"عالم إنستا" سجائر مضرة للروح

"إلغاء المتابعة.. كيف يدمر إنستغرام حياتنا" للمؤلفة الألمانية نينا شينك توضح فيه أن الاسنتغرام شبكة اجتماعية تنطوي على خطر كبير للإدمان.
الجمعة 2020/02/07
إنستغرام هل هو منصة للتباهي الاجتماعي

ميونخ - في عام 2018 كسر تطبيق إنستغرام حاجز المليار مستخدم على مستوى العالم.

وتؤكد نينا شينك مؤلفة كتاب بعنوان “إلغاء المتابعة.. كيف يدمر إنستغرام حياتنا”، الذي يصدر الجمعة في ألمانيا “إن هذه الشبكة الاجتماعية تنطوي على خطر كبير للإدمان”.

وتوصلت الصحافية المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، شينك، التي تعاملت كثيرا مع إنستغرام ومع ظاهرة التسويق المؤثر، إلى أحكام مذهلة، وتقول “أحب أن أشبه نشاطي على إنستغرام بحبي للسجائر. العادة الأولى تضر روحي، والأخرى تضر جسمي”.

وتابعت الكاتبة الألمانية “أسس موقع فيسبوك للبقاء على تواصل مع الأصدقاء، وأسس موقع ‘لينكد إن’ ليساعد مستخدميه على تحقيق تقدم وظيفي، ولكن ليس هناك على موقع إنستغرام شيء آخر غير كسب اهتمام الآخرين، لذلك فإننا نتحول جميعا إلى سُذج ومغرر بهم. ولا يسوده سوى التباهي الاجتماعي”.

وتقول الطبيبة النفسية الألمانية، فريدريكه جيرستنبرج، من الرابطة الاتحادية لأطباء النفس “كلما أصبحت هذه المنصة تجارية، كلما تم الالتزام بمراوغة النشر، التي تتلاءم مع الخوارزميات، وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره لمزيد من الضغط، سواء لدى الشخص الناشر أو الشخص المتابع”.

ووفقا للرابطة الألمانية للتسويق المؤثر، التي تأسست عام 2017، فإن هذا القطاع أوشك العام الماضي على كسر حاجز المليار مستخدم.

165 ألف شخص يتكسبون من خلال موقع إنستغرام والمدونات على مستوى العالم

وفقا للتقديرات فإن ما يصل إلى 165 ألف شخص يتكسبون من خلال موقع إنستغرام والمدونات ومقاطع الفيديو.

وبذلك يصبح الجانب التجاري إحدى القضايا التي يتناولها كتاب شينك. وتوسعت شينك في الحديث عن فكرة الاستثمار في التسويق المؤثر على الإنترنت، ووصفت مدى جمال فكرة التعرف في الواقع على نساء يعرضن حياتهن كاملة عبر إنستغرام.

غير أن المؤلفة حرصت أيضا على نشر قصتها الخاصة في كتابها، وذلك لأنها وبعد محاولة ذاتية لها بعنوان “كيف أصبح مؤثرة”، كان كل شيء في حياتها يتركز على إنستغرام، على مدى سنوات، ولكن يوما ما، خرج كل شيء عن السيطرة.

ولكن، شينك التي تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق النساء، تقول إنها شعرت ذات يوم أنها وصلت للحضيض، وذلك عندما كانت تتمطى على فرش مخصص للشاطئ، مرتدية البكيني، وكانت تقضي ما يصل إلى ساعتين يوميا، على إنستغرام، “14 ساعة أسبوعيا، 672 ساعة سنويا، 28 يوما، شهر، إجمالي عام كامل من حياتي”.

وتقول جيرستنبرج “لا أريد أن أشيطن إنستغرام”، ومع ذلك فهي ترى أن هناك خطر إصابة بإدمان هذه المنصات، وتقول “يمثل إدمان وسائل الإعلام مشكلة، خاصة بالنسبة للأشخاص قليلي الثقة بأنفسهم، وذلك لأنهم يجدون في الغالب صعوبة في الابتعاد عن ‘عالم إنستا’ الذي يقدم نفسه على أنه العالم الكامل، ويعانون من ضغوط متعلقة بالنشر”.

وأوضحت جيرستنبرج أن الكثير من خبراء تقنية المعلومات وأخصائيي علم النفس، في وادي السيلكون في كاليفورنيا، يعملون بشكل منتظم من خلال ابتكار ألوان ذات مغزى وقلوب ورموز وغير ذلك من الحيل النفسية لكي نظل تحت التأثير، وأضافت “الطرق المستخدمة في سبيل ذلك، غير أخلاقية”.

19