ظاهرة غريبة تحوّل كائن الزومبي الخيالي إلى حقيقة

واشنطن- بدأ علماء يتساءلون هل يمكن لكائنات الزومبي أن تكون موجودة فعلا في الحياة الحقيقية؟ في ظل تزايد عدد الوثائق بشأن طفيليات قادرة على تغيير سلوك الحيوان الذي تختاره للاستقرار عليه، فضلا عن ازدياد الدراسات التي تظهر أن البشر ليسوا محصنين بالكامل من مثل هذا النوع من حالات التلاعب.
ويثير الموضوع اهتماما كبيرا لدى عالمة الأحياء أثينا أكتيبيس من جامعة أريزونا، وهي معدّة مدوّنة صوتية (بودكاست) بعنوان “زومبيفايد”.
وأوضحت أكتيبيس “أكثر من نصف الأجناس التي نعرفها على الأرض هي من الطفيليات”. ومن هذه الأجناس نوع من الفطر يعرف باسمه العلمي “أوفيوكورديسيبس” يطلق أبواغا -وهي خلايا تكاثرية قادرة على النمو بمفردها- تتيح له عند إصابة جسم نوع من النمل بالسيطرة على أنشطته الحركية.
ويرغم هذا الفطر تاليا الحشرة على الابتعاد من أقرانها والتعلق بنبتة قبل الموت بسبب مرض. عندها يدفع فطر جديد رأس ضحيته ويطلق بدوره أبواغا ستصيب مزيدا من النمل، لتتكرر هذه السلسلة الممتدة على أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وقد يكون الطفيل الأحادي الخلايا “توكسوبلاسما غوندي” أصاب 40 مليون أميركي، بحسب المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، وأظهرت دراسات أنه قد يؤثر على السلوك البشري. وينمو هذا الطفيل في الأساس داخل معدة الهر. وقد “تطوّر ليجعل جرذانا (مصابة) تنجذب إلى بول القط”. وبذلك يقترب الجرذ من القط الذي يستطيع عندها أكله.
ويمكن للبشر أن يصابوا من خلال تناول لحوم غير مطهوة بما يكفي، أو من خلال حيوانهم المنزلي، على سبيل المثال لدى تنظيف البيت المخصص له.
وتحدثت بعض الدراسات عن رابط بين إصابة الدماغ بهذه الطفيليات وبعض الطباع الإنسانية مثل العدوانية، رغم أن دراسات أخرى خلصت إلى نتائج معاكسة. وداء الكلب أيضا يجعل بالطريقة عينها الحيوانات والبشر شديدي العدوانية.
ويجب أن تكون درجة تطور الطفيل كبيرة جدا ليتمكن من أن يصيب البشر بما يلحقه بالفئران. لذا فمشهد الزومبي على الطرقات كما في الأفلام لا يزال بعيدا.