عباس يطالب حماس بالكف عن إعطاء إسرائيل ذرائع في حربها على غزة

رام الله- طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس الثلاثاء بالكف عن إعطاء إسرائيل “أعذارا” للاستمرار في هجومها على قطاع غزة.
وجاء موقف عباس ليضاعف من حجم الضغوط على الحركة الفلسطينية التي تواجه معارضة شعبية متزايدة داخل قطاع غزة، ترجمتها تحركات احتجاجية جرت على مدار الأيام الماضية، وطالبت الحركة برفع يدها عن القطاع المدمر، والخروج منه، في تحول لافت في المزاج الشعبي داخل القطاع.
واستأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة في الثامن عشر من مارس بعد هدنة استمرت شهرين مع حماس. وقالت وزارة الصحة التابعة للحركة الثلاثاء إن 58 شخصا قتلوا في الساعات الأخيرة.
◄ رئيس الوزراء الإسرائيلي يكشف عن اتصالات مع دول تتحدث عن إمكانية استيعابها عددا كبيرا من سكان غزة
وجاء استئناف الحرب نتيجة إصرار إسرائيل على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما رفضته بشدة حركة حماس التي تصر على المضي في المرحلة الثانية التي تتضمن الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
ويرى مراقبون أن المشكلة الحقيقية تكمن في كون إسرائيل تصر على إبعاد حماس عن حكم غزة، وهو ما تعارضه الحركة الإسلامية، حيث تستمد نفوذها في المعادلة الفلسطينية من خلال هذه الورقة.
ويشير المراقبون إلى أن الشعب الغزي هو من يدفع ثمن مواقف حماس، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه يزيد من حجم الكلفة على القطاع، وقد ينتهي بسيطرة إسرائيل على معظم غزة، وحصر الفلسطينيين في “منطقة إنسانية” صغيرة.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية في بيان حماس “بعدم الاستمرار في إعطاء الاحتلال أي أعذار للاستمرار في حرب الإبادة الجماعية”.
كذلك، دعت الحركة إلى “تحمل مسؤولياتها والالتزام بالموقف الفلسطيني الرسمي والمبادرات العربية، والتوقف عن اتخاذ أي قرارات غير مسؤولة”.
واعتبرت الرئاسة أن إسرائيل تستغل قضية الرهائن الإسرائيليين لدى حماس “لارتكاب المزيد من المجازر، وآخرها مجزرة مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بشكل متعمد”.

◄ الرئاسة الفلسطينية تعتبر أن إسرائيل تستغل قضية الرهائن لدى حماس لارتكاب المزيد من المجازر.
وشددت على وجوب “تجنيب شعبنا ويلات هذا العدوان الذي أدى حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 50 ألف مواطن، وجرح أكثر من 115 ألف مواطن”.
وفي ختام زيارته إلى الولايات المتحدة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء إنه اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على القضاء على حماس، وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني.
وأضاف نتنياهو “تحدثنا أيضا عن رؤية الرئيس ترامب (حول تهجير الفلسطينيين من غزة)، لأننا على اتصال مع دول تتحدث عن إمكانية استيعابها عددا كبيرا من سكان غزة.”
ويحظى رئيس الوزراء الإسرائيلي بدعم مطلق من الإدارة الأميركية في حربه على غزة، وهو ما لا تريد حماس استيعابه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قال الأسبوع الماضي إن “الجيش يُقسم قطاع غزة ويسيطر على أراض للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين فيه.”
وأضاف أن الجيش “يسيطر على محور ‘موراغ’، وهو شريط يمتد بين محافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.”
و”موراغ” اسم مستوطنة إسرائيلية سابقة تم إخلاؤها عندما انسحبت إسرائيل بشكل أحادي من غزة العام 2005.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيانها الثلاثاء إن “مضي الاحتلال الإسرائيلي في إنشاء ما يسمى بمحور ‘موراغ’ لفصل مدينة رفح عن باقي قطاع غزة يشكل مخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.