"عائلة ستيتكيفيتش" شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في 2019

الباحثان الدكتور ياروسلاف ستيتكيفيتش، وزوجته الدكتورة سوزان ستيتكيفيتش أسهما في نشر وتعزيز مكانة الثقافة العربية، عبر تقديم أعمال بحثية ومعلومات قيّمة عن الثقافة العربية لتثري أدوات قراءتها.
الخميس 2019/04/04
الباحثان استطاعا خلق حالة إيجابية فاعلة على المستوى العالمي بخصوص قراءة الأدب العربي

أبوظبي- أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب فوز الباحثين الدكتور ياروسلاف ستيتكيفيتش، وزوجته الدكتورة سوزان ستيتكيفيتش، بجائزة “شخصية العام الثقافية” في دورة 2019. ومن المقرر تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في 25 أبريل الجاري، في مسرح البلازا بمتحف اللوفر أبوظبي.

وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة– أبوظبي، والعضو المنتدب لرئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ زايد للكتاب محمد خليفة المبارك، إن “عائلة ستيتكيفيتش أسهمت في نشر وتعزيز مكانة الثقافة العربية، عبر تكريسها لجهود التعريف بها لدى غير الناطقين باللغة العربية، خاصةً في الدول الغربية، عبر تقديم أعمال بحثية ومعلومات قيّمة عن ثقافتنا، لتثري أدوات قراءتها”.

وبدوره، أشار أمين عام الجائزة الدكتور علي بن تميم، إلى أن “فوز عائلة ستيتكيفيتش بشخصية العام الثقافية جاء نتيجة عدد من الاعتبارات، أبرزها الإضافة المتميزة التي قدمها الباحثان للثقافة العربية والأدب العربي للناطقين باللغة الإنكليزية، وإحياء تقليد عربي أصيل لتكريم العائلات التي يشترك أفرادها في بناء مشروع بحثي معرفي ذي آثار إيجابية في خدمة الثقافة العربية والتعريف بها، فقد عرف العرب عائلات استطاع أفرادها النهوض بمشاريع ثقافية ضخمة، مثل عائلة تيمور في مصر، وعائلة البستاني في لبنان، كما عرف الشعر العربي عائلات شعرية ربطت بينها قرابة الإبداع في الماضي والحاضر، وهي ظاهرة تكاد تكون قد تلاشت، لهذا تسعى جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى تسليط الأضواء عليها”.

فوز عائلة ستيتكيفيتش بشخصية العام الثقافية جاء نتيجة عدد من الاعتبارات، أبرزها الإضافة المتميزة التي قدمها الباحثان للثقافة العربية والأدب العربي للناطقين باللغة الإنكليزية
فوز عائلة ستيتكيفيتش بشخصية العام الثقافية جاء نتيجة عدد من الاعتبارات، أبرزها الإضافة المتميزة التي قدمها الباحثان للثقافة العربية والأدب العربي للناطقين باللغة الإنكليزية

ويعمل ياروسلاف، أستاذاً في الأدب العربي بقسم اللغات وحضارات “الشرق الأدنى” في جامعة شيكاغو. وهو أيضاً باحث في قسم الدراسات العربية والإسلامية، بجامعة جورجتاون في العاصمة الأميركية واشنطن، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي سنة 1962 من جامعة هارفارد.

وقدم ياروسلاف عددا كبيرا من الدراسات والبحوث التي تتناول الثقافة العربية، وتسعى إلى تقديمها على نحو منهجي، وتناول في دراساته اللغة العربية الأدبية وتطوراتها المعجمية، كما شغلته الشعرية العربية الغنائية.

أما سوزان ستيتكيفيتش، فهي رئيسة قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة جورجتاون بواشنطن، وهي المحرر التنفيذي لدراسات الأدب العربي، ودراسات بريل في سلسلة دراسات الآداب في الشرق الأوسط. وعملت سابقا محررا في مجلة الأدب العربي، وهي حالياً عضو في هيئة التحرير.

وحصلت سوزان على درجة الدكتوراه من جامعة شيكاغو في 1981، وعرفت بأعمالها المهمة والمرموقة عن الشعر العربي الكلاسيكي منذ ما قبل الإسلام إلى الفترات الكلاسيكية الجديدة، وحظيت بفرصة نشرها باللغتين الإنكليزية والعربية. كما أن لها عدة كتب من أهمها كتاب “أبي تمام وشاعرية العصر العباسي” 1991.

وقدمت الدكتورة سوزان نموذجاً للباحثة المجتهدة، التي سعت في كتبها وبحوثها لاستكشاف الشعر العربي منذ العصر العباسي، وشكلت دراستها عن أبي تمام منطلقاً لفهم الشعر العربي في تلك الحقبة وما تنطوي عليه من جماليات.

يتناول الكتاب حياة أبي تمام وما أحدثه من تجديدات في الأسلوب الشعري، وتفنيد الآراء التي عارضت هذه التجديدات، وتصحيح النظرة لشعر أبي تمام. كما كانت دراستها عن “لزوميات أبي العلاء المعري” منطلقاً لقراءة تحولات نوعية في الشعر العربي، وقرأت شعر المعري تحت عنوان “من المجتمع إلى المعجم: من التصويرية إلى التجريدية في شعر أبي العلاء المعري”.

واستطاع الباحثان خلق حالة إيجابية فاعلة على المستوى العالمي بخصوص قراءة الأدب العربي بين الباحثين في الغرب، وإعادة النظر في طرائق قراءة الاستشراق للشعر العربي على نحو يتعامل مع الثقافة العربية بعيدا عن أي مركزية وبروح بحثية تتحلى بالتسامح والبعد عن المواقف المسبقة.

15