عائلات المحتجزين الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو.. لن نكون مهذبين بعد الآن

المحتجون يطالبون بالتعجيل في عقد صفقة لإعادة الرهائن الأحياء منهم والأموات، مؤكدين أنهم فقدوا ثقة في نتنياهو وحكومته.
السبت 2024/01/20
اعتصام مفتوح أمام منزل نتنياهو

القدس – طالب أهالي المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين دخلوا في اعتصام مفتوح مساء الجمعة بالقرب من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمدينة قيسارية (شمال) اليوم السبت بإطلاق سراح ذويهم مقابل صفقة في أسرع وقت ممكن، مؤكدين أنهم لن يعودوا مؤدبين بعد الآن لفقدانهم ثقة فيه وفي حكومته.

وتدفق العشرات من عائلات المحتجزين ليل الجمعة/السبت ملوحين بصور المختطفين الـ136 الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة منذ 106 أيام، نحو مدينة قيسارية (شمال) حيث اعتصموا أمام منزل نتنياهو.

ووفق صحيفة يديعوت إحرونوت قضى المعتصمون ليلتهم في أكياس النوم وداخل الخيام، ونقلت عن جلعاد كورنجولد -والد الرهينة الذي تحتجز المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة- قوله السبت "لقد أمضينا الليل هنا ونواصل الاحتجاج ونطالب رئيس الوزراء خذ أحد المقترحات وقم فورًا بإعادة جميع المختطفين".

وأضاف "كل يوم يُقتل مختطف آخر، ولقد أصبح الأمر الآن إلزاميا لإعادتهم. يجب على نتنياهو أن يتخذ قرارا. لن نكون أكثر تهذيبا، إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون هناك أحد لإحضاره على الإطلاق".

واحتجت عمات إيتاي تشين وهو رهينة يبلغ 19 عاما قائلة في تصريح للصحيفة العبرية "يجب أن يطلق سراحهم.. هناك اتفاق على الطاولة.. لذلك يجب إعادة المختطفين الأحياء منهم والموتى".

ومن جانبه، قال أودي غورين، الذي قُتل أحد أفراد أسرته في 7 أكتوبر والذي أصبحت جثته في أيدي حماس "لا نريد المزيد من الوفيات بين المختطفين. نريد إعادتهم إلينا بالفعل، فقد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق".

وتابع مخاطبا نتنياهو "أنت من ستتخذ القرار.. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، أخبرنا أنك تضحي بأفراد عائلاتنا... نحن نضيع الوقت، والنهاية معروفة".

وناشد والد إيدان ألكسندر (19 عامًا) بالتبني، الحاخام دورون لمساعدتهم في إعادة ذويهم إلى بيوتهم في أقرب وقت ممكن، وتعالت صيحات عائلات المحتجزين الذين طالبوا بوقف قتل المختطفين، ودعوا حكومة الحرب ألا تفوت أي فرصة للتوصل إلى صفقة تعيدهم جميعا.   

وقال الأهالي أنهم لن يبرحوا مكانهم حتى يخرج إليهم نتنياهو ويتعهد أمامهم بقيادة مؤتمر دولي بمشاركة كافة الأطراف والدول المشاركة في الأزمة لحلها وإعادة جميع المختطفين إلى بلادهم.

وفي وقت سابق الجمعة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن عائلات أسرى محتجزين في غزة قولهم إنهم "فقدوا الثقة بنتنياهو وحكومته، وأنهم سيجرون تحركاتهم الخاصة"، دون أنّ يشيروا إلى ماهيتها.

ونقلت الهيئة عن إحدى أقارب المختفين قولها "أي تأخير في المفاوضات يعرض حياتهم للخطر".

وكشفت الهيئة أن أهالي المحتجزين تواصلوا الأسبوع الماضي مع مسؤولين بالمخابرات المصرية سعيا للتوسط للإفراج عن ذويهم.

وقالت نقلا عنهم "نبادر للقيام بتحركاتنا الخاصة".

وأشار التقرير إلى أن الخطوة جاءت بمعرفة مسؤولي الجهاز الأمني الإسرائيلي المعنيين بقضية المحتجزين والمفقودين.

وتأتي هذه التطورات في وقت رأى فيه رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" الأسبق تامير باردو، في تصريح للهيئة، أنه في حال قرر نتنياهو التنازل عن الأسرى، فليقلها علنا أمام الجمهور، في إشارة منهم إلى أن هذا الملف ليس أولوية عند الحكومة الإسرائيلية، في تطابق مع تصريحات غربية.

وأضاف "إذا أنهينا الحرب بـ136 نعشا، ستخسر إسرائيل للمرة الأولى، يجب الحرص على تصحيح تخلي الدولة عن مواطنيها وخيانتها".

وفي 7 أكتوبر الماضي، شنت حركة حماس هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قتلت خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431، وأسرت 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الماضي.

وبحسب إعلام عبري، أسفرت الهدنة المؤقتة عن إطلاق سراح 105 مدنيين من المحتجزين لدى "حماس" بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلانديا، وفلبيني واحد.

وذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة المؤقتة سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها" و71 أسيرة و169 طفلا.

وتقدر إسرائيل وجود حوالي "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.