عبدالكريم جواد: المسرح الوطني العماني يواكب تطور المسارح العالمية

مسقط- قدم المسرحي العماني عبدالكريم جواد في انطلاق المؤتمر الفكري في محوره الأول المخصص للمسرح العماني، والذي يقام ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الـ15 بالعاصمة العمانية مسقط، إضاءات مهمة حول تاريخ المسرح العماني وتجربته على مدى 45 عاما منذ تأسيسه مجموعة فناني مسرح الشباب الذي انطلق عام 1980، التي تعد اللبنة الأولى لتطوير الحركة المسرحية في سلطنة عمان، لما قدمته من مساحة للشباب لممارسة هوايتهم وتطوير قدراتهم إذّاك، وساهمت في إثراء المشهد الثقافي.
قال جواد “وقت قررنا تأسيس مسرح الشباب لم نكن كمجموعة شباب موهوب طامح إلى خلق مسرح عماني يضيف للتجارب السابقة نملك من التجربة الكثير، الآن وبعد هذا الزمن الطويل نضع أرجلنا على أعتاب المسرح الوطني العماني حيث يمضي بناؤه وتأسيسه الآن ليجمع كل المسرحيين العمانيين وتتشكل فيه طموحاتهم.”
◄ سلطنة عمان تضع إستراتيجية عمل لتأسيس المسرح الوطني العماني تثمينا لدور الفن المسرحي والمسرحيين
وأضاف “ليس البناء المعماري فقط ما نسعى إليه من مشروع المسرح الوطني العماني الحضاري الكبير، ولكن نسعى جاهدين لوضع إستراتيجية عمل تكفل له أن يكون نموذجا عالميا يتمتع بأعلى المعايير الفنية وبهندسة عصرية تواكب التطور والتقدم في بناء المسارح؛ ويشكل نواة تكوين لمركز تدريبي للمواهب المسرحية تمثيلا وإخراجا وسينوغرافيا وتأليفا وغير ذلك من مكونات المسرح. وتحقيق شبكة واسعة من المسرحيين تحتضن هذا التأسيس للمسرح الوطني واستقطاب الشباب بشكل خاص الذي يقود الحراك المسرحي الآن ومستقبلا، وذلك وفق ارتباط وثيق بتنمية مستدامة.”
ولفت جواد إلى أن السلطنة تملك العشرات من الكتاب والمخرجين المتميزين وأيضا المئات من الممثلين وفناني الديكور والإضاءة والموسيقى الطموحين، وهؤلاء جميعا أعمالهم المسرحية تجول المهرجانات المسرحية العربية الكبرى حاصدة العديد من الجوائز، وكما تحتضن السلطنة نخبة متميزة عمانيا وعربيا من النقاد والباحثين والأكاديميين الذين يساهمون بشكل رائع في إثراء الحراك المسرحي وتطوره.
وأكد “نحن المسرحيين العمانيين لا حدود لطموحاتنا، نريد أن نحقق ونحقق ونحقق، ومن أجل هذا مطلوب منا مواصلة الاجتهاد في تحصيل الخبرات والتجارب، وأظن أن غنى المشهد النقدي والأكاديمي يتيح إضاءات مهمة بقراءاته للعروض والأعمال المسرحية المكتوبة، كما أن المسارح متاحة ومجهزة بأحدث ما يمكن أن يتطلبه العرض المسرحي.”

عبدالكريم جواد: نسعى جاهدين لوضع إستراتيجية عمل تكفل له أن يكون نموذجا عالميا يتمتع بأعلى المعايير الفنية وبهندسة عصرية تواكب التطور
وقال جواد “إنني أفتخر بأنني كنت في البدايات أنام لأيام على خشبة المسرح وأنني كنست هذه الخشبة وأفتخر أنني شاركت عبر مسيرتي الطويلة في تنظيم العمل المسرحي العماني وشاركت أجيالا أحلامها وطموحاتها، وأيضا كونت صداقات عميقة معها. وهذا فضلا عن علاقات وصداقات وثيقة ربطتني مع المسرحيين العرب. لذا أتمنى على شبابنا المثابرة والاجتهاد ومواجهة أي صعوبات بروح الفنان.”
وأضاف أن “جمال المسرح أنه وهبنا حياة أخرى عامرة بالأحلام والطموحات. وأتاح لنا أن نرى البشر بشكل مختلف ونحترم اختلافنا معهم، ولربما أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو ترسيخ الوعي الجمالي والتذوقي والفني لدى هؤلاء الناس، وأن نتقبل النقد البناء لتطوير رؤانا وأفكارنا وخبراتنا. إننا في المسرح نفتح آفاقا واسعة لحضور الثقافة وفي المسرح نقول ما هو مسكوت عنه ومهمش بأساليب فنية جمالية.”
ورأى جواد أن اختياره في مجلس الدولة هو وسام على صدره وصدر كل فنان، مؤكدا أن الدولة العمانية تفتح الباب للجميع وتحتفظ لكل فنان بمكانته لديها، وتسعى جاهدة لتحقق اكتمال المسرح الوطني العماني الذي سنرى أنه يواكب التطور والتقدم في بناء المسارح العالمية.
يذكر أن عبدالكريم جواد هو مخرج ومؤلف وباحث مسرحي، وعضو في مجلس الدولة لسلطنة عمان 2023، وأيضا استشاري لمشروع المسرح الوطني في سلطنة عمان 2023. حائز على وسام قابوس بن سعيد للثقافة والعلوم والفنون عام 2006، شغل منصب مستشار وزير التراث والثقافة العماني حتى 2017، وهو أستاذ محاضر في الفنون المسرحية في كلية المجتمع في قطر من 2017 إلى 2022.
لجواد العديد من المسرحيات التي قُدمت على خشبة المسرح، تسع منها مسرحيات مطبوعة، وكتاب عن التجربة المسرحية في سلطنة عمان، بالإضافة إلى العديد من الدراسات والبحوث في مجال المسرح والتلفزيون والسينما والموروث الشعبي والتجريب في المسرح المعاصر، التي شارك بها في ندوات ومؤتمرات مسرحية في الإمارات والكويت وقطر ومصر والأردن وتونس وبيروت والجزائر والمغرب وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة والصين وجورجيا والتشيك.