طهران تخفي ارتباكها بالترويج للصمود أمام القيود الأميركية

سعت إيران مرة أخرى إلى إظهار أنها متماسكة بوجه العقوبات الأميركية القاسية محاولة التسويق لجدوى إجراءات مكافحة فايروس كورونا، بعد أن باتت البلاد، التي تعاني من أزمات متنوعة على كافة الأصعدة، بؤرة لهذا الوباء، الأمر الذي يخفي ارتباكا شديدا لدى السلطات التي دخلت في طريق مسدود بسبب تضييق واشنطن على تحركاتها.
طهران – حاول الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الجمعة الترويج لصمود بلاده أمام قيود الولايات المتحدة، التي أنهكتها وجعلتها تغرق في أزمة وباء فايروس كورونا الذي حصد المئات من الأرواح.
وفي كلمة نقلها التلفزيون الرسمي في بث مباشر بمناسبة السنة الفارسية الجديدة “النوروز” لم يتوان المرشد الأعلى في التسويق للتضحيات “المبهرة” التي قدمها الإيرانيون في التصدي لكورونا في البلد الأكثر تضررا من الفايروس في الشرق الأوسط.
وقال إن “العام الماضي كان صعبا على الإيرانيين الذين واجهوا العقوبات الأميركية والسيول وتفشي كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 1200 شخص وأصاب نحو 20 ألفا”.
وقال خامنئي “هذه التضحيات قدمتها أطقم الأطباء والتمريض والمعالجون والمساعدون والعاملون في المستشفيات”.
وبدا الزعيم الإيراني الأعلى في صحة جيدة على الرغم من شائعات تحدثت عن إصابته بالفايروس الذي أودى بحياة 1284 إيرانيا.
ونفى مسؤولون مقربون من خامنئي هذه الشائعات عندما اتصلت بهم رويترز الأربعاء.
وبخلاف خطبه النارية المعتادة امتنع خامنئي عن مهاجمة الولايات المتحدة، عدو إيران اللدود في كلمته بمناسبة السنة الجديدة. وقال “استفادت إيران من العقوبات الأميركية. لقد جعلتها مكتفية ذاتيا في كافة المجالات”.
خامنئي: إيران استفادت من العقوبات الأميركية. لقد جعلتها مكتفية ذاتيا في كافة المجالات
وزادت الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران منذ العام 2018 بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، الذي أبرمته إيران مع 6 قوى عالمية وأعاد فرض عقوبات خنقت اقتصادها.
ووجهت واشنطن ضربة قوية لطهران عندما قتلت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، المتهم بنشر
الفوضى في سوريا والعراق، قبل أسابيع أثناء وصوله إلى مطار بغداد قادما من دمشق.
وأصدرت إيران الخميس الماضي عفوا صحيا عن الأميركي مايكل وايت المسجون منذ القبض عليه قبل عامين، لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إن إطلاق سراحه كان بشرط أن يبقى في إيران.
ولم يتضح عدد الأميركيين الذين تحتجزهم إيران لكن واشنطن حذرت طهران من أنها ستحمل الحكام الإيرانيين المسؤولية المباشرة عن وفاة أي أمريكي خلال تفشي كورونا هناك.
لكن الاستياء المتزايد من المصاعب الاقتصادية، إلى جانب تأثير تفشي الفايروس قد يجبران إيران على اختيار الدبلوماسية بدلا من المواجهة مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول إيراني في طهران طلب عدم ذكر اسمه “نعم.. كانت خطبة فريدة من نوعها للزعيم. لهجته مختلفة ونبرته مختلفة ولم تكن عدائية تجاه أمريكا”.
وردا على سؤال بشأن ما إن كان البلدان يحاولان تخفيف التوتر المتصاعد قال “يعلم الأميركيون ما عليهم فعله. أولا يتعين رفع العقوبات أو على الأقل بعضها ثم سنرى”.
وفي رسالة منفصلة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة قال الرئيس حسن روحاني إن “الإيرانيين سيواجهون تفشي فايروس كورونا بالوحدة وأشاد بأطقم الأطباء والممرضين لشجاعتهم في مكافحة المرض”.
والتزم الملايين من الإيرانيين منازلهم خلال احتفالات السنة الجديدة. لكن الشرطة قالت إن الكثيرين تحدوا تحذيرات مسؤولي الصحة بضرورة البقاء في المنازل والابتعاد عن الزحام وتوجهوا لساحل البلاد المطل على بحر قزوين وهي منطقة تلقى رواجا في عطلة السنة الجديدة.