طيران الإمارات تحث بوينغ على الإسراع في تسليم طلبياتها المتأخرة

دبي - حثت شركة طيران الإمارات الأربعاء المصنعين الذين عقدت معهم صفقات وتحديدا شركة بوينغ الأميركية، بأن يعملوا على تسريع تسليم الطلبيات المتأخرة، والتي يؤكد المسؤولون أنها تعيق تنفيذ خطط التوسع.
وأبدى مسؤولو طيران الإمارات، أحد أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط إلى جانب الخطوط الجوية القطرية، استياءهم بشكل متزايد بسبب التأخير والضبابية المحيطة بتسليم 777 – 9 إكس، والتي تفاقمت بسبب إضراب للعاملين في مصنع بوينغ استمر لأسابيع.
وقال تيم كلارك رئيس الشركة إن طيران الإمارات “محبطة” لأنها تحتاج إلى طائرات، مؤكدا أنه لو تم تسليم طائرات بوينغ 777 – 9 إكس في الموعد المحدد لكانت الشركة قد حصلت على 85 طائرة حتى الآن.
وأضاف أثناء فعالية أقيمت في دبي بمناسبة استلام الشركة أول طائرة من طراز أيرباص أي 350 “نسعى للتوسع كما تعلمون. لكن جائحة كوفيد وسلاسل التوريد قيدتا قدراتنا.”
وحول ما إذا كانت هناك أيّ خطط لمراجعة الطلبيات في ظل التأخير، قال إن “الشركة ستنتظر وترى،” مشيرا إلى أنه “مع انتهاء الإضراب وضخ 21 مليار دولار، آمل في أن يعملوا على مدى الأشهر القليلة المقبلة على ترتيب أوضاعهم. نتابع ذلك عن كثب.”
والشهر الماضي ذكر روبرت كيلي أورتبيرغ الرئيس التنفيذي الجديد لبوينغ الذي تم تعيينه في أغسطس أن شركته أبلغت الزبائن بأنها تتوقع أول تسليم لطائرات 777 – 9 إكس في 2026، وذلك بسبب التحديات في التطوير وتوقف اختبار الطيران والعمل.
وفي خضم ذلك اعتبر كلارك أن طائرة أيرباص أي 350 الجديدة ستقود المرحلة التالية من نمو طيران الإمارات، مما سيمكنها من دراسة تسيير رحلات إلى وجهات جديدة.
ومن المنتظر للطائرة المنضمة إلى أسطول الشركة، أن تنطلق في أول مراحل برنامج رحلاتها اعتبارا من يناير المقبل، وستكون البداية مع وجهتها الأولى العاصمة الأسكتلندية إدنبرة، ومن ثم إلى 8 وجهات أخرى في الشرق الأوسط وغرب آسيا وأوروبا.
وتتميز أي 350 بتقسيم الثلاث درجات، بمقصورات فسيحة تتسع لقرابة 312 راكبا، حيث تضم درجة الأعمال الجديدة 32 مقعدا، والدرجة السياحية الممتازة 21 مقعداً والدرجة السياحية 259 مقعداً.
وتعد مجموعة الإمارات للطيران أكبر لاعب في قطاع الطيران في دبي، حيث تساهم بنحو 75 مليار درهم (20.4 مليار دولار) في إجمالي القيمة المضافة الإجمالية، أي ما يعادل 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، فضلاً عن دعم 114 ألف وظيفة.
وكان الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة قد أكد في نوفمبر الماضي أن الشركة لديها أسطول يتكون من 260 طائرة جميعها من طرز عريضة البدن أيرباص أي 380 وبوينغ 777.
ويشكل قطاع الطيران ركيزة أساسية لإستراتيجية النمو الاقتصادي للإمارة الخليجية، ويضطلع بدور محوري في دعم طموحاتها لتصبح وجهة عالمية رائدة للسياحة والتجارة والاستثمار.
وتتماشى خطط النمو التي تنتهجها طيران الإمارات مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (دي 33)، حيث تطمح الإمارة إلى توسيع بصمتها الاقتصادية وتعزيز الاتصال مع أكثر من 400 مدينة.
وتضطلع طيران الإمارات بدور فاعل في تحقيق أهداف هذه الأجندة من خلال توسيع شبكتها العالمية، بدعم أسطول طائراتها من طرز مثل أي 350 لتمكين وصول أكبر إلى الأسواق الأجنبية التي كانت بعيدة المنال في السابق.
والهدف الأهم بالنسبة إلى الشركة هو دعم رؤية الحكومة لجعل الإمارة مركزاً عالمياً للأعمال والاستثمار عبر مختلف القطاعات، وإرساء معايير للاقتصاد العالمي الجديد.
وحققت مجموعة الإمارات للطيران أفضل نتائج مالية نصفية لها على الإطلاق للسنة المالية الحالية، حيث جنت أرباحا قبل حساب الضريبة لتتجاوز بذلك أرباحها القياسية قبل حساب الضريبة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأعلنت مطلع نوفمبر الحالي أرباحا نصف سنوية بلغت 2.5 مليار دولار بعد اقتطاع الضرائب، مشيرة إلى الطلب القوي رغم الأزمة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
وبلغت الإيرادات 19.3 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من السنة المالية 2024 – 2025، التي بدأت في أبريل الماضي، بنمو نسبته 5 في المئة على أساس سنوي ويعكس ذلك الطلب القوي المستمر من الزبائن عبر مختلف أعمال المجموعة.