عبدالفتاح كيليطو كاتب مغربي بلسان مفلوق

ميلانو (إيطاليا)- يقدم المفكر المغربي عبدالسلام بنعبدالعالي في كتابه الجديد بعنوان “عبدالفتاح كيليطو أو عشق اللسانين” فحصا مختلفا لكتابات صديقه الناقد والمفكر عبدالفتاح كيليطو، تلك الكتابات التي تتجاوز الحدود، والانغلاق على اللغة، وتفكك التراث في حوارية بين الفكر العربي الكلاسيكي والأدب والفكر الغربيين.
يسمي بنعبدالعالي هذه الظاهرة بـ”الرهان الصعب” الذي يتحرك فيه الكاتب بين لغتين، وذاكرتين؛ كلاهما ينتعش بقوة التحرك بحرية بين الماضي ومهمة الاسترجاع، مقابل الانفتاح على تجربة الآخر وما يغذيه التأليف من مشقة وروعة الترحال في الذات، داخلها وخارجها، جسدا وذاكرة، والأهم ذهابا وجيئة بين انفصال ونسيان، محو وقطيعة، أو ربما، في المحصلة حضور بالغياب.
ليس الكتاب، الصادر عن منشورات المتوسط – إيطاليا، معالجة عاجلة، ولا هو قراءة كرونولوجية لمدونة كيليطو النقدية والسردية، بمسحتها الفلسفية الأدبية وجرحها الكائن في السؤال؛ إنما تمضي نصوص بنعبدالعالي في هذا الكتاب إلى ما يمكن أن نعتبره قراءة جينيالوجية تقترح ولا تجزم، أو كما بين جيل دولوز، تبحث عمّن وما يوجد وراء حقيقة الأشياء ومن يعطيها قيمتها.
فنحن هنا أمام أسئلة من قبيل: ما علاقة كيليطو بالأدب؟ وبأية لغة يكتب أصحاب الألسنة المفلوقة؟ ماذا عن الكتابة بالقفز والوثب؟ وحركة الاستنساخ والاقتباس؟ وكيف غدت الترجمة أسلوب حياة ونمط عيش؟ وما الذي تعنيه كلمة ترجمة في سياق تقديم رواية كيليطو الأخيرة “والله، إن هذه الحكاية لحكايتي”؟ وكما يتساءل صاحب “الندم الفكري” بأي لغة تتعين الكتابة؟
وقبل أن نقرأ -مجددا- في خضم كل ذلك وخارجه “الكتابة ندم متواصل على ما فات أن كتب، وعلى ما لم يكتب بعد”؛ يسألنا كيليطو وهو ما جاء في كلمة الغلاف “ألم يحصل لكم أن ترجمتم أنتم نصوصكم؟”. ويتابع “تلك، على وجه التقريب، هي طريقتي في العمل: كثير من نصوصي التي نشرت بالعربية كتبت في البداية بالفرنسية، والعكس”.
