسياسة الإكراه التي عمدت إليها “الحكومة السورية المؤقتة” لانتخاب وفرض البحرة.
وأوضح الدج في تصريحات نقلتها مواقع إخبارية تابعة للمعارضة، أنهم لن يقبلوا بفرض أي جسم يمثل السوريين من الخارج، وفي حال عدم تلبية المطالب سيتم التصعيد بإغلاق مقار الائتلاف في المنطقة.
وأضاف أن تضحيات السوريين على مدار اثني عشر عاما تستحق أن يكون لها ممثل شرعي يحافظ على مكتسباتها ومقدراتها ودمائها وكرامتها.
وقال مفتي أعزاز محمود الجابر (أبومالك)، وهو أحد المشاركين في التظاهرات، لموقع “عنب بلدي” إن الوقفة الاحتجاجية كانت رفضًا للانتخابات في رئاسة الائتلاف، مستنكرًا كلام رئيس الحكومة المؤقتة عبدالرحمن مصطفى، بفرض البحرة بـ”الصرماية”.
وأضاف “نحن خرجنا بحرية ضد الظلم ولنخرج من تحت بوط الأسد العسكري، ولا نقبل أن يُفرض علينا أي شخص”.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف السوري عينت البحرة الأسبوع الماضي رئيسا جديدا، كما عينت هيثم رحمة أمينا عاما وعبدالمجيد بركات نائبا له، وذلك خلال عملية انتخابية، كانت معدة مسبقا.
◙ الاحتجاجات تأتي بعد أيام من تنصيب الائتلاف السوري هادي البحرة رئيسا له، وذلك في جلسة عقدت بإسطنبول
وقد انفجرت قبيل هذه الانتخابات الصورية خلافات بين أعضاء الائتلاف في ظل حديث عن تدخّل تركي لفرض شخصيات معيّنة.
وانتقد الرئيس الأسبق للائتلاف نصر الحريري، في منشور له، الأحد الماضي ما قال إنه تدخّل تركي في سير عمل الائتلاف لفرض البحرة، ما يعني أن الانتخابات التي ستُجرى “صورية”.
وكان عدد من السوريين تظاهروا الجمعة الماضية في مدينة عفرين، شمال محافظة حلب، وفي بلدة حزانو بريف إدلب، رافعين شعارات تطالب بإسقاط الائتلاف الذي اعتبروا أنه “لا يمثل السوريين”.
ويرجح مراقبون أن يتصاعد نسق الاحتجاجات خلال الفترة المقبلة، في ظل الوضع المزري الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وفي غياب شبه كامل لقيادات الائتلاف الذين معظمهم إن لم يكن جميعهم مستقرون في تركيا.
ويشعر السوريون بالخذلان من أجسام المعارضة الحالية، التي انخرطت في أجندات ضيقة ترمي إلى تحقيق مصالح شخصية.