طهران تستدعي ممثل المصالح الأميركية: رسالة تهديد أم تهدئة

سياسات طهران الخارجية ترتكز على التهديد والوعيد في العلن لكسب تأييد الشارع والمهادنة والتفاوض سرّا.
الخميس 2020/04/23
لن نقبل بهذا

طهران – استدعت السلطات الإيرانية السفير السويسري في طهران، الذي يمثل المصالح الأميركية لديها، على خلفية تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وتسلم السفير رسالة لنقلها للولايات المتحدة مفادها أن إيران ستدافع بقوة عن حقوقها الملاحية في الخليج وسترد على أي تهديدات.

ورجح مراقبون أن الرسالة الإيرانية تهدف بالأساس إلى التهدئة مع الجانب الأميركي، فسياسات طهران الخارجية ترتكز أساسا على التهديد والوعيد العلني والمهادنة والتفاوض سرّا.

وأكدت المصادر ذاتها أن النظام الإيراني غير قادر على تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة في ظل الضغوط المسلطة عليه في علاقة بأزمة تفشي فايروس كورونا في البلاد.

ويأتي ذلك فيما، هدّد الحرس الثوري الإيراني بتدمير السفن الحربية الأميركية، وذلك بعد يوم من تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب النظام الإيراني من مغبة "التحرش" بالسفن الأميركية، مما يزيد من حدة التوتر بين واشنطن وطهران.

ويرى مراقبون أن التصعيد الإيراني يهدف بالأساس لتخفيف الضغوط المسلطة على نظام ولاية الفقيه على خلفية أزمة تفشي فايروس كورونا.

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن قواته ستدمر السفن الحربية الأميركية إذا تعرض أمنها لتهديد في الخليج.

وقال سلامي للتلفزيون الرسمي "أمرت قواتنا البحرية بتدمير أي قوة إرهابية أميركية في الخليج تهدد أمن السفن العسكرية أو غير العسكرية الإيرانية".

وأضاف "أمن الخليج الفارسي جزء من أولويات إيران الإستراتيجية".

وجاء التحذير الإيراني بعد أن أمر ترامب أمس القوات البحرية الأميركية بإطلاق النار على أي سفن إيرانية تتحرش بها في البحر، لكنه قال في وقت لاحق إنه لا يغير قواعد الاشتباك العسكري.

استفزازات إيرانية
استفزازات إيرانية

وفي وقت سابق هذا الشهر قال الجيش الأمريكي إن 11 زورقا تابعا للحرس الثوري الإيراني اقتربت بشكل خطير من سفن تابعة للبحرية وحرس السواحل الأميريكيين في الخليج ووصف الواقعة بأنها "خطيرة واستفزازية".

وألقت إيران اللوم على الخصومة القائمة منذ فترة طويلة بين البلدين في الواقعة.

وقال سلامي "أقول للأميركيين إننا عازمون تماما وبمنتهى الجدية على الدفاع عن أمننا الوطني وحدودنا البحرية وسلامة سفننا وقواتنا الأمنية وسنرد بحسم على أي عمل تخريبي". وأضاف "لقد اختبر الأميركيون قوتنا في الماضي ويجب أن يتعلموا من ذلك".

وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة من جديد منذ عام 2018، عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران وست قوى عالمية وأعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية.