طيران أديل تضع جميع بيضها في سلة ايرباص

حسمت طيران أديل السعودية رهانها على طائرات ايرباص لتضع جميع بيضها في سلة الشركة الأوروبية، في وقت تشهد خارطة مبيعات الطائرات انقلابات واسعة على حساب بوينغ، التي تخيم عليها تداعيات إيقاف تحليق أكثر طائراتها مبيعا منذ مارس الماضي، دون أن يلوح موعد لعودتها إلى الأجواء.
الرياض- كشفت شركة الطيران الاقتصادي السعودية أديل أمس أنها تخلت عن طلبية لشراء طائرات بوينغ 737 ماكس بقيمة 5.9 مليار دولار، وأنها اختارت بدلا منها أسطولا من طائرات ايرباص طراز أي 320.
وبدأت طيران أديل إعادة النظر في تعهدها بخصوص طلبية طائرات بوينغ بعد تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس في إثيوبيا في مارس وفي إندونيسيا في أكتوبر الماضي.
وأسفرت الكارثتان عن مقتل 346 شخصا في المجمل، مما أدى إلى وقف تشغيل الطائرة في جميع أنحاء العالم وانحدار قيمة بوينغ السوقية بعد إلغاء صفقات وطرح مطالب تعويض من شركات الطيران. وذكرت طيران أديل في بيان أنها ستتسلم 30 طائرة من طراز “أي 320 نيو” طلبتها شركتها الأم، الخطوط الجوية السعودية المملوكة للدولة، في معرض باريس للطيران الشهر الماضي.
وأضافت أن الطلبية ستؤدي إلى انتقال شركة الطيران الاقتصادي إلى تشغيل أسطول يتألف بالكامل من طائرات ايرباص أي 320، وهو الطراز الأكثر انتشارا على مستوى العالم.
ومن المقرر أن تبدأ طيران أديل، التي تشغل 11 طائرة جميعها من طراز أي 320 مستأجرة منذ إطلاقها في سبتمبر 2017، في تسلم طائرات ايرباص الجديدة اعتبارا من عام 2021 وسيؤدي ذلك إلى مضاعفة عدد طائرات الأسطول عدة مرات لمواكبة الخطط التشغيلية للشركة.
وقال متحدث باسم بوينغ “نعلم أن طيران أديل لن تكمل تعهدها بخصوص 737 ماكس في الوقت الراهن، في ضوء متطلبات الجدول الزمني لشركة الطيران”.
وكانت طيران أديل قد وقعت في ديسمبر التزاما بخصوص شراء 30 طائرة 737 ماكس، مفضلة إياها على أي 320 نيو. وبحسب بوينغ، فإن قيمة الطلبية المبدئية التي شملت خيارات شراء 20 طائرة ماكس إضافية تبلغ 5.9 مليار دولار بالأسعار المعلنة.
وتراهن كثير من شركات الطيران الاقتصادية مثل أديل على تشغيل طراز واحد من الطائرات لتقليص التكاليف التشغيلية وخاصة فواتير الصيانة، والتي تعد عاملا حاسما في ظل انخفاض أسعارها.
لكن ذلك الرهان ينطوي على مخاطر كبيرة في حال حدوث أزمة كبيرة مثل إيقاف تحليق ذلك النوع من الطائرات مثلما حدث مع طائرات بوينغ 737 ماكس والتي أدى إيقاف تحليقها إلى شلل الكثير من شركات الطيران الصغيرة.
وتلجأ شركات طيران كبرى أيضا إلى تقليص أنواع الطائرات التي تقوم بتشغيلها بغرض خفض نفقات التشغيل والصيانة، مثل الفرار الاستراتيجي لطيران الإمارات قبل سنوات باعتماد طرازين فقط لجميع الرحلات الطويلة هما ايرباص أي 380 وبوينغ 777.
ويقلل عدم الاكتفاء بطائرة واحدة من تأثير أزمات مثل التي تواجهها حاليا طائرات بوينغ 737 ماكس. ولا يزال مستقبل عودة الطائرة إلى التحليق غامضا بعد أن أعلنت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية الشهر الماضي عن اكتشاف “مصدر خطر جديد محتمل” في تلك الطائرات، التي كانت أكثر طائرات بوينغ مبيعا.
وذكرت أن طياريها اكتشفوا الخلل خلال تجارب أجروها على جهاز محاكاة. وأكدت أنها لن ترفع الحظر المفروض على الطائرة إلا عندما ترى من الآمن القيام بذلك.