عبدالكريم مقيق يخطط للعمل مع حفتر ضمن إطار ليبيا موحدة

خبير نووي ليبي مرشح لرئاسة حكومة موحدة.
الأحد 2025/05/04
خبير نووي مؤهل لإخراج البلاد من النفق المظلم

أكد المرشح لرئاسة الحكومة الليبية عبدالكريم مقيق أنه يطمح إلى توحيد المؤسسات الأمنية ودعمها بما يساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والدولة من خلال حكومة جديدة موحدة قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية بسرعة وفاعلية ورؤية واضحة بحيث يصبح من السهل فرض سيادة القانون وضمان الأمن والاستقرار في البلاد.

وقبل أيام، قالت جلة «بوليتيكو» الأميركية إن مقيق زار واشنطن خلال الفترة الماضية كمرشح لرئاسة الحكومة الليبية المقبلة، وقدّم عروضا حول كيفية التعاون مع الولايات المتحدة من أجل جعل ليبيا عظيمة مرة أخرى، في إشارة إلى الشعار الذي يكرره الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبلاده منذ عاد إلى البيت الأبيض في دورته الثانية.

وبحسب التقرير، فإن مقيق استعرض أمام المسؤولين الأميركيين رؤيته للعمل مع الولايات المتحدة لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة إلى البلاد، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الأمن والطاقة والهجرة.

◄ زيارة واشنطن ولقاء مسؤولين أميركيين لدعم حظوظ مقيق في رئاسة الحكومة

وكشفت المجلة أن العالم النووي الليبي التقى في الأيام القليلة الماضية رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جيم ريش، وهو جمهوري عن ولاية أيداهو، والسيناتور جوني إرنست، وهو جمهوري أيضاً عن ولاية أيوا، وكيرستن جيليبراند، وهو عضو ديمقراطي عن ولاية نيويورك، وحضر حفل عشاء أقيم في الكونغرس وتحدث مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ورئيس الشؤون الخارجية السابق في مجلس النواب مايكل ماكول، وهو جمهوري من تكساس.

واعتبرت «بوليتيكو» أن تلك اللقاءات التي أجراها مقيق تعد «إستراتيجية غير نمطية، للحصول على مباركة واشنطن،» فيما يرى مراقبون ليبيون أن العالم النووي يجد دعما من قبل قوى داخلية وخارجية تراه مؤهلا لإخراج البلاد من النفق المظلم الذي لا تزال غارقة فيه منذ 14 عاما.

من جانبه، نقل موقع «نيوز ماكس» الأميركي عن مصادر ليبية أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة سيكون خارج السلطة الشهر المقبل على أقصى تقدير.

ورأى كاتب التقرير، جون جيزي، وهو مراسل الموقع بالبيت الأبيض، أن اختيار رئيس للوزراء يبدو عملية معقدة تنطوي على دعم من البرلمان ومباركة الأمم المتحدة.

وأضاف أن عبدالكريم مقيق زار واشنطن منتصف أبريل الماضي، واجتمع مع أعضاء لجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، وتحدث عن خطته لقيادة الحكومة الليبية، لافتا إلى فقدان الدبيبة للدعم داخل ليبيا وخارجها، وسط تصاعد الدعوات لاستبداله.

ونقل جيزي عن مقيق قوله إن البند الأول في رؤيته لرئاسة الحكومة هو العمل مع المشير خليفة حفتر ضمن إطار ليبيا موحدة، الذي وصفه بأن «لديه رغبة في إعادة بناء ليبيا،» وأن «من المهم جمع الجميع معا لتحقيق الوحدة.”

◄ مقيق رافق المشروع النووي الليبي طيلة عقدين من الزمن، وكما كان شريكا في انطلاقه، ساهم بدور مهم في تفكيكه، وهو بالنسبة إليه مواطن ليبي يعمل في خدمة وطنه

كما اعتبر أن إنهاء ممارسات تهريب النفط في ليبيا لن يتحقق إلا «عندما يعمل حفتر والحكومة في طرابلس معا،» مردفا أن «أحد الأجزاء المحورية في أجندة الإصلاح التي اعتزم تنفيذها كرئيس للوزراء هو بناء قناة قوية بين ليبيا والولايات المتحدة في الجوانب الاقتصادية والمشاريع الإستراتيجية مثل الطاقة والأمن،» ومطّلعاً إلى العمل مع الرئيس دونالد ترامب، الذي يقول إنه « يتمتع بالشخصية المثالية لليبيا.”

وبحسب التقرير، فإن مقيق يدرك تماما أن توليه منصب رئيس الوزراء عملية معقدة لكنه يعتقد أن الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة، والدول الأخرى التي تتعامل تجاريًا مع ليبيا قادرة على تسريع العملية.

