عالم موبوء بالمخدرات: هيروين أفغانستان أفضل من فنتانيل اصطناعي في كل مكان

90 في المئة من إجمالي عمليات ضبط الترامادول على مستوى العالم حدثت في القارة الأفريقية خلال السنوات الخمس الماضية.
الخميس 2024/06/27
زيادة كبيرة في انتشار المواد المخدرة

فيينا – تراقب الأمم المتحدة ظهور مجموعة جديدة من المخدرات الاصطناعية قد تكون أقوى من مادة الفنتانيل الفتاكة، الأمر الذي يرجح محللون أن تكون له علاقة بحظر إنتاج الهيروين في أفغانستان، وهو ما يشكل خطورة بالغة لاسيما بعد التوقف عند “موجة” من الوفيات المرتبطة بهذه المواد، بحسب تقرير نُشر الأربعاء.

وكتب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن مادة النيتازين، وهي أقوى بـ500 مرة من المورفين، “ظهرت أخيرا في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تُسبب زيادة في الوفيات نتيجة الجرعات الزائدة”.

وأشارت الخبيرة أنجيلا مي خلال مؤتمر صحفي إلى “زيادة في انتشار هذه المواد الأفيونية القوية للغاية”.

الأمم المتحدة تخشى أن يلجأ مستخدمو الهيروين إلى مواد أفيونية اصطناعية تنطوي على مخاطر صحية كبيرة

وتأتي هذه المواد بشكل رئيسي من الصين، وقد رُصدت في الولايات المتحدة وكندا، وكذلك في بريطانيا وبلجيكا وإستونيا ولاتفيا وسلوفينيا.

وقالت الباحثة “إن هذا التهديد هو الأكبر حاليّا”، مشيرة إلى وجود صلة محتملة بينه وبين “الوضع في أفغانستان”.

وكانت البلاد أكبر منتج في العالم للمخدرات حتى حظر القائد الأعلى لحركة طالبان زراعة الخشخاش في أبريل 2022، وشهدت البلاد انخفاضا في إنتاج الأفيون خلال العام الماضي، ما أدى إلى تراجع بنسبة 74 في المئة على المستوى العالمي.

ومع ذلك يخشى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن “يلجأ مستخدمو الهيروين إلى المواد الأفيونية الاصطناعية التي تنطوي على مخاطر صحية كبيرة”، مثل الفنتانيل والمنتجات البديلة من المواد الأفيونية (الميثادون والسبوتكس) وحاليّا النيتازين.

ويحظى الكوكايين بشعبية متزايدة في أوروبا والولايات المتحدة، ولكن أيضا في “الأسواق الناشئة” مثل أفريقيا وآسيا.

وحذّرت الأمم المتحدة من انتشار ثلاثة أنواع جديدة من المخدرات تسمى “كوش” و”القذافي” و”غبار القرد” باعتبارها تشكل مخاطر صحية خاصة في أنحاء أفريقيا بسبب مكوناتها المتنوعة وغير المعروفة في الكثير من الأحيان.

خخ

وأعلنت سيراليون في أبريل الماضي حالة طوارئ وطنية بسبب تزايد تعاطي مخدر كوش، وهو مزيج تركيبي من الماريجوانا والفنتانيل والترامادول.

وفي رد فعل على الاستخدام المفرط لمخدر معروف بالقذافي، وهو مزيج من الترامادول ومشروبات كحولية منشطة، حظرت كوت ديفوار العام الماضي استيراد وتصدير مثل هذه المشروبات.

ويُستخدم مخدر غبار القرد غالبا في نيجيريا، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة الذي قال إن “هذا المخدر يتكون من مشروب الجن محلي الصنع وبذور وأوراق وفروع وجذور نبات القنب”.

ورغم أن القنب لا يزال المخدر الأكثر إنتاجا وتهريبا واستخداما في القارة الأفريقية، فإن هناك زيادة في عمليات تهريب مواد مخدرة أخرى تشمل الكوكايين من أميركا اللاتينية والهيروين والميثامفيتامين من جنوب غرب آسيا؛ إذ تُستخدم أفريقيا كممر لتهريب هذه المخدرات إلى أوروبا وغيرها من الأماكن.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن “أسواق المخدرات المحلية في أفريقيا في تنوع مستمر، تتحول من الهيمنة السابقة للقنب المنتج محليا إلى مجموعة أخرى من المخدرات المُهربة”.

وأضاف “يزيد هذا التنوع المشكلات الصحية المرتبطة بتعاطي المخدرات، لاسيما أن خدمات علاج الإدمان في غرب أفريقيا محدودة”.

وأشار إلى أن أكثر من 90 في المئة من إجمالي عمليات ضبط الترامادول على مستوى العالم حدثت في القارة الأفريقية خلال السنوات الخمس الماضية.

وفي تقرير سنوي نُشر في وقت سابق من يونيو أعرب مركز الرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان عن قلقه أيضا بشأن هذه الظاهرة.

حح

وبالنسبة إلى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومقره في فيينا عاصمة النمسا، فإن هذه المواد التي تُعتبر أرخص وأسهل في الإنتاج من الهيروين “تثير القلق بشكل خاص”.

كما تحذر المنظمة من “استمرار نمو” الكوكايين، الذي وصل عرضه إلى مستويات “قياسية” في عام 2022، مع أكثر من 2700 طن، أي بزيادة 20 في المئة عن العام السابق.

وعلى الصعيد العالمي تعاطى نحو 292 مليون شخص المخدرات في عام 2022، بزيادة نسبتها 20 في المئة خلال عقد، مع بقاء القنب إلى حد بعيد المخدر الأكثر استخداما على نطاق واسع وفق الأمم المتحدة، التي تشير إلى التأثير “الضار” المحتمل لتشريع تعاطي القنب في القارة الأميركية.

ومن بين هؤلاء يعاني 64 مليون شخص من اضطرابات مرتبطة بتعاطي المخدرات، لكنّ واحدا من كل 11 شخصا يتلقى الرعاية الطبية اللازمة.

1