طهران تكشف عن تواصل غير مباشر ورسائل من دمشق

الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني يؤكد أن إقامة العلاقات مع السلطات السورية الجديدة سيتخذ في الوقت المناسب، وذلك ردا على مطالبة دمشق بضمانات.
السبت 2025/02/15
الفجوة بين دمشق وطهران لا تزال قائمة

طهران - أكد الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني في الشأن السوري محمد رضا رؤوف شيباني، اليوم السبت، تعليقا على تصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني حول تبادل رسائل مع طهران، إن بلاده على تواصل مع دمشق "بشكل غير مباشر وتلقت أيضا رسائل منها" دون الكشف عن فحواها.

وأشار رؤوف شيباني إلى مباحثاته في روسيا الجمعة بشأن سوريا، موضحاً أن إيران "تنظر نحو المستقبل" في ما يتصل بتطورات سوريا واستئناف العلاقات معها، مؤكداً أنها "تدرس بعناية وتعمق هذه التطورات وسنتخذ قرارنا الخاص في الوقت المناسب" حول إقامة العلاقة مع سوريا الجديدة، داعياً إلى إشراك جميع التيارات السورية في تقرير مصير البلاد.

وشدد شيباني على أن طهران "تولي اهتماما خاصاً باستقرار سوريا وهدوئها، ونرفض أي تدخل أجنبي فيها"، لافتاً إلى أنه خلال زيارته لموسكو أجرى مباحثات مع مبعوث الرئيس الروسي للشأن السوري ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حول تطورات سوريا.

وتأتي تصريحات الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني، بعد أن أكد وزير الخارجية السوري في القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي الأربعاء الماضي بأن بلاده تلقت رسائل إيجابية من روسيا وإيران، إلا أنها تريد مزيدا من الضمانات من الحليفين الرئيسيين للرئيس السابق بشار الأسد الضمانات من الحليفين.

وقدمت روسيا وإيران كل أشكال الدعم للنظام السوري السابق، وساهمت الدولتان في صموده لسنوات قبل انهياره على أيدي هيئة تحرير الشام والتنظيمات المتحالفة معها في ديسمبر الماضي إثر عملية عسكرية مباغتة.

وتمتلك موسكو وطهران مصالح إستراتيجية في سوريا، لكن التغير الطارئ ألحق ضررا بالغا بتلك المصالح، لفائدة جهات إقليمية مثل تركيا، وهو ما يدفع كليهما للتحرك وتلافي المزيد من الخسائر.

وتحاول روسيا الحفاظ على قاعدتي طرطوس البحرية، وحميميم الجوية، لكن القيادة السورية الجديدة تطالب بتعديلات في الاتفاقيات السابقة، وتطرح فكرة تسليم الرئيس السابق بشار الأسد مقابل استمرار الوجود الروسي في البلاد.

وأقدمت القيادة السورية في نهاية يناير الماضي على إلغاء عقد يمتد لـ49 عاما مع شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية لإدارة وتشغيل ميناء طرطوس، وليس من المستبعد أن تتخذ نفس الخطوة في ما يتعلق بالقاعدتين، لاسيما في ظل ضغوط غربية وأيضا تركية.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد عين رؤوف شيباني، مبعوثا خاصاً بالشأن السوري في 12 الشهر الماضي، قائلاً في خطاب التكليف إن سوريا "دولة مهمة في الشرق الأوسط"، وإن الجمهورية الإيرانية ترى "أهمية الاستقرار والهدوء في هذا البلد وتأثيرهما في السلام والأمن الإقليميين".

 ورؤوف شيباني (64 عاماً) دبلوماسي مخضرم شغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية سابقاً، وكان سفيراً لبلاده في لبنان وسوريا وتونس.

كذلك عمل شيباني قائماً بأعمال السفارة الإيرانية في قبرص، ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر. وخلال حرب تموز 2006 كان سفيراً لإيران في بيروت.

وجاء تعيين رؤوف شيباني مبعوثاً خاصاً بالشأن السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من الشهر الماضي، الذي كان حليفاً لإيران، وفي ظل استمرار إغلاق السفارة الإيرانية.

ورغم أن السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري قد أعلن بعد أيام من سقوط الأسد استئناف السفارة عملها، لكن ذلك لم يحصل بعد.

وسبق أن أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أن بلاده ليس لديها تواصل مباشر مع الإدارة السورية الجديدة.

وخلال الشهر الماضي، قال العميد بهروز إثباتي، وهو أحد قادة الحرس في سوريا وقائد مقر "العالم الافتراضي" للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن بلاده نالت "هزيمة سيئة" في سورية، متهماً روسيا بـ"الخيانة"، وفق تسجيل نشره موقع تابناك الإيراني المحافظ.

وأضاف القيادي العسكري الإيراني أن روسيا "كانت أحد أسباب انهيار سوريا"، قائلاً إنها بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 "كان الروس يعملون في سوريا لأجل مصالح الكيان الصهيوني"، مؤكداً أن روسيا كانت تسعى "دوماً لإخراج إيران من سوريا".