والحديث عن ترشيح مقيق لرئاسة حكومة ليبية موحدة ليس جديدا. ففي الأول من نوفمبر 2023 عقد التجمع الوطني للأحزاب الليبية اجتماعا في طرابلس بحضور مجموعة من الأحزاب المنضوية تحت لوائه. وقدم خلاله مقيق سيرته الذاتية، واستعرض مسيرته العلمية المتنوعة في العديد من الجامعات العالمية، والمناصب والمهام التي تقلدها خلال عمله الوظيفي، مشيرا إلى أنه قبل هذه المهمة رغم صعوبتها وذلك لتلبية الواجب والوطني وخصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وقال مقيق إن برنامجه يقوم على مجموعة ركائز هامة أولها يتعلق بتطبيق الديمقراطية في بلادنا والتي أصابها نوع من الفتور بسبب عدم إجراء الانتخابات ويجب إحياؤها بين الشباب، وهي تحتاج آليات معينة ومجموعة عناصر لإنجاحها مثل الأمن والمعلوماتية.

وأكد أن الأمن بأنواعه يعتبر من الركائز الأساسية لبرنامجه، يضاف إلى ذلك العدل والذي لا يمكن إصلاح أيّ دولة دون قضاء متمكن ويجب التأكيد على صلاحياته وحمايته لفرض القانون، معتبرا أن المصالحة الوطنية من الموضوعات المهمة في برنامجه ويجب إنشاء منظومة مستمرة لدراسة الحالة الليبية والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا السياق.

◄ هل بات رحيل الدبيبة من رئاسة الحكومة أمرا مقضيا
هل بات رحيل الدبيبة من رئاسة الحكومة أمرا مقضيا

ودعا مقيق إلى ضرورة إنعاش الحالة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد والتي تحتاج إلى فترات زمنية طويلة، مؤكدا أنه بالإمكان البدء بمشاريع فتراتها قصيرة وتنعش الحياة، وشدد على ضرورة تطوير المجال المالي وتطوير قوانين محاربة الفساد بوسائل علمية حديثة يتعامل بها العالم، مبرزا أن برنامجه يقوم على الكفاءة والخبرة والتوازن بين المناطق، ويستمر لمدة سنة وأن استحقاقه الأساسي هو إجراء الانتخابات التي ينشدها الليبيون.

ورأى أن بالإمكان الدخول في مشاريع اقتصادية تهم بلادنا والعالم، كما يجب مشاركة العالم في القضايا الدولية مثل معالجة قضايا الهجرة غير الشرعية.. داعيا إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة مثل سنغافورة وكوريا واليابان والتي لا تمتلك الإمكانيات والموارد التي تزخر بها ليبيا، معربا عن استعداده لمساعدة أيّ شخص يتولى مهام رئاسة الحكومة القادمة.

ويتميز برنامج مقيق بالدعوة إلى إطلاق مشاريع اقتصادية صغيرة ومتوسطة لدعم الشباب وخلق فرص عمل، وإعادة بناء البنية التحتية التعليمية والصحية وفقًا للمعايير الدولية، وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي ضمن أطر شفافة وآمنة، وإعادة هيكلة القطاع العام وتفعيل الحكومة الرقمية للحد من الفساد.

◄ العالم النووي الليبي يجد دعما من قبل قوى داخلية وخارجية تراه مؤهلا لإخراج البلاد من النفق المظلم الذي لا تزال غارقة فيه منذ 14 عاما

ويعبّر مقربون من مقيق عن إعجابهم بقربه من الشعب واهتمامه العميق بمعاناته اليومية حيث أنه يدرك أن الليبيين قد أنهكتهم سنوات الحرب والفساد والتهميش، ما جعله يضع محاربة الفساد والمفسدين في صلب مشروعه الوطني، مؤمنا بأن لا استقرار دون عدالة، ولا تنمية دون محاسبة.

ويولي مقيق اهتماما بالغًا بشريحة الشباب، انطلاقا من إيمانه بأنها تمثل مستقبل البلاد ومحورها الحقيقي للنهوض. وهو يضع ضمن أولوياته خلق فرص علمية واقتصادية للشباب عبر التدريب، والدعم للمشاريع، وبرامج الابتكار، وتطوير منظومة التعليم، وربطها بسوق العمل، وتشجيع البحث العلمي كمحرك أساسي للتنمية، والاهتمام بذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، ودمجهم بشكل كامل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال تشريعات عادلة وبرامج دعم حقيقية.

أما برنامجه الاقتصادي فيتضمن رؤية إستراتيجية يطمح من خلالها لتنويع الدخل والتنمية المتوازنة وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد، وهو يرى أن ليبيا تمتلك موقعا جغرافيًا مميزًا يمكن استثماره في التجارة، والنقل، والطاقة، والسياحة، كما أن المناخ المتنوع والمساحات الشاسعة تتيح إطلاق برامج تنمية سكانية واقتصادية تمتد إلى كل ربوع ليبيا، لا تترك منطقة مهمشة أو منسية.

