ظريف يواجه دعوات إلى محاكمته على خلفية تصريحاته المسربة

طهران – يواجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعوات من المتشددين إلى محاكمته، بعد تسريب تسجيل صوتي لحوار سري كان ينتقد فيه النظام السياسي للبلاد.
وأوردت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) نقلا عن عضو من اللجنة التنفيذية البرلمانية قوله، إن متشددين إيرانيين دعوا السلطات إلى محاكمة جواد ظريف، ومن المتوقع أن يواجه ظريف وهو حاليا خارج البلاد، أسئلة في البرلمان الأسبوع المقبل.
وخلال المقابلة التي أجراها أحد مستشاري الرئيس في مكتب الرئاسة، اشتكى ظريف من أن الحرس الثوري يمارس نفوذا على الشؤون الخارجية والملف النووي للبلاد أكثر منه، وأن القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي قضى بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في يناير، كان يسيطر على الوزارة.
وأثار التسجيل الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس الإصلاحي حسن روحاني.
ورأى النائب المحافظ نصرالله بجمن فر أن ظريف في تسجيله "يشكك في مسائل تندرج ضمن الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية التي يتولى فيها منصب وزير الخارجية"، وفق ما نقلت وكالة "فارس" للأنباء.
وكشفت تصريحات ظريف أن المتشددين هم المتحكمون في كل التفاصيل وأن الإصلاحيين يلعبون دورا هامشيا يقف عند حدود إقناع الغرب بضرورة الحوار مع إيران. كما تظهر أن الحرس الثوري هو الماسك الفعلي بالسلطة لما يتمتع به من نفوذ هائل، إلى درجة أن بوسعه تعطيل أي تقارب مع الغرب إذا شعر بأن ذلك يمثل خطرا على مصالحه الاقتصادية والسياسية.
وأفادت تقارير بأن التسجيل سرقته "دوائر داخلية" وقدمته لمحطات إخبارية بالفارسية في لندن. وبحسب الرئيس الإيراني حسن روحاني فإن هذا يرقى إلى الخيانة، حيث إن المحطتين يمولهما "أعداء" إيران وبالتالي فهما محظورتان في البلاد.
وقال روحاني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء إسنا، إن الشريط الصوتي المسروق يعد وثيقة حكومية سرية وإن السرقة هي محاولة لتحقيق مكاسب سياسية.
وأضاف أن نشر الشريط يعد بمثابة استراتيجية من جانب المتشددين لزيادة الضغط قبل الانتخابات، المقرر إجراؤها في 18 يونيو وكذلك لعرقلة المفاوضات النووية.
وقال ظريف إنه انخرط في "تبادل نظري لوجهات النظر"، بحسب الوكالة.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أبدى في منشور عبر تطبيق إنستغرام أسفه لتحول تصريحاته المسربة إلى "اقتتال داخلي" في إيران.