"عدوانية" تركيا تصعّد التوتر شرق المتوسط

الرئيس القبرصي يعتبر مواصلة تركيا عمليات التنقيب غير القانونية أدت إلى عسكرة المنطقة.
الجمعة 2020/09/04
نيكوس اناستاسيادس: هناك نية تركية للسيطرة على المنطقة

نيقوسيا - أعاد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس تسليط الضوء على سياسة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتبعة في توتير الأجواء شرق المتوسط بسبب "عدوانيته" في التعامل مع الخلافات بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز في تلك المنطقة.

وتزامنت تصريحات الرئيس القبرصي مع اتهامات متبادلة بين أنقرة وأثينا بشأن "التهرب من الحوار" بعد نفي اليونان إجراء أي محادثات مع تركيا برعاية حلف شمال الأطلسي حول تخفيض التوتر شرق البحر المتوسط.

وازداد منسوب التوتر في المنطقة بفعل أنشطة التنقيب التركية وهو ما تعتبره قبرص وحليفتها اليونان انتهاكا لسيادتهما. ويستغل الرئيس التركي اتفاقية موقعة مع حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج لمباشرة تنفيذ خططه في الاستحواذ على الغاز في تلك المنطقة. والأمر نفسه يثير حفيظة مصر.

وحذر الرئيس القبرصي الجمعة، من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، لكنه في المقابل دعا إلى إجراء محادثات لحل الخلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز.

وقال نيكوس اناستاسيادس في مقابلة صحافية، "هناك عدوانية، مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل. لذا نشهد توترا متزايدا والوضع الناجم متفجر جدا ويثير القلق".

وكانت تركيا نشرت في العاشر من أغسطس الماضي سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" ترافقها سفن تابعة لسلاح البحرية في مياه متنازع عليها بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين. ومددت مذاك المهمة ثلاث مرات.

وأضاف أناستاسيادس أن جزيرته المجزأة تواجه "وضعا خطيرا للغاية"، وأدان أنقرة لما اعتبره استفزازات وانتهاكات للقانون الدولي تخرق المنطقة الاقتصادية الحصرية لقبرص.

وأوضح أن "مواصلة تركيا عمليات التنقيب غير القانونية.. أدت إلى العسكرة المكثفة لجوارنا"، مشددا على أنه "إذا اتخذت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الخطوات اللازمة يمكن أن نتفادى المزيد من التصعيد".

وأجرت كل من اليونان وتركيا تدريبات بحرية في المنطقة لتأكيد مطالبهما بالسيادة على موارد غاز وعلى مناطق اقتصادية حصرية.

وهدد الاتحاد الأوروبي في 28 من أغسطس الماضي تركيا باحتمال فرض عقوبات جديدة عليها ما لم يتم تحقيق تقدم باتّجاه خفض التوتر في شرق المتوسط.

قبرص تثني على الموقف الفرنسي الحازم
قبرص تثني على الموقف الفرنسي الحازم

وقال الرئيس القبرصي إن بلاده لا تريد أن تُفرض عقوبات على تركيا، موضحا أن "العقوبات ليست هدفنا. هدفنا أن نرى أنه من خلال حوار يمكننا التوصل لتسوية تكون متوافقة تماما مع ما ينص عليه القانون الدولي".

وحض تركيا على الموافقة إما على عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، أو أمام تحكيم دولي.

وقال اناستاسيادس "عليهم أن يدركوا أن عليهم الالتزام بالقانون الدولي، وعدم تفسير القانون الدولي وفقا لنهجهم التوسعي".

وأثنى الرئيس القبرصي على "الموقف الحازم" لفرنسا خلال الأزمة الحالية، قائلا إن باريس كانت "صوتا رائدا لما يتعين على أوروبا القيام به لحماية الدول الأعضاء من هذه العدوانية".

والعلاقات التركية - الفرنسية متدهورة بسبب السياسات المتعارضة في سوريا وليبيا ونزاع تركيا مع اليونان بشأن موارد الطاقة وتبادل الجانبان الانتقادات اللاذعة خلال الأسابيع الأخيرة.

والجمعة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "جن جنونه" أمام تطورات الأوضاع على الساحة الليبية والسورية وعلى الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.

ودعمت فرنسا اليونان في شرق البحر المتوسط حيث انضمت إلى تدريبات عسكرية مع إيطاليا واليونان وقبرص وسط نزاع يوناني تركي على السيادة في مناطق تنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.

وقال جاويش أوغلو إن فرنسا كانت الدولة الأكثر استفزازا لليونان في شرق المتوسط، وحثها على التعاون مع تركيا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

وأضاف "لا داعي لمثل هذا السلوك الهستيري من جانب فرنسا، هذا يجعلها مثار سخرية. نحن بلدان عضوان في حلف شمال الأطلسي".

ويتابع الاتحاد الأوروبي النزاع المتصاعد بقلق بالغ ودعا تركيا مرارا للتوقف عن نشاطات التنقيب وهدد بفرض عقوبات على أنقرة إذا رفضت حل النزاع عبر الحوار.