عائلات المحتجزين الإسرائيليين تضغط على نتنياهو للقبول بالتبادل

القدس - اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة السبت حكومة بنيامين نتنياهو بـ”التخلي عن أبنائهم وتركهم يموتون”، وذلك بعد إعلان كتائب القسام وفاة محتجز يحمل الجنسية البريطانية متأثرا بإصابته جراء قصف إسرائيلي قبل شهر.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمام مقر وزارة الدفاع بمنطقة الكرياه وسط مدينة تل أبيب.
وقالت إحدى أقارب المحتجزين بغزة في المؤتمر “الحكومة تخلت عن أبنائنا وتركتهم يموتون، بعد أن قررت الدخول إلى رفح (جنوب قطاع غزة)، إذ أن ذلك يعرض حياتهم للخطر”.
وأضافت “طالما أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في السلطة فلن يعود المحتجزون، فهو لا يريدهم في الوطن”.
ودعت عائلات المحتجزين إلى المشاركة في المظاهرات التي تطالب الحكومة بإبرام صفقة تبادل تؤدي إلى الإفراج عن أبنائهم.
وقال منتدى الأسرى المحتجزين والمفقودين في بيان رسمي “سنقف جميعًا ونوجه نداء مشتركًا للحكومة نطالب فيه بإبرام صفقة الآن”.
وأضاف “لا يوجد لدينا الكثير من الوقت”، داعيا الإسرائيليين إلى “المشاركة في التظاهرات المركزية في مدينة تل أبيب”.
ومن المتوقع أنّ تشهد مدينة تل أبيب وباقي أنحاء البلاد تظاهرات حاشدة يشارك فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين للمطالبة بإبرام صفقة تبادل.
عائلات المحتجزين الإسرائيليين تدعو إلى المشاركة في المظاهرات لمطالبة الحكومة بإبرام صفقة تبادل تؤدي إلى الإفراج عن أبنائها
وقال قريب لأحد المحتجزين بغزة خلال المؤتمر “الوزراء في مجلس الحرب (يوآف) غالانت و(بيني) غانتس و(غادي) آيزنكوت يسمحون لنتنياهو بنسف الصفقات، وهم متواطئون أيضا في الإهمال”.
وصرح قريب أحد الأسرى المحتجزين بالقول “نتنياهو يقودنا إلى فشل كامل، فلا توجد إستراتيجية واضحة للحرب حتى الآن، إذا أردنا إنقاذ المحتجزين علينا إنقاذ إسرائيل من نتنياهو أولا”.
وأضاف “وصلتنا اليوم شهادة جديدة من أحد أسرانا تظهر الحالة المزرية للأسرى”، دون أن يحدد كيفية وصولها.
وفي وقت سابق السبت أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وفاة نداف بوبلابيل (51 عاما) الأسير لديها بقطاع غزة ويحمل الجنسية البريطانية، متأثرا بجراح أصيب بها جراء استهداف إسرائيلي لمكان احتجازه.
ومؤخرا صعّدت العائلات الإسرائيلية احتجاجاتها للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، لاسيما مع إعلان الأخيرة موافقتها على مقترح الوسطاء لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار على مراحل، فيما تحفظت إسرائيل على المقترح.
والسبت وسع الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية بشكل متزامن في جميع محافظات قطاع غزة بعد مطالبته بتهجير أهالي مناطق واسعة في شمالي القطاع ووسط مدينة رفح (جنوب) وتوغله في جنوبي مدينة غزة وشرقي خان يونس (جنوب)، إضافة إلى تنفيذه سلسلة غارات عنيفة أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى بمناطق متفرقة من القطاع.
والسبت حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من “عواقب كارثية” للعملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
العائلات الإسرائيلية صعّدت مؤخرا احتجاجاتها للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس
جاء ذلك في محادثة هاتفية بين غوتيريش ورئيس وزراء قطر نشر فحواها موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.
وشدد الجانبان على أن “العملية العسكرية الواسعة في رفح ستخلف عواقب كارثية، ويجب منعها”.
وكشف مصدر رفيع المستوى السبت عن أن مصر رفضت التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح بسبب التصعيد الإسرائيلي غير المقبول.
وأضاف المصدر لقناة “القاهرة الإخبارية” أن مصر حملت إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع بقطاع غزة أمام الأطراف كافة.
وذكر أن مصر قامت بدورها للوصول إلى اتفاق هدنة، وتحملت مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن القاهرة حذرت تل أبيب من تداعيات استمرار سيطرتها على معبر رفح، وحملتها المسؤولية كاملة عن تدهور الوضع الإنساني بقطاع غزة.
ولم تتوقف اتصالات مصر مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وحركة حماس، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد، حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعا على الأرض.
مصر لم تتوقف اتصالات مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وحركة حماس، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنب التصعيد
وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة السبت عن انتشال 9 قتلى وعدد من الجرحى بينهم طفلة، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية استهدف منزلاً وسط قطاع غزة.
وقال الجهاز في بيان وصل الأناضول “طواقم الدفاع المدني تمكنت من انتشال 9 شهداء وإنقاذ طفلة وعدد من الإصابات بعد استهداف طائرات الاحتلال منزل عائلة اللوح خلف تموين الوكالة في مخيم دير البلح (وسط)”.
وأفاد شهود عيان بأن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير المنزل وتسبب في أضرار جسيمة في منازل وممتلكات المواطنين.
وقالت حركة حماس إن توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته بمدينة جباليا شمالي قطاع غزة، تزامنا مع عملياته في رفح (جنوب) وحي الزيتون بمدينة غزة يعد “إصرارا منه على المضي في حرب الإبادة”.
وأوضحت الحركة في بيان أن “تصعيد العدوان بحق المدنيين في جميع مناطق القطاع هو تأكيد على إصرار حكومة الإرهاب الصهيونية على المضي في حرب الإبادة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، عبر القصف والمجازر والتهجير والاستمرار في تدمير البنى المدنية”.
وحملت الحركة الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن “المسؤولية كاملة عن تصاعد الجرائم (الإسرائيلية) بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، عبر مواصلتها توفير الغطاء للفاشية الصهيونية، للاستمرار في جرائمها”.
وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ”مغادرة مربع المواقف الخجولة، والضغط لوقف العدوان الصهيوني وتوفير الحماية العاجلة للمدنيين العُزَّل”.
ووصفت التصعيد الإسرائيلي في مناطق القطاع بأنه “إجرامي” مؤكدة أن ذلك “لن يفتَّ في عضد أبناء شعبنا الصامد، أو يوهِن من عزيمة مقاومتنا الباسلة، التي ستواصل تصدّيها وثباتها في وجه آلة القتل الصهيونية، حتى كسر العدوان ودحره عن أرضنا وديارنا، على طريق تحقيق آمال شعبنا في الحرية وتقرير المصير”.