عام سجنا لقيادي مغربي في 'العدل والإحسان' أُدين بـ"التحرش الجنسي"

محكمة مغربية تسقط تهمة الاتجار بالبشر بحق القيادي الإسلامي محمد أعراب باعسو وتثبت إدانته بالتحرش الجنسي و الإخلال العلني بالحياء.
الأربعاء 2023/06/14
جماعة العدل والاحسان تنكر تورط أحد قادتها البارزين في فضيحة التحرش الجنسي

الرباط - قضت محكمة مغربية الأربعاء بالسجن لمدة عام على قيادي بارز في جماعة العدل والإحسان الإسلامية المحظورة بعد إدانته بتهمة التحرش الجنسي في قضية تعود إلى أكتوبر الماضي مع الزامه بدفع نحو 6 آلاف دولار كتعويض للضحية، بينما أسقطت عنه تهمة الاتجار بالبشر.

وتتعلق القضية بالقيادي محمد أعراب باعسو الذي يظهر في برامج دينية ومعروف بنشاطه الدعوي إلى أن عرّت فضيحة التحرش الجنسي ازدواجية الخطاب للجماعة الإسلامية التي دافعت عنه بشدة ولم تندد بالسلوك المنافي للمبادئ الدينية والأخلاقية رغم أن قرار الإدانة استند إلى أدلة قطعية وأخذ المسار القضائي الوقت المطلوب قبل صدور الحكم الأربعاء.

وأسقطت المحكمة عن القيادي بجماعة العدل والإحسان تهمة الاتجار بالبشر وأدانته في قضية التحرش الجنسي، لكن الجماعة الإسلامية نددت بما اعتبرته "حكما سياسيا" وهي عادة ما تتخذه من مثل هذه المُسوغات تبريرا للتغطية على مثل تلك السلوكيات.  

وتمسك باعسو ببراءته من كل التهم المنسوبة إليه رغم القرائن والإثباتات. وقال إنه تعرض لضغوطات وتهديدات ومساومات أثناء اعتقاله في مدة الحراسة النظرية، مدعيا بأن المحققين ناقشوا معه مواضيع لا علاقة لها بالملف نهائيا ولا تقربه بصلة، بحسب ما نشرته جماعة الإحسان على موقعها الالكتروني.

وادعى كذلك بأن اعتقاله "كان بسبب الانتماء لجماعة العدل والإحسان التي تربى فيها منذ شبابه، معبرا عن اعتزازه بهذا الانتماء وتشرفه به ومثنيا على الجماعة التي تعلم فيها معاني الرجولة والإيمان والأخلاق ومعاني الخير للأمة ومجموعة من القيم العظيمة ومن أهمها الصبر"، وفق المصدر ذاته.

لكن عائشة كلاع محامية الضحية ردت على تلك الادعاءات بأن هذا دأبهم (العدالة والإحسان) لتبييض صفحة المتهم من الفضحية الأخلاقية.

وكانت السيدة المعنية برفقة المتهم عندما اعتقل في أكتوبر واتهم بداية "بالخيانة الزوجية"، لكن القضاء لاحقه بتهمة "الاتجار بالبشر" و"الإخلال العلني بالحياء" و"استدراج أشخاص لممارسة الدعارة"، بعدما اتهمته تلك السيدة "باستغلالها جنسيا"، بحسب محاميتها التي أضافت أن المتهم "كان يستغل هشاشة ضحيته، مقابل وعد بتوظيفها".

وأكدت عائشة كلاع وهي أيضا رئيسة جمعية للدفاع عن ضحايا الاعتداءات الجنسية، أن ادعاء جماعة العدل والاحسان أن القرار القضائي مسيس "كلام يرددونه دائما، الوقائع واضحة والحجج ضده ملموسة".

وتمثل جماعة العدل والإحسان تيارا سياسيا إسلاميا ذا توجه صوفي، وهي شبه محظورة في المغرب. وقد قادت في الأشهر الماضية حملة للتشكيك في أسباب إيقاف باعسو وحاولت الأربعاء التشكيك أيضا في شفافية القرار القضائي.