طهران تواصل دعم دمشق بـ3 ملايين برميل نفط

طهران - تواصل إيران دعم سوريا بشحنات نفطية تزيد عن 3 ملايين برميل لمواجهة أزمة الوقود المتفاقمة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وخلال الصراع المستمر منذ ما يقرب من عشر سنوات اعتمدت سوريا على حليفتها إيران للحصول على 70 ألف برميل يوميا في المتوسط، نحو نصف احتياجاتها، لكن الإمدادات انخفضت مع تشديد العقوبات وسعي إيران إلى الصادرات النقدية بحسب خبراء في القطاع.
ووفقا لبيانات نظام تتبع السفن الدولي فإن 4 ناقلات نفط تحمل أسماء "أرمان 114"، و"سام 121"، و"داران" و"رومينا" تنقل أكثر من 3 ملايين برميل نفط من إيران إلى مدينة بانياس الساحلية على ساحل البحر المتوسط في سوريا.
وبينما تشير التقديرات إلى أن اثنتين من هذه الناقلات (واحدة تحمل 900 ألف والثانية مليون برميل)، وصلتا بالفعل إلى مصفاة بانياس لتكرير النفط، فإن السفينتين الأخريين اللتين كانتا موجودتين في قناة السويس يومي 8 و9 أبريل، لا يمكن تتبعهما حاليا بسبب إغلاق أنظمة التتبع الخاصة بهما.
ومن المعروف أن الناقلة "أرمان 114" هي نفسها الناقلة التي تم الإفراج عنها بعد احتجازها في جبل طارق بسبب نقلها شحنة نفط إلى سوريا في 4 يوليو 2019، تحت اسم "أدريان داريا 1" وانتهاكها عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وتشهد مناطق سيطرة الحكومة منذ سنوات أزمة محروقات حادة وساعات تقنين طويلة، بسبب عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد، ما دفعها إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التقشفية.
وربطت دمشق أزمة الوقود بحادثة جنوح سفينة في قناة السويس. وقبل أسبوعين خفضت نصف كمية الوقود المبيعة لأصحاب المركبات بالبطاقات الإلكترونية (الذكية) في العديد من المحافظات.
وفي الوقت الذي توقفت فيه حركة مركبات النقل العام في أهم المدن الرئيسية مثل حلب ودمشق وطرطوس، شهدت أزمة طوابير خانقة أمام محطات الوقود.
وسعى النظام السوري لاستغلال الأزمة، فرفع أسعار النقل والوقود، ما أدى إلى تفاقم الأزمة وتزايد نطاق تأثيرها السلبي على السوريين.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 3.5 مليون برميل من النفط المرسل من إيران، قد يساهم في تلبية احتياجات سوريا لمدة 3 أسابيع.
وحسب خبراء، فإن طهران تعمل على دعم دمشق بشحنات نفطية لإظهار استمرار دورها كلاعب رئيسي في شرق المتوسط، وعدم انفتاحها على التفاوض بشأن دورها الإقليمي، وحماية مصالحها الاستراتيجية في سوريا.
وقال جيم كرين، المحلل في معهد "بيكر" بجامعة رايس ومقره هيوستن في الولايات المتحدة، إن شحنات النفط الإيرانية جزء مهم من استراتيجية دعم نظام الأسد.
وأشار كرين إلى أن معظم منشآت إنتاج النفط والمصافي في سوريا أصبحت غير صالحة للاستخدام خلال سنوات الحرب الأهلية، وإن إيران تواصل بذل المساعي لإمداد الأسد بالنفط للحفاظ على موقعها في شرق المتوسط.
وتابع "لا أحد من جيران سوريا على استعداد لتقديم المساعدة علانية. وبالتالي، فإن شحنات النفط الإيرانية تضمن حصول طهران على دعم جناح النظام الذي يشعر بالامتنان لمساعدته".
واعتبرت نظيلة فتحي، الزميلة الزائرة في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، أن إيران لديها مصالح استراتيجية في سوريا وتبذل جهودا لدعم نظام الأسد منذ بدء الحرب الأهلية.
وتابعت "بينما تتفاوض إيران مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي لرفع العقوبات، تواصل دعمها لنظام الأسد المعاقب دوليا من خلال إمداده بشحنات النفط.
ويظهر هذا الوضع أن طهران ليست مستعدة للتفاوض بشأن نفوذها في المنطقة، لكن شحنات النفط هي في الواقع جزء من استراتيجية لدعم سوريا أوضحها مسؤولون إيرانيون".