عبداللطيف رشيد "رجل دولة" خبر دهاليز السياسة في العراق

الرئيس العراقي الجديد الحائز على شهادته من بريطانيا، يملك خبرة سياسية طويلة في الحكومة الاتحادية في بغداد.
الجمعة 2022/10/14
لطيف رشيد كان مقربا من الرئيس الراحل جلال طالباني

بغداد – يعدّ المهندس عبداللطيف رشيد البالغ من العمر 78 عاماً الذي انتخب الخميس رئيسا لجمهورية العراق صاحب خبرة واسعة في بغداد، لكن على المهندس الهيدروليكي المنادي بالقضايا البيئية أن يواجه مشهداً سياسياً صعباً في بلد شديد الانقسام.

ويملك هذا السياسي الكردي الحائز على شهادته من بريطانيا، خبرة سياسيةً طويلةً في الحكومة الاتحادية في بغداد. فقد كان الرئيس العراقي الجديد عضوا في الحكومة العراقية الأولى التي شكلت بعد الإطاحة بصدام حسين في العام 2003 إثر الغزو الأميركي.

ويخلف لطيف رشيد، كما يسميه العراقيون، في رئاسة الجمهورية برهم صالح. وكلا الرجلين من الخلفية السياسية نفسها، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد أبرز الأحزاب الكردية والذي رافق رشيد مراحل تأسيسه وكان ممثلاً له في لندن في تسعينات القرن الماضي.

وكان رشيد مقربا من الرئيس الراحل جلال طالباني مؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وعمل مستشاراً رئاسيا بعيداً عن الأضواء منذ العام 2010.

لطيف رشيد، كما يسميه العراقيون رافق مراحل تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وكان ممثلاً له في لندن في تسعينات القرن الماضي

ويحظى الرجل الذي ظهر ترشيحه إلى الواجهة مجدداً في اللحظة الأخيرة بقبول المعسكر الموالي لإيران، من دون أن يكون محطّ حماسة للحزبين الكرديين التقليديين اللذين قدّم كل منهما مرشحه.

وقال المحلل السياسي حمزة حداد إن “ميزة لطيف رشيد هي كونه ليس غريبا (عن الساحة السياسية) في بغداد”.

وأضاف “كان رشيد وزيرا على المستوى الاتحادي لعدة سنوات”. ويرى حداد بأن “لا شيء أمامه سوف يكون جديداً، على الرغم من أنه وجه جديد بالنسبة إلى الشباب العراقيين”.

وولد رشيد في العاشر أغسطس 1944 في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق.

وأكمل دراسته في جامعة ليفربول وبعدها مانشستر، وحصل عام 1976 على شهادة الدكتوراه في الهندسة الهيدروليكية.

ويتحدث رشيد السبعيني صاحب الشاربين والنظارات، اللغات الكردية والعربية والإنجليزية وعرف بأسلوبه السياسي التكنوقراطي وظهوره مرتدياً بدلات رسمية أنيقة بألوان داكنة.

وتشير السيرة الذاتية للرئيس العراقي المنشورة على موقعه على الإنترنت والمؤلفة من تسع صفحات، إلى أنه كان مستشاراً وخبيراً مستقلاً لمؤسسات دولية وشارك في العديد من مشاريع الري والتنمية الزراعية.

وتولى بين عامي 2003 و2010 منصب وزير الموارد المائية وشارك في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

ويُضفي رشيد خبرة مهنية مهمة على منصب الرئاسة في بلد يعاني من مخاطر الجفاف ويعدّ واحداً من أكثر خمس دول عرضةً لتأثيرات التغير المناخي.

ويتوقع أن يواجه رشيد معارك عهدها عندما كان وزيرا للموارد المائية، لاسيما الخلاف الدبلوماسي مع تركيا المجاورة بشأن قضية المياه، فضلاً عن حماية الأهوار المهددة بالجفاف، والتي لعب دوراً بإعادة إحيائها في العام 2004.

يبقى معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيحافظ على نهج سلفه النشط كرئيس للجمهورية، وهو منصب شرفي إلى حدّ كبير، في وقت لا تزال فيه الساحة السياسية منقسمة بين معسكرين شيعيين، أحدهما موال لإيران والآخر يقوده الزعيم الشيعي صاحب النفوذ مقتدى الصدر.

وعقب إعلان النتيجة، أدى عبداللطيف رشيد اليمين الدستورية رئيسا للعراق، ليكلف مباشرة مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة المقبلة.

3