عالمة حفريات مصرية تكشف أسرار كوكب الأرض افتراضيا

الدقهلية (مصر) - تعشق شروق الأشقر، عالمة الحفريات في مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية بمحافظة الدقهلية (شمال شرق مصر)، الحفر في الرمال والصخور المتحجرة بحثا عن بقايا حيوانات كانت تجوب الأرض قبل آلاف السنين. كما أنها تشارك في رحلات التنقيب التي ينظمها المركز في الصحراء.
ودفع هذا الشغف الباحثة المصرية -التي تقوم بالتدريس في جامعة المنصورة وتشارك في رحلات تنقيب بأماكن مختلفة في الصحاري المصرية الغنية ببقايا الحفريات- إلى مشاركته مع الآخرين، حيث قامت بإعداد وتقديم سلسلة حكايات بعنوان “حفرولوجي” على صفحتها في موقع فيسبوك بهدف كشف ما تسميه أسرار الأرض.
وأوضحت الأشقر أن “حفرولوجي هي صفحة تروي من خلالها حكايات تتعلق بكوكبنا، فالأرض تتكلم ونحن نترجم حكاياها.. أستعين بقصص الحفريات وكل ما يرتبط ببداية تكوين الأرض من أول كائن خلق على وجه الأرض وصولا إلى الآن، وأعمد إلى تبسيطها في سلسلة وثائقية حتى يتمكن الناس من استيعابها وفهمها وملامسة مكامن الجمال التي كانت موجودة وتختفي في قلب الحفريات الفقارية”.
وقالت “مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية يقوم بعدة رحلات وهو ما يتيح اكتشافات جديدة، وقد شارك المركز في حوالي ستة أبحاث في أكبر مؤتمر يقام في العالم للحفريات الفقارية، وبسبب تفشي فايروس كورونا هذه السنة اضطررنا إلى العمل عن بعد”.
وأضافت “شاركت في عملية البحث عن اكتشاف جديد حول حيوان آكل للحوم عاش في غابات الفيوم قبل 30 مليون سنة، هذا الحيوان كان أكبر المخلوقات المفترسة في تلك المنطقة، وتبينا ذلك من حجم جمجمته فقد أظهر الوضع التشريحي للجمجمة أنه يمتلك فكا قويا جدا”.
وأوضحت أن من لا يحب الاشتغال على الحفريات لا يمكنه أن يعمل في هذا المجال، مشيرة إلى أنه عمل شاق لكن شغفها به يجعلها تتحمله.
ولفتت إلى أن “الرحلات الاستكشافية التي يقومون بها تستهلك كامل طاقتهم، إذ أنهم يبذلون خلالها جهودا بدنية وذهنية كبيرة، وحتى نتمكن من الصمود في وجه كل ذلك يجب أن نكون على أتم الاستعداد وهذا يتطلب منا حب ما نقوم به”.
وكشف فريق علمي شاركت فيه الأشقر في الربيع الماضي النقاب عن جمجمة أحد أسلاف الضباع الحديثة آكلة اللحوم وبقايا ثعبان يقدر عمرها بأكثر من 30 مليون سنة.
وقال الباحث هشام سلام، مدير المركز، “من أهم الاكتشافات اكتشفنا جمجمة لأسلاف الضباع، وعمرها 30 مليون سنة وسجلناها في المؤتمر كما تحدثت عنها الأشقر في صفحة حفرولوجي، بالإضافة إلى تسجيلنا أيضا بقايا عظمية للثعابين عمرها حوالي 37 مليون سنة، إلى جانب عثورنا على ديناصور جديد لن نتحدث عنه في الوقت الحاضر حتى نتقدم أكثر في بحثنا عنه”.
وفي عام 2018 حقق فريق علمي من جامعة المنصورة أحد أهم الاكتشافات المصرية في التاريخ الحديث لحفرية ديناصور يقدر عمرها بنحو 80 مليون سنة، تم العثور عليها في واحة بصحراء مصر الغربية.
وأوضح سلام أن بقايا هذا الديناصور تعتبر الأكثر اكتمالا من بين الفقاريات البرية الأفريقية.