عباس يستكشف مواقف الإدارة الأميركية عبر الأردن

عمان - رأت دوائر سياسية أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمّان يستهدف استكشاف مواقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من العملية السلمية المتعثرة منذ سنوات ودعم السلطة التي تعاني من وضع مالي واقتصادي صعب.
وتؤكد تلك الدوائر أن الحاجة الماسة للسلطة الفلسطينية للتقارب أكثر مع الإدارة الأميركية وتحريك عملية السلام المتعثرة هي المحرك الأساسي لزيارة عباس إلى عمّان، خاصة في ضوء زيارة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن في العشرين من يوليو الماضي.
ولم تلمس سلطة عباس أي تغييرات في العلاقة مع الحكومة الإسرائيلية بعد تولي نفتالي بينيت رئاسة الحكومة على الرغم من مواصلة التنسيق الأمني بين الجانبين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي واصل سياسة اقتطاع أموال شهرية من الضرائب الفلسطينية الأمر الذي انعكس على موازنة السلطة الفلسطينية ودفع رواتب الموظفين.
وتعاني السلطة الفلسطينية من وضع مالي صعب مع توقف المساعدات الخارجية التي تساهم في سد العجز في موازنتها سواء كانت من الدول العربية أو الأجنبية. وبحسب ما تظهر بيانات وزارة المالية، فإنها لم تتلق أي دعم خارجي منذ بداية العام.
الرئيس الفلسطيني يثمن زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن التي ركزت على القضية الفلسطينية والدفع باتجاه تحقيق السلام
وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني الأحد بأن الملك عبدالله الثاني بحث مع عباس عملية السلام والمستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وجدد الملك عبدالله الثاني التأكيد على “موقف الأردن الداعم والمساند لحقوق الأشقاء الفلسطينيين العادلة والمشروعة”.
وأكد “ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل، بما يمكن الأشقاء الفلسطينيين من قيام دولتهم المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما جدد “التأكيد على مواصلة المملكة تأدية دورها التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها”.
وثمّن عباس “مواقف الملك الداعمة للشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى “أهمية زيارته الأخيرة إلى واشنطن، والتي ركزت على مركزية القضية الفلسطينية، والدفع باتجاه تحقيق السلام العادل والشامل”، وفق بيان الديوان الملكي.
واستقبل الرئيس الأميركي بايدن العاهل الأردني في البيت الأبيض في العشرين من يوليو الماضي. وأعاد بايدن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط إلى مسارها التقليدي، ولاسيّما بتأييده تسوية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني على أساس حلّ الدولتين بعدما سعى سلفه دونالد ترامب إلى الالتفاف على هذا الحلّ الذي تعتبره عمّان أساسا لا غنى عنه للتوصّل إلى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط.