عبدالمجيد تبون في تونس لإصلاح العلاقات

الجزائر- تعكس الزيارة التي سيبدأها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى تونس الأربعاء محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين الجارين، بعد القلق الذي أبدته الجزائر حيال مسار الخامس والعشرين من يوليو والذي بدا واضحا من خلال التحركات التي دفعت بها السلطة الجزائرية وقتها قبل أن تتراجع.
وقال بيان للرئاسة الجزائرية “بدعوة من أخيه قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية، يشرع رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون في زيارة دولة، إلى تونس الشقيقة تدوم يومين”.
ولفتت إلى أن هذه الزيارة تندرج في إطار تمتين علاقات الأخوة المتجذرة بين الشعبين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون والارتقاء به إلى مستوى نوعي يجسد الانسجام التام والإرادة المشتركة، لقيادتي البلدين وشعبيهما.
ومن جانبها، قالت الرئاسة التونسية إن الزيارة التي تستمر يومين “ستشكّل مناسبة متجدّدة للمزيد من تعزيز روابط الأخوة التاريخية وعلاقات التعاون والشراكة وترسيخ سنة التشاور والتنسيق القائمة بين القيادتين في البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة”.
والخميس، دعا سعيد إلى فتح آفاق واعدة للتعاون بين بلاده والجزائر، وذلك خلال لقائه بقصر قرطاج، برئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن الذي زار البلاد.
وشدد على “ضرورة قراءة الماضي واستشراف المستقبل، من أجل فتح آفاق واعدة للتعاون والتكامل بين تونس والجزائر، وفق أطر وتصوّرات جديدة”.
وفي نهاية نوفمبر الماضي أدت رئيس الحكومة التونسية نجلاء بودن زيارة إلى الجزائر، التقت خلالها بالرئيس تبون وبن عبدالرحمن.
وخلال الزيارة، قالت بودن إن قدومها إلى الجزائر جاء لتعزيز العلاقات بين البلدين على أمل نقلها إلى مستوى علاقات استراتيجية متكاملة.
والثلاثاء ذكرت الجريدة الرسمية في تونس أن الجزائر ستُقرض تونس 300 مليون دولار، وذلك في وقت تتوقف فيه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه تونس أزمة اقتصادية حادة تتزامن مع مسار انتقالي دشنه الرئيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو عندما اتخذ تدابير استثنائية تنفيذا للفصل 80 من الدستور، حيث جمد أعمال واختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وأقال الحكومة برئاسة هشام المشيشي.
وعكست وقتها الزيارات المكثفة لوزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة واتصالات تبون قلقا جزائريا مما يحدث في تونس، لكن ذلك القلق تراجع وأبدى الرئيس الجزائري دعمه لتونس ورئيسها.