#عام_على_منع_الهيئة: هاشتاغ للاحتفال في السعودية

الرياض - “ملؤوا الدنيا صراخا بأن اللقطاء سيملؤون الطرقات وستنتهك حرمات البيوت والأعراض وأن الشوارع ستحكمها مافيا المخدرات (..) لكن لم يحدث شيء”، كان هذا رأي يطرحه السعودي عمرو في تغريدة نشرها بعد مرور حوالي عام على تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبدأت ‘احتفالات’ السعوديين مبكرا ضمن عدد من الهاشتاغات على تويتر على غرار #عام_على_منع_الهيئة.
وكان مجلس الوزراء السعودي قد أصدر قرارا تنظيميا في 12 أبريل 2016 عدل فيه سلطات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يتركز دورها على “تطبيق معايير الشريعة الإسلامية في البلاد”.
وشكلت هذه المناسبة دافعا لمراجعة وتقييم عام من دون توقيف الهيئة لأي شخص في الشارع لمجرد الشك في أنه يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية، وخاصة النساء.
وجرد التنظيم الهيئة من صلاحيتي توقيف الأشخاص أو ملاحقتهم، وذلك بعد تزايد انتقادات المواطنين لدورها وتعاملها معهم. ونص القرار الجديد على أن تتولى “الهيئة تقديم البلاغات في شأن ما يظهر لها من مخالفات أثناء قيامها بمهامها” إلى الشرطة أو الإدارة العامة لمكافحة المخدرات “وهما وحدهما الجهتان المختصتان بموجب الأحكام المقررة”.
وكتب مغرد “لا يوجد لقطاء في الشوارع ولم يزن المجتمع ولم تظهر علامات الفجور فيه”.
وغردت الكاتبة هيلة المشوح “عام_على_منع_الهيئة، عام مضى على تنظيمها ولم نشاهد أي انفلات أو تغير في مجتمعنا.. وهذا يعني أنه مجتمع ضوابطه تنبع منه، وليس من شرطي وعصا!”.
واعتبر معلق آخر “لا شك أن منعهم يصب في مصلحة المواطن والوطن، وتحييد هؤلاء السذج عن الإسائة إلى الناس، ناهيك أنهم شوهوا سمعة السعودية بالخارج #عام_على_منع_الهيئة”.
لكن هذه الآراء لا تشكل إجماعا شعبيا في القضية، لذا يصر مواطنون على أن للهيئة دورا مهما في حماية المجتمع، وضمان تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في كل مكان لكن رغم تقليص صلاحياتها، فإن الهيئة لا تزال تمارس نوعا من السلطات في البلاد، حيث تدخلت الهيئة في مهرجان حائل، ما أدى إلى إثارة حالة من الفوضى بين الحضور.
لكن الهيئة ورجالها ونشاطاتهم غابوا بالفعل بعد ذلك التاريخ عن الصفحات الأولى لوسائل الإعلام المحلية وحتى العالمية، ورغم أن القرار الحكومي لم يحلها، بل قلص صلاحياتها فقط، إلا أنها لم تعد تتصدر المشهد بعد أن أثارت جدلا خلال العقود الماضية.
(احتفالات) السعوديين بمنع الهيئة بدأت مبكرا ضمن عدد من الهاشتاغات على تويتر
ويتمسك مؤيدوها من أنصار التيار المحافظ، بالأمل في التراجع عن قرار تقليص صلاحياتها، وعودة رجالها إلى شوارع وأسواق السعودية يصولون ويجولون كما كانوا من قبل.
وقال مغرد “الهيئة الجهة الوحيدة التي وضعت تحت المجهر لرصد سلبياتها وتضخيمها مع أن سلبياتها تغرق في بحر إيجابياتها”.
ويقول مؤيدوها إن السعودية شهدت خلال عام من تقليص صلاحيات الهيئة، كثيرا من “حوادث ابتزاز الفتيات والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة، وإقامة سهرات تحظرها القوانين المطبقة بسبب غياب صلاحيات رجال الهيئة”.
ويجادل معارضوهم “لماذا إذن لم نسمع عن هذه الحوادث شيئا، كفى كذبا”، مؤكدين أن “الحياة في المجتمع السعودي اتسمت بالهدوء والمزيد من الحريات الشخصية، دون تسجيل حوادث مطاردة انتهت بمقتل المطارد”.
وكتب معلق في هذا السياق “عام_على_منع_الهيئة أظهر أن سلوكيات المجتمع تخضع للأخلاق والتربية وليس لعصا وإرهاب الهيئة، ما يحتاجه مجتمعنا قوانين صارمة وليس إرهابا”.
واعتبر آخر “بعد #عام_على_منع_الهيئة أصبحنا نرى المرأة تعمل في المطارات والأعمال التطوعية، وحتى شبابنا تقبلوا فكرة أنها نصف المجتمع وأصبحوا يحترمونها عكس الماضي”.
وتهكم مغرد “عام_على_منع_الهيئة شهدنا فيه أحداثا مريعة من الذئاب البشرية، ولم يكن هناك رادع لجرأتها على محارم الله، لو مضى أكثر من عام ماذا كانت تصنع؟”.وكانت الهيئة قبل صدور قرار تقليص صلاحياتها، تسيّر دوريات في المناطق العامة لتطبيق حظر المشروبات الكحولية وتشغيل الموسيقى الصاخبة في أماكن عامة، والتأكد من إغلاق المحال وقت الصلاة، ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء، وتفرض أيضا ضوابط على ملابس النساء.
وكتب معلق “عام من دون اعتداء أو قتل أو مطاردات أو سحل للنساء في الشارع”.
وتعرضت الهيئة في السنوات القليلة الماضية لانتقادات حادة على الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، في عدد من القضايا الشهيرة، نفذت فيها سياراتها عمليات مطاردة، انتهت بحوادث دامية، أججت مشاعر الغضب تجاه رجالها، رغم وجود عدد كبير من السعوديين المناصرين لها والذين يعتبرون تلك الأفعال حوادث فردية.
وعام 2013 توفي شاب أثناء مطاردته بسيارة الهيئة. وفي فبراير 2016، أحدث مقطع فيديو لفتاة تتعرض للضرب والسحل أمام مركز تجاري في الرياض، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثيرا ما يسلط الإعلام العالمي وتويتر الضوء على تجاوزات الهيئة.