طهران تتهم إسرائيل باغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده

طهران – وجهت إيران أصابع الاتهام في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده إلى إسرائيل، بعد إطلاق النار عليه عبر استهداف سيارته من قبل المهاجمين واشتباكهم مع مرافقيه في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن "هناك أدلة مهمة تشير إلى ضلوع إسرائيل في عملية اغتيال محسن فخري زاده" أبرز علماء إيران في مجال الطاقة النووية.
وكتب ظريف في تغريدة على تويتر أن "هذه الخطوة الجبانة التي توجد فيها مؤشرات جادة على تورط إسرائيل، كشفت عن محاولات عدوانية من جانب منفذيها الذين أصيبوا