ظاهرة النينيو تحلق بأسعار الأرز إلى مستويات قياسية

روما - بلغت أسعار الأرز في العالم أعلى مستوياتها منذ 13 عاما في سبتمبر الماضي على خلفية المخاوف من تأثير ظاهرة النينيو المناخية على المحاصيل في تايلاند والهند، حسبما أفادت منظمة الأغذية والزراعة (فاو).
وقالت المنظمة في تقريرها الشهري الجمعة إن "الأرز، الذي ارتفع بنسبة 10 في المئة تقريبا في أغسطس الماضي، انخفض بنسبة 0.5 في المئة الشهر الماضي وسط انخفاض الطلب على الواردات".
ويعتمد قرابة 3.5 مليار إنسان على الأرز كمكون أساسي في غذائهم وخاصة في دول منطقة آسيا الوسطى والمحيط الهادئ ومعظم دول الشرق الأوسط ودول كثيرة في أفريقيا.
وتؤكد التقارير الدولية الصادرة عن العديد من المؤسسات والمنظمات المعنية بالغذاء أن الهند تسهم لوحدها بنحو 40 في المئة من التجارة العالمية للأرز.
◙ العالم يشهد إمدادات هائلة من الأرز وسط اقتراب المخزونات العالمية من مستويات قياسية لكن عودة ظاهرة النينيو تهدد هذه الاحتياطيات
ويشهد العالم إمدادات هائلة من الأرز، وسط اقتراب المخزونات العالمية من مستويات قياسية، لكن تهدد عودة ظاهرة النينيو هذه الاحتياطيات وتضعها على المحك.
ويُتوقع تراجع مخزونات العالم من الأرز بنسبة خمسة في المئة لتصل إلى نحو 173.5 مليون طن هذا الموسم، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.
وقفز مؤشر السكر بنسبة 9.8 في المئة مقارنة بشهر أغسطس، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2010 وسط مخاوف متزايدة بشأن توقعات الإمدادات العالمية في الموسم المقبل، المرتبطة بالمخاوف بشأن تأثير نمط طقس النينيو على الإنتاج.
وأكدت المنظمة إن هذه الزيادة “تعود بشكل أساسي إلى المخاوف المتزايدة بشأن تقلّص العرض العالمي خلال الموسم المقبل”. وتشير التوقعات الأوّلية إلى تراجع الإنتاج في تايلاند والهند، وكلاهما من البلدان المنتجة الرئيسية، ويرتبط ذلك بظاهرة النينيو.
وترتبط ظاهرة النينيو عموما بزيادة تساقط الأمطار في بعض مناطق جنوب أميركا اللاتينية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى. وقد تسبب جفافًا شديدًا في أستراليا وإندونيسيا وفي بعض مناطق جنوب آسيا وأميركا الوسطى.
وتشير المنظمة أيضا إلى الارتفاع الأخير في أسعار النفط، إذ أن ارتفاع سعر النفط يدفع المنتجين إلى تحويل جزء من محصولهم إلى الإيثانول، ما يقلّل كمية السكر في السوق ويرفع الأسعار.
غير أن المحاصيل الوافرة الجاري حصادها حاليًا في البرازيل، وسط ظروف جوية مواتية، أدّت إلى الحدّ من الزيادة في الأسعار العالمية للسكّر من شهر إلى آخر وفق المنظمة.
ورصدت “فاو” هدوءا في أسعار الغذاء في الأسواق العالمية رغم استمرار الضبابية بشأن آفاق الاقتصاد العالمية ومواصلة البنوك المركزية سياسة التشديد النقدي.
◙ ظاهرة النينيو ترتبط بزيادة تساقط الأمطار في بعض مناطق جنوب أميركا اللاتينية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى
وبحسب المنظمة استقر مؤشر الأسعار العالمية إلى حد كبير في سبتمبر الماضي، حيث عوض انخفاض مؤشرات الزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم ارتفاع أسعار السكر والذرة.
وذكرت المنظمة الجمعة أن مؤشر أسعار منظمة الأغذية والزراعة، الذي يتتبع السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، بلغ في المتوسط 121.5 نقطة الشهر الماضي مقابل 121.6 معدلة لشهر أغسطس بعدما كانت في البداية عند 121.4 نقطة.
وانخفض رقم سبتمبر بنسبة 10.7 في المئة على أساس سنوي وأقل بنسبة 24 في المئة من أعلى مستوى على الإطلاق، الذي تم الوصول إليه في مارس 2022 في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وارتفع مؤشر “فاو” للحبوب بنسبة واحد في المئة مقارنة بالشهر السابق، مع ارتفاع أسعار الذرة بنسبة 7 في المئة، مدفوعة بالطلب القوي على الإمدادات البرازيلية وتباطؤ المبيعات في الأرجنتين وزيادة أسعار شحن الصنادل (قوارب مسطحة) في الولايات المتحدة.
وانخفضت أسعار القمح العالمية بنسبة 1.6 في المئة، بفضل الإمدادات القوية وآفاق الإنتاج الجيدة في روسيا.
وتوقعت “فاو” أن يبلغ إنتاج الحبوب العالمي هذا العام نحو 2.82 مليار طن، بارتفاع طفيف عن التقدير السابق البالغ 2.815 مليار طن، وبزيادة نحو 0.9 في المئة عن مستويات 2022.
وقدر تقرير “فاو” عن العرض والطلب على الحبوب إنتاج القمح العالمي عند 785 مليون طن، وإنتاج الحبوب الخشنة عند نحو 1.5 مليار طن، بزيادة 2.7 في المئة عن عام 2022، وإنتاج الأرز العالمي عند 523.1 مليون طن.