عبير موسي خيار التونسيين الغاضبين والمحبطين من التوافق

السياسية التونسية تُعرف بمواقفها المناوئة لحركة النهضة الإسلامية والتي تطورت إلى رفع قضايا وشكاو ضد رئيس الحركة وعدد من القيادات الأخرى بتهمة دعم تنظيمات متطرفة.
الخميس 2019/02/28
نشاط لافت

 تونس - تزايدت شعبية عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر وتعاظمت تحركاتها السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المزمع إجراؤها خريف العام الحالي.

ولأول مرة منذ تأسيسها للحزب، تصدرت عبير موسي نتائج سبر الآراء حيث احتلت المرتبة الرابعة ضمن الشخصيات الأقدر على تولي منصب الرئاسة.

وحلّ رئيس الحكومة الحالية يوسف الشاهد -وفق نتائج التقرير الذي أعدته مؤسسة امرود كونسلتينغ- في صدارة ترتيب الشخصيات الأقدر على قيادة البلاد بتأييد 13.7 بالمئة من المستجوبين، يليه رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي بنسبة 5.2 بالمئة بعد تراجع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى المرتبة الثالثة بنسبة 4.8 بالمئة.

ولفت دخول عبير موسي لهذا السباق الانتخابي الافتراضي، انتباه المتابعين للشأن السياسي التونسي، وعزز الحديث عن تزايد شعبيتها نتيجة تحركاتها السياسية والإعلامية.

وتعرف موسي بمواقفها المناوئة لحركة النهضة الإسلامية والتي تطورت إلى رفع قضايا وشكاو ضد رئيس الحركة راشد الغنوشي وعدد من القيادات الأخرى بتهمة دعم تنظيمات متطرفة وتسفير الشباب التونسيين إلى بؤر التوتر.

وقالت في تصريحات إعلامية الأربعاء إن عبارة “الإسلام لا يتنافى مع الديمقراطية” فضفاضة ولا أساس لها من الصّحة ولا يمكن أن تخلّف إلا نموذج مدرسة الرقاب، في إشارة إلى المدرسة القرآنية التي أثارت جدلا الفترة الماضية.

وانطلاقا من هذه المواقف باتت موسي خيار التونسيين الرافضين للمشروع المجتمعي لحركة النهضة الإسلامية، لاسيما بعدما “خيب نداء تونس” آمالهم بالتحالف مع الحركة الإسلامية. ويرى مراقبون أن الحزب الحر الدستوري قد يكون بديلا حقيقيا عن حزب نداء تونس خلال الانتخابات التشريعية القادمة في مواجهة حركة النهضة. وتدافع عبير موسي بشراسة عن نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وينظر إليها على أنها من أتباع النظام. وإن كان هذا الموقف في السنوات الأولى من “الثورة” يقابل باستهجان التونسيين، إلا أن تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، أحيا حنين التونسيين إلى عهد بن علي، وخاصة الأغلبية الساحقة التي لم تعد تهتم بمسألة الحريات بقدر اهتمامها بتحسن الاقتصاد والخدمات.

وقالت موسي الأربعاء، إن منظومة ربيع الخراب والدّمار لا يمكن أن تتواصل لأنّها دمّرت تونس، ومن الضروري الشروع في برنامج سياسي واضح وقادر على إنقاذ تونس والخروج بها من الأزمة.

وأشارت عبير موسي إلى أنّ المحطّة الانتخابية القادمة هي محطّة مفصلية ستمكّننا من إنقاذ البلاد وإخراجها من براثن الإسلاميين وتطوير النموذج البورقيبي (نسبة إلى الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة). وطرح الحزب الدستوري الحر مارس الماضي مشروع دستور بديل عن دستور 2014. وترى موسي أن مشروع الدستور الجديد سيمكّن الدولة من التخلّص من الارتهان خاصّة وأنّ إبعاد الإخوان المسلمين عن الحكم واجتثاثهم، يُعدّ في حدّ ذاته برنامجا سياسيا.

وشددت رئيسة الحزب الدستوري الحرّ على أنّ الوقت قد حان لإبعاد الأحزاب ذات المرجعية الدينية التي لم تنجح في الرقيّ بالبلاد في أي مجال من المجالات ولم تتمكّن من الخروج بتونس من الأزمة التي تعيشها.

ودعا سليم شيبوب صهر زين العابدين بن علي ، أنصار التجمع الدستوري المنحل إلى الالتفاف حول عبير موسى لأنها الوحيدة التي بقيت وفيّة لمبادئ الحزب.

وأشار شيبوب إلى أنه معجب بأدائها السياسي، وأن الناس متجهون نحوها بعد تغير الواقع.

وأضاف أنها يجب أن تكون في خط وسطي في تعاملها، وقال إنه لا يستبعد أن تكون رئيسة للدولة، وأنه “لا يوجد شيء يمكن أن يمنعها من ذلك”. وتتحرك عبير موسي بشكل لافت سواء من خلال ظهورها الإعلامي المكثف أو من خلال تنظيمها اجتماعات شعبيةً في مختلف جهات الجمهورية.

وحذرت موسي في وقفة احتجاجية منتصف الشهر الحالي في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس من تزوير الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري بسبب ما أسمته هيمنة “أطراف مشبوهة” ومتهمة بعلاقتها بالإرهاب.

وأعلنت أن حزبها سيطعن أمام القضاء في تسمية حزب “تحيا تونس”، المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، إن حصل على التأشيرة بهذا الاسم، واستغربت الحضور الكاسح لحزب لم يتأسس بعد قانونيا فيما أحزاب أخرى مثل حزبها لا يتم الاهتمام به إعلاميا.

وتقول عبير موسي إن الحزب الدستوري الحر يخطو خطوات ثابتة على درب إعادة هيكلته بمختلف محافظات  الجمهورية، مشيرة في هذا الصدد إلى أنه تم تركيز أغلب الجامعات للحزب في كل المحافظات باستثناء محافظتي تطاوين وزغوان اللتين يتم حاليا إعداد التركيبة الخاصة بهما.

ولفتت في تصريحات إعلامية سابقة إلى أنه تم استكمال مختلف الدوائر الخاصة بالحزب، بكافة معتمديات محافظة  قفصة، مضيفة أنه سيقع إحداث هذه الدوائر بباقي معتمديات المحافظات على أن يعقد مؤتمر الحزب الدستوري الحر بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وترى أن الحزب الدستوري الحر “سيكون حزبا منافسا في الاستحقاق الانتخابي المقبل”، مذكّرة بأن حزبها خاض غمار الانتخابات المحلية الماضية بقوائم في 31 دائرة بلدية ونجح في 28 منها وتصدر القوائم الفائزة في دائرتين إثنتين.

وقالت عبير موسي إن حزبها “لا يعترف بالقوانين الصادرة في المرحلة الماضية، بما في ذلك القوانين التي صادق عليها البرلمان في السنوات القليلة الفارطة، خاصة قانون الجماعات المحلية الذي يعد في ظاهره داعما للامركزية والمبادرة الحرّة، لكنه يؤسس لتفكيك مؤسسات الدولة”.

4