عبداللهيان في السعودية لبحث ملفات حارقة في المنطقة

وزير الخارجية الإيراني يزور السعودية لاول مرة من استئناف العلاقات لبحث الأوضاع في العراق واليمن ولبنان وسوريا إضافة لأمن الملاحة البحرية في مياه الخليج.
الجمعة 2023/08/18
لقاء من اجل السلام في المنطقة

طهران - يبحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس في أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية منذ استئناف العلاقات بين القوتين الاقليميتين في مارس الماضي العديد من الملفات أبرزها اليمن وسوريا والعراق ولبنان وامن الملاحة البحرية في الخليج في خضم التصعيد بين طهران وواشنطن وجهود الجيش الاميركي لتعزيز تواجده في المنطقة.
وقطعت المملكة العربية السعودية ذات الغالبية السنّية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية ذات الغالبية الشيعية عام 2016 بعد هجوم شنّه متظاهرون إيرانيون على كلّ من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد احتجاجاً على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
لكنّ البلدين اتّفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تمّ التوصّل إليه بوساطة صينية في العاشر من آذار/مارس الماضي.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" إنّ أمير عبد اللهيان "وصل إلى مطار الرياض قبل بضع دقائق في زيارة تستمر يوماً، وكان في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان".
وأشارت إلى أنّه من المفترض أن يلتقي نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بالإضافة إلى مسؤولين سعوديين آخرين.
ويرافق عبد اللهيان في زيارته إلى الرياض السفير الإيراني الجديد لدى السعودية علي رضا عنايتي، بحسب الوكالة.
وبحسب التلفزيون الحكومي الإيراني فإنّ الزيارة ستركّز على "العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية".
وتطوّرت العلاقات بين إيران والسعودية حين فتحت الجمهورية الإسلامية سفارتها في السعودية في السادس من يونيو.
وفي منتصف يونيو قام بن فرحان بزيارة رسمية إلى إيران كانت الأولى لوزير خارجية سعودي لطهران منذ سبعة عشر عامًا، حيث عقدا مباحثات تناولت قضايا الأمن والاقتصاد والسياحة والنقل.
من جهتها أعادت المملكة العربية فتح سفارتها في إيران في أوائل أغسطس.
وفي سابقة أخرى منذ ذوبان الجليد بين إيران والسعودية، اجتمع مسؤولون عسكرييون من البلدين في موسكو على هامش مؤتمر للأمن، بحسب ما ذكرت الأربعاء إحدى وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
وأكّدت إيران في التاسع من أغسطس أنّ السفارة السعودية في طهران استأنفت نشاطها، لكنّ الرياض لم تؤكد ذلك أو تسمّي سفيراً لدى طهران.
وكانت وسائل إعلام إيرانية نسبت في وقت سابق التأخّر في إعادة فتح السفارة السعودية إلى سوء حالة المبنى الذي تضرّر خلال تظاهرات 2016.
وبانتظار الانتهاء من أشغال إصلاح مبنى السفارة سيعمل الدبلوماسيون السعوديون في أماكن آمنة في فندق فخم في طهران، بحسب تقارير إعلامية.
ودعمت إيران والسعودية معسكرات متنافسة في اليمن وسوريا ولبنان فيما سيكون امن الملاحة البحرية في مياه الخليج والمضائق على طاولة المفاوضات.
ومؤخرا صعدت ايران من استهداف الملاحة البحرية ما دفع القوات الاميركية والاسطول الخامس في البحرين لتعزيز قواته وارسال 3 الاف جندي لحماية البواخر وناقلات النفط.
وأعقبت المصالحة الإيرانية-السعودية سلسلة من التغييرات في المشهد الدبلوماسي في الشرق الأوسط، فقد أعادت المملكة علاقاتها مع سوريا التي استأنفت نشاطها الكامل في جامعة الدول العربية.
كما كثّفت الرياض جهود السلام في اليمن حيث تقود تحالفاً عسكرياً يدعم الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين القريبين من إيران بينما تسعى السعودية للتواجد على الساحة العراقية الخاضعة للهيمنة الايرانية من خلال التعاون الاقصادي.
وكثّفت إيران من جهتها في الأشهر الأخيرة نشاطاتها الدبلوماسية وعملت على تعزيز علاقاتها مع دول عربية أخرى بهدف الحدّ من عزلتها وتقوية إقتصادها وسط توقعات بامكانية عودة العلاقات الايرانية المصرية بعد 4 عقود من القطيعة.