ظريف يزور الدوحة وبغداد ترويجا لوساطة تذيب الجليد مع السعودية

طهران – يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قطر والعراق في جولة إقليمية الأحد، بعد أيام من تقارير عن استضافة بغداد لقاء بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين لبحث العلاقات المقطوعة بين الخصمين الإقليميين.
ويرى مراقبون أن الزيارة التي لم تعرف أهدافها بعد، تحمل بعض الإيحاءات من الجانب الإيراني على أنها تأتي بحثا عن وساطة عراقية قطرية لإذابة الجليد مع المملكة العربية السعودية.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في بيان السبت أن ظريف "سيقوم على رأس وفد بزيارة قطر والعراق الأحد".
وأوضح أن الجولة تأتي "في إطار تطوير العلاقات الثنائية، ومتابعة المباحثات الإقليمية وما هو أوسع منها"، مشيرا إلى أن ظريف سيلتقي خلال زيارته عددا من المسؤولين البارزين في البلدين.
وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد أيام من تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تحدث عن استضافة بغداد في التاسع من أبريل، لقاء بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، في ما وصفته بأنه "أول مباحثات سياسية مهمة" بين البلدين منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في مطلع العام 2016.
وأكد مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي حصول الاجتماع الذي أشارت الصحيفة إلى أنه سيتبع بلقاء آخر في الأيام المقبلة، فيما نفت المملكة العربية السعودية على لسان مسؤول رفيع المستوى إجراء أي محادثات مباشرة مع إيران.
واعتبرت مصادر خليجية الخبر المتداول بشأن بحث مسؤولين سعوديين وإيرانيين إمكانية إصلاح العلاقات بين البلدين، تسريبات إيرانية هدفها الإيحاء بأنّ طهران تمكّنت من فكّ عزلتها، وأصبحت تتحاور مع مختلف الأطراف من داخل الإقليم وخارجه على أساس تسليم هؤلاء بسياساتها.
وكانت قطر قد دعت في يناير الماضي بعد أسبوعين من التوقيع على اتفاق العلا دول الخليج إلى الدخول في حوار مع إيران، معربة عن استعدادها للتوسط في المفاوضات.
وعلى مدى السنوات الماضية لم ينقطع كبار المسؤولين الإيرانيين عن دعوة السعودية إلى الحوار، بينما تجاهلت المملكة تلك الدعوات أو ردّت عليها بفتور، لمعرفتها بأنّها دعوات شكلية تتناقض جذريا مع السياسات الإيرانية المطبّقة على أرض الواقع، والتي تقوم على التدخّل في الشؤون الداخلية لدول الإقليم وإثارة النعرات الطائفية في عدد من البلدان وزعزعة استقرارها، كما هي الحال في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
وتعد إيران والسعودية على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران في يناير 2016، إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد، نفذه محتجون على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.
وتبدي الرياض قلقها من النفوذ الإقليمي لطهران، وتتهمها بـ"التدخل" في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من البرنامج النووي لإيران وقدراتها الصاروخية.
وفي دليل على الطابع الشكلي للحوار الذي تريد إيران إجراءه مع السعودية، رفضت طهران دعوات سعودية لإشراك الرياض وحلفائها الإقليميين في المباحثات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني.
وبقيت العلاقات بين طهران والدوحة وثيقة إبان الأزمة الدبلوماسية الخليجية التي اندلعت في أعقاب قرار الرياض وحلفاء إقليميين (أبوظبي والمنامة والقاهرة) عام 2017، قطع العلاقات معها على خلفية اتهامها بالتقرب من إيران ودعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو ما نفته قطر.
لكن أطراف الأزمة الخليجية أنجزوا مصالحة في مطلع العام 2021، وأعادوا تفعيل العلاقات في ما بينهم.