عباس يطلع ولي العهد السعودي على مبادرته للتوجه إلى غزة

الرياض - عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصلها الإثنين، في زيارة غير معلنة المدة، حيث ناقشا جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ومبادرة عباس للتوجه إلى القطاع المدمر التي رفضتها إسرائيل.
وأكد ولي العهد السعودي "مواصلة المملكة بذل الجهود بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة لوقف أعمال التصعيد"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وشدّد الأمير محمد بن سلمان على "وقوف المملكة الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في حياة كريمة، وتحقيق آماله وطموحاته وتحقيق السلام العادل والدائم".
ومن جانبه، أعرب محمود عباس عن شكره للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على "مواقف المملكة الثابتة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في المحافل الدولية كافة"، و"الدعم السعودي المستمر على الصعد كافة، السياسية والمالية وغيرها، وآخرها المساعدات الإنسانية المقدمة لشعبنا في قطاع غزة"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأكد الرئيس الفلسطيني "أهمية تنسيق المواقف بين دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية، فيما يتعلق بسبل وقف العدوان الدموي الذي تشنه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا"، مشدداً على "الدور الكبير والهام الذي تلعبه السعودية في هذا الإطار".
وحذّر الرئيس الفلسطيني من "خطورة التصريحات والممارسات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية"، خاصة "التصريحات الخطيرة" من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بشأن بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.
والمسجد الأقصى هو في صميم النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، ويطلق عليه اليهود اسم “جبل الهيكل” ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية عندهم. وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولّى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.
وبموجب الوضع القائم بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في 1967، يمكن لغير المسلمين زيارة المسجد الأقصى في أوقات محدّدة بدون صلاة، وهي قاعدة يخرقها أكثر فأكثر اليهود المتشدّدون.
وأطلع الرئيس الفلسطيني ولي العهد السعودي على مبادرته للتوجه إلى قطاع غزة مع أعضاء القيادة الفلسطينية، "لوقف حرب الإبادة ضد شعبنا، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، وتولي دولة فلسطين صاحبة الولاية على كامل أرض دولة فلسطين بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية".
ومنتصف أغسطس الجاري، قال الرئيس الفلسطيني في خطاب أمام البرلمان التركي "أعلن أمامكم وأمام العالم أني قررت التوجه مع جميع القيادة الفلسطينية إلى قطاع غزة"، ودعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى إنجاح الزيارة.
وذكرت "وفا" أن اللقاء تطرق إلى "أهمية التحرك السياسي الذي تقوم به اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي ترأسها السعودية، من أجل تحقيق مزيد من الاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، ودفع جهود دولة فلسطين في التحرك الدبلوماسي والقانوني، وفي الأمم المتحدة من أجل إنهاء الاحتلال عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة بعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية".
وحضر اللقاء من الجانب السعودي، وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان، وسفير السعودية لدى الأردن السفير غير المقيم لدى فلسطين نايف بن بندر السديري.
فيما حضر من الجانب الفلسطيني، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى المملكة باسم الأغا.
والاثنين، وصل عباس إلى السعودية، في زيارة لم يعلن عن مدتها. وتأتي زيارته على وقع حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة على قطاع غزة منذ للشهر الـ11 على التوالي، ومفاوضات متعثرة لوقف إطلاق النار.
وانتهت المحادثات التي جرت في القاهرة الأحد من أجل وقف إطلاق النار في غزة دون اتفاق، حيث لم توافق حماس ولا إسرائيل على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء، حول بعض النقاط العالقة على رأسها محور فيلادلفيا وممر نتساريم، مما يزيد الشكوك إزاء فرص إحراز تقدم في أحدث الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 10 أشهر.
وتعد الزيارة الثانية للرئيس عباس إلى السعودية خلال تلك الحرب، حيث سبق أن زار الرياض في أواخر أبريل الماضي، وبحث مع ولي العهد السعودي تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وقطع الرئيس الفلسطيني زيارته إلى السعودية، الأربعاء، وقرر العودة إلى مدينة رام الله لمتابعة آخر التطورات والمستجدات في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية شمال الضفة الغربية وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وأوردت الوكالة "قرر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قطع زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء، لمتابعة آخر التطورات والمستجدات في ظل العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية"، حيث كان الجيش الإسرائيلي أعلن بدء عملية عسكرية في شمال الضفة، مشيرا الى أنه قتل خلالها تسعة مقاتلين فلسطينيين في جنين وطوباس.
أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء بمقتل عشرة فلسطينيين في العملية العسكرية التي يشنّها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر أحمد جبريل "هناك 10 شهداء جراء عدوان الاحتلال على جنين وطوباس"، إضافة إلى "نحو 15 جريحا".
وأشار الى أن فلسطينيَين اثنين قتلا في مدينة جنين، وأربعة في قصف استهدف سيارة قرب المدينة، وأربعة آخرين في مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس.
وأوضح أن القتيلين في جنين نقلا إلى مستشفيات المدينة، بينما نقل القتلى الأربعة في استهداف السيارة "الى المستشفى التركي في طوباس".
وأضاف "تم نقل شهيدين من مخيم الفارعة الى المستشفى التركي، وهناك شهيدان آخران في أحد المنازل داخل مخيم الفارعة وهما شقيقان يبلغان 13 و17 عاما لم نتمكن من الوصول اليهما حتى الآن".
وغالبا ما تتّهم فرق الإسعاف الفلسطينية القوات الإسرائيلية بمنعها من إجلاء المصابين أو القتلى أثناء العمليات العسكرية.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إنّ "قوات الأمن بدأت الآن عملية لإحباط الإرهاب في جنين وطولكرم"، من دون تفاصيل إضافية.
وغالبا ما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في مدن الضفة التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967.
وشهدت الأسابيع الماضية تزايدا في العمليات في مناطق شمال الضفة حيث تنشط مجموعات من فصائل فلسطينية مسلحة.
وأعلنت إسرائيل الإثنين أنها نفذت ضربة جوية في منطقة مخيم نور شمس الواقع قرب مدينة طولكرم، أوقعت، بحسب السلطة الفلسطينية، خمسة قتلى.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء بشأن هذه العملية، أن من بين القتلى "الذين تمت تصفيتهم المدعو جبريل غسان إسماعيل جبريل المتورط في النشاطات الإرهابية في منطقتَي طولكرم وقلقيلية والذي أفرج عنه من السجن في شهر نوفمبر 2023"، في إطار اتفاق هدنة وصفقة تبادل أثناء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتشهد مختلف مناطق الضفة الغربية تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع أكتوبر.
وقتل مذاك في الضفة الغربية ما لا يقل عن 650 فلسطينيا برصاص مستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قتل ما لا يقل عن 20 إسرائيليا بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.