عدد محدود من الطرز الحديثة تتلألأ في جنيف 2024

جنيف- يحاول مصنعو السيارات في معرض جنيف رسم وجه الفخامة الممزوجة بالتكنولوجيا للمرة الأولى منذ خمس سنوات على أحدث إصداراتهم، فيما يكافح المنظمون يائسين لتعزيز حظوظه خاصة وأنه يشهد عددا محدودا من المشاركين.

ومع تلاشي نشوة المعرض في دورة 2024 مع اختتام فعالياته الأحد الماضي، يبدو تقييم المنتجات الجديدة التي تم تقديمها أمرا مهما للوقوف على آخر ما توصل إليه المصممون في عالم ابتكار الهياكل والمحركات.

ويحتفظ هذا الحدث، الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمن بوزن أقل مما اعتاد عليه قبل التوقف منذ الوباء، حيث يتخلف عن معارض أخرى مثل باريس ولوس أنجلس ونيويورك وبات أقل زخما من حيث الأهمية. ومع ذلك لا يزال المعرض، الذي احتضنته قطر في نسخة 2023 للمرة الأولى على أراضيها، يتمتع بظهوره المميز كل عام، حيث تتلألأ أمام الجمهور أحدث الطرز المفعمة بالتكنولوجيا وقوة الأداء مع بروز 29 علامة فقط هذا العام.

وحضر المعرض هذا العام حوالي خمس شركات صناعة سيارات كبرى فقط، ويقول المنظمون إن ما مجموعه 15 عرضا عالميا وأوروبيا أقيم للمرة الأولى،

وهو جزء صغير من 140 عرضا قبل خمس سنوات.

وكانت أفضل العلامات التجارية الفاخرة التي حضرت المعرض، ومنها فيراري ولامبورغيني وأستون مارتن وبورش بعيدة عن متناول اليد.

كما غابت ماركات مثل بي.أم.دبليو ومرسيدس – بنز وفولكسفاغن والعديد من الماركات الأوروبية، البارزة عن المشاركة في فعاليات المعرض هذا العام.

في المقابل، ضخت مجموعة أخرى من المصنعين، بما في ذلك العلامة البريطانية الأسطورية أم.جي، ورينو الفرنسية القوية، وشركة بي.واي.دي الصينية الناشئة، التي اجتاحت السوق العالمية بعض الابتكارات الجديدة بمجموعة من السيارات الكهربائية الجذابة.

لكن بالنسبة إلى مارك تيشاو، رئيس تحرير مجلة “أوتوكار”، فإن العروض ظلت لما كانت عليه في السابق. وقال لوكالة أسوشييتد برس “لا تزال هناك بعض السيارات المثيرة حقا. لكن، كما تعلمون، لنكن صادقين، يمكنك عدهم على كف واحدة”.

وأضاف أنه “أمر مخيب للآمال أكثر من أيّ شيء آخر، لأن معرض جنيف كان أعظم معرض للسيارات، لكن الأمر لم يعد كذلك بصراحة”.

وتفوقت سيارة آر 5 إي – تيك على الطرازات الجديدة الأخرى، ومن المنطقي أن يقال ذلك، حيث طال انتظارها. ومع ذلك، فقد كشفت بعض العلامات التجارية عن أشياء مثيرة للاهتمام، والتي سيكون من المثير عدم تفويتها.

وتم الإعلان عن نسخة 2024 من المعرض بطريقة مختلطة، ومع ذلك، ضمنت العلامات التجارية القليلة الموجودة في الحدث حصول الزوار على بعض المتعة والتشويق في اكتشاف ما يثير فضولهم.

وتولت رينو دورها ببراعة كنجمة العرض، حيث لم تكتف العلامة التجارية بمجرد تقديم إصدار آر 5، بل فازت أيضا بلقب سيارة العام 2024 بفضل تقنية سيانس إي – تيك متوفقة على بي.أم.دليو – آي 5 وبيجو إي 3008.

وكانت السيارة رقم 5 عبارة عن سيارة تعمل بالوقود، وقد جاءت في أوقات عصيبة في ذلك الوقت، وكانت هناك أزمة أسعار النفط، وكانت الفكرة هي أن الرقم 5 هو الحل.

وقال كريستيان ستاين نائب رئيس رينو لتجربة الزبائن على هامش المعرض “لقد كانت سيارة جيل كامل”. وأضاف “طموحنا بسيط للغاية، وهو القيام بخطوة مماثلة مع هذه السيارة الجديدة تماما”.

وسيتم بيع رينو 5 الكهربائية بخيارين للبطارية، أحدهما بسعة 52 كيلوواط في الساعة، مما يوفر نطاقًا يصل إلى 400 كيلومتر. وستطرحها الشركة أولاً في الأسواق الفرنسية والألمانية هذا العام، وفي بريطانيا العام المقبل.

وبعد خمس سنوات من اختيار الاجتماع السويسري للكشف عن الجيل الخامس من سيارة كليو، تعتمد رينو مرة أخرى على جنيف لتقديم صدى سيارة المدينة الكهربائية بالكامل الجديدة التي طال انتظارها.

أما بالنسبة إلى علامة داسيا، فسيتم تسليط الضوء على طراز داسيا سبرينغ الجديد المعاد تصميمه، فهي سيارة صغيرة كهربائية بشكل كلي مصحوبة في الموقع بالجيل الثالث من سيارة داستر متعدد الأغراض (أس.يو.في)، ولكن أيضًا بمفهوم ساندرايدر يهدف إلى المشاركة في باريس – داكار قريبا.

وشكلت العلامات التجارية الصينية الأغلبية في جنيف. وكان من بينها شركة أم.جي، التي عرضت جزءا كبيرا من مجموعتها، من بينها أم.جي 3 الهجينة بقوة 195 حصانًا، ويتوقع أن تحتل مكانها في فئتها بفضل سعرها المناسب جدا.

ويبدو أن الشركة لديها طريقة للتنافس مع سيارات تويوتا ياريس الهجينة الكهربائية وغيرها من سيارات هوندا جاز، ورينو كليو إي – تيك وميتسوبيشي كولت الهجينة الكهربائية.

وفي خضم ذلك، يمكن للعلامات التجارية الأوروبية أيضا أن تعتبر نفسها محظوظة لأنها لا تستحق الحصول على المكافأة البيئية، وإلا فإن المنافسة ستعاني حقا من وصولها إلى السوق.

ومن بين الشركات المصنعة الأخرى الحاضرة في هذا الحدث، يمكن التركيز بشكل خاص على بي.واي.دي، حيث قامت العلامة التجارية بالرحلة مع العديد من الموديلات التي تلفت الأنظار.

ولا يقتصر الأمر على مجموعتها الخاصة من الطرز الحديثة، ولكن أيضا من كتالوجات شركتيها الفرعيتين يونغ سونغ ودينزا بما يكفي لتغطية جميع الفئات تقريبا، بدءًا من سيارات السيدان وحتى الشاحنات الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي.

ومع ذلك، فإنّ الأكثر إثارة كان ظهور إصدار يو 8 الفخم، وهي سيارة دفع رباعي ضخمة بقوة تزيد عن 1100 حصان، قادرة على العمل على الأرض الجافة وعلى الماء.

وعلى مقربة من منصة بي.واي.دي كانت هناك شركة تصنيع أخرى متخصصة في السيارات الكهربائية، وهي أميركية هذه المرة، ألا وهي شركة لوسيد مع نماذج من طراز أير التي تتنافس مع نماذج تسلا الكهربائية ذاتية القيادة.