ولد مقيق في العاشر من مارس 1955 بمنطقة سوق الجمعة بالعاصمة طرابلس. درس المراحل الأساسية في بلاده ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق الحلم واستكمال دراسة علوم الهندسة الكهربائية. في العام 1980 تخرج من جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلس ومعه بكالوريوس الهندسة الكهربائية تخصص التحكم الكهربائي الإلكتروني، ومن هناك عاد إلى ليبيا حيث انضم إلى مركز البحوث النووية في تاجوراء. وساهم في تطوير القطاع النووي السلمي، إذا ترأس عام 1981 اللجنة العلمية الفنية لتسلم نظم وتقنيات التشغيل والتحكم والأمان للمفاعل النووي، كما شغل منصب عضو المجموعة البحثية لدورات الوقود النووي للمفاعل الذري.

وفي العام 1982 حصل على شهادة الخبرة بمجال القياسات الصناعية والنووية بعد برامج تعليمية وتدريبية مكثفة بمركز إنتاج الطاقة النووية بمدينة ريغا في لاتفيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي آنذاك، وفي العام الموالي حاز على شهادة خبرة في مجال القياسات الصناعية والنووية، بعد أن درس برامج تعليمية وتدريبية مكثفة في جامعة برلين بألمانيا الغربية.

وفي عام 1984 حصل على شهادة خبرة في تكنولوجيا نظم تحليل الغازات ونظم التفريغ الجوي بعد اجتياز البرنامج العلمي والتدريبي لشركة بلسرز السويسرية، كما شغل منصب عضو المجموعة العلمية البحثية المسمّاة ميلان جروب الإيطالية المشتركة مع مجموعة سيرن وفرميلاب الأميركية بشيكاغو، وشارك في برنامج الدكتوراه بجامعة دالستوديو في ميلانو بإيطاليا، في مجال الفيزياء وجسيمات الطاقة العالية.

والدكتور مقيق حاز على جائزة العبقرية عام 2000 من جمعية المخترعين المجرية، وتولى خلال العقود الأربعة الماضية رئاسة مركز البحوث النووية ومركز الطاقة المتجددة ومركز تحلية المياه ومركز البرمجيات وتقنية المعلومات، وأدار باقتدار مراكز للبحوث النووية، وحصل على وسام الدرجة الأولى للمشاركة الفعالة في النهوض بليبيا بمنتدى طرابلس الاقتصادي، ويشغل مقيق حاليا مدير إدارة الاستثمار في جهاز تنمية وتطوير الجنوب، ورئيس اللجنة العليا للبرنامج الوطني للتنمية الصناعية وعضو الفريق العربي لوضع إستراتيجية التكامل المناعي العربي بالجامعة العربية.

◄ مقيق استعرض أمام المسؤولين الأميركيين رؤيته للعمل مع واشنطن لجذب الاستثمارات، والتعاون في مجالات الأمن والطاقة والهجرة

ويوصف مقيق لدى المؤسسات السيادية الغربية بأنه الرجل الذي أدار عملية تفكيك المشروع النووي الليبي عقب الإعلان عن المبادرة الطوعية التي اتخذها الزعيم الراحل معمر القذافي.

ويقول وزير خارجية القذافي السابق عبدالرحمن شلقم إن السبب الذي دفع القذافي في النهاية إلى التخلي عن أسلحة الدمار الشامل وبرنامج الأسلحة النووية كان رسالةً مسجلةً عام 2001 من رئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش، أخبرت القذافي أنه «إما أن تتخلص من أسلحة الدمار الشامل أو أن الولايات المتحدة سوف تدمّرها بنفسها وتدمّر كل شيء دون مناقشة.» بدأ المسؤولون الليبيون بإجراء اجتماعات سرية مع المسؤولين البريطانيين والروسيين والأميركيين لتفكيك البرنامج رسميًا.

وفي مارس عام 2003 اتصل مبعوثو القذافي بالرئيس الأميركي جورج دبليو بوش والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتحدثوا بشأن استعداد ليبيا لتفكيك برنامجها النووي.

رافق مقيق المشروع النووي الليبي طيلة عقدين من الزمن، وكما كان شريكا في انطلاقه، ساهم بدور مهم في تفكيكه، وهو بالنسبة إليه مواطن ليبي يعمل في خدمة وطنه، ويؤمن بديمومة الدولة بقطع النظر عن تعاقب الأنظمة والحكومات، كما أنه يؤمن بأن ليبيا قادرة على أن تكون دولة متقدمة في مختلف المجالات.

عرف عن مقيق إتقانه لعدد من اللغات الأجنبية وهي الإنجليزية والإيطالية والروسية والتركية بالإضافة إلى اهتمامه الكبير باللغة العربية، وهو مطلع على مستجدات العلوم والتكنولوجيا في مختلف المجالات، ومتابع لمستجدات ثورة الذكاء الاصطناعي.

كما يعدّ من المهتمين بالأصالة والتراث الفني والثقافي، ولديه الكثير من البحوث والدراسات العلمية المنشورة على نطاق واسع.

◄ مقيق يلتقي فعاليات شعبية للتعريف بخططه المستقبلية
مقيق يلتقي فعاليات شعبية للتعريف بخططه المستقبلية

 

7