عباس يحذر قطر من تدخلاتها الرامية لتمكين حماس في غزة

موقف أبومازن الظاهر من قطر تشوبه بعض علامات الاستفهام والشكوك، في ظل امتلاك الدوحة لأوراق ضغط عليه.
السبت 2018/10/20
تخبط عباس

القاهرة - قال مسؤول بارز في مكتب الرئاسة الفلسطينية، إن الرئيس محمود عباس (أبومازن) أبدى غضبا من التحركات التي تقوم بها قطر في غزة، وأعرب عن ترحيبه بجهود أي دولة للتخفيف عن أهالي غزة شريطة التنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وشدد المسؤول الفلسطيني في تصريحات لـ”العرب” على أن أبومازن كانت رسالته حاسمة خلال استقباله الخميس وفدا قطريا برئاسة الشيخ حمد بن فهد آل ثاني، ومعه نشطاء وعاملون في مؤسسات اجتماعية، ورفض بشكل قاطع إدخال الغاز القطري دون التنسيق مع قيادة السلطة، والاعتراض على قيام أي طرف خارجي يمارس الالتفاف على دور القيادة الفلسطينية في غزة.

وجاءت رسالة الرئيس الفلسطيني للدوحة بعد تخصيص قطر مبلغ 60 مليون دولار لشراء السولار من الشركات الإسرائيلية، والتعاون مع مبعوث عملية السلام للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لإدخال الحافلات إلى غزة، دون التنسيق مع قيادة السلطة الفلسطينية، التي تتمسك بالتمكين الكامل في القطاع.

وحذر عباس أثناء اللقاء مع الوفد القطري من التحركات التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية لتمرير صفقة القرن، والتعامل مع أزمة قطاع غزة على أنها أزمة إنسانية وليست سياسية، ومحاولة تطويق السلطة الفلسطينية وإبرام اتفاق للتهدئة مع حركة حماس يصب في صالح من يقاومون دور الحكومة الوطنية في القطاع.

وكشفت مصادر فلسطينية لـ”العرب” أن موقف أبومازن الظاهر من قطر تشوبه بعض علامات الاستفهام والشكوك، في ظل امتلاك الدوحة لأوراق ضغط عليه، بسبب وجود علاقات مالية تربط أبناء أبومازن مع شركات قطرية، منها الشركة الوطنية للجوال، وامتلاك استثمارات وعقارات بالدوحة.

وقالت المصادر إن هذه المسألة تحوم حولها شبهات، وتجعل موقف أبومازن ضعيفا حيال التدخلات القطرية، كما أنه لا يريد أن يخوض مواجهة مفتوحة مع الدوحة، لأنها ورقة يلجأ إليها أحيانا لتقوم مصر بالمزيد من الضغوط على حماس في ملف المصالحة.

وعلمت “العرب” من مصادر مصرية أن القاهرة لا تريد فرض رؤية محددة على القوى الفلسطينية، خوفا من عدم ضمان نجاحها وسط السيولة الراهنة، وبالتالي تتحمل تبعاتها السلبية، وتحرص على أن تكون نقاط التفاهم رضائية من قبل الأطراف الفلسطينية.

وتتمسك حركة فتح بأولوية المصالحة على التهدئة التي تريدها حماس أولا مع إسرائيل، مدعومة من الدوحة، وتعتبرها الباب الوحيد لإنهاء الانقسام، ومواجهة التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

Thumbnail

وتبحث السلطة الوطنية خلال اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في 28 أكتوبر الجاري وضع آلية تجبر حركة حماس على التعاطي بشكل إيجابي لوقف الانقسام، بينها تصعيد المدى الذي يمكن أن تذهب إليه عملية فرض عقوبات على القطاع.

وجاءت زيارة الوفد القطري، برئاسة الشيخ حمد بن فهد آل ثاني، المعروف أنه المسؤول عن إدارة عملية المساعدات الإنسانية التي تقدم لجهات عدة، في سياق مناكفات اعتادت الدوحة على القيام بها كمحاولة لزيادة مكاسبها وتوسيع دورها من خلال توفير مساعدات عينية لغزة، وهو ما يصب في صالح تعزيز نفوذ حماس في القطاع، ويدفعها للتنصل من الالتزام بالمصالحة.   ويصطدم الدور القطري في غزة بحقائق على الأرض تعزز موقف مصر التي تمتلك أوراق قوة تمكنها من تحجيم تحركات الدوحة ووقف مناوراتها التي تسعى إلى ابتزاز الفلسطينيين، لإيجاد موطئ قدم سياسي لها في الأراضي المحتلة باستخدام المساعدات الإنسانية.

ويقول أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس “قطر تواصل ممارساتها السلبية في التعاطي مع الأوضاع في غزة، لتنفيذ أجندة أميركية–إسرائيلية، وما تقوم به يرمي إلى إفشال المصالحة، لأنها تضر بمصالح حماس وإسرائيل معا”.

وأكد لـ”العرب” أن قطر تدرك أهمية السيطرة على حماس بالمال والمساعدات، لعدم انفجار الأوضاع في القطاع، وتقوم بتوظيف الحركة كأداة يتم استخدامها ضد خصوم الدوحة، وهي تلجأ إلى شراء الوقود وإدخاله إلى غزة عبر قناة الأمم المتحدة للحصول على غطاء دولي يحجم ضغوط القوى الرافضة لأي وجود لقطر في غزة، لافتا إلى أن التحركات بدأت تتزايد لمنع القاهرة من النجاح في رعاية اتفاق مصالحة فلسطينية.

وتخشى القاهرة أن تؤدي التجاذبات على أصعدة مختلفة إلى انفلات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية،  عبر الاستفزازت المتبادلة من جانب قوات الاحتلال والفصائل في غزة. وقام وفد أمني مصري رفيع المستوى بزيارة غزة ورام الله وإسرائيل الخميس والجمعة، لتهدئة الأوضاع والمضي قدما نحو تحقيق تهدئة ضمنية بين الجانبين.

وحرص الوفد المصري الذي يرأسه وكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع، ويضم في عضويته مسؤول الملف الفلسطيني اللواء أحمد عبدالخالق، على ضرورة تهدئة الأمور لتمهيد الطريق أمام التحركات الهادفة لتفعيل تفاهمات المصالحة بين حماس وفتح، أو على الأقل منع إعلان دفنها تماما، وبقاء الأمل لإحيائها مرة أخرى.

وتأجلت زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل لكل من غزة ورام الله، وكانت مقررة الخميس، ويقوم الوفد الأمني المصري بتمهيد الطريق لإتمام الزيارة قريبا، بعد الحصول على تعهدات بعد التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات بشأن المصالحة.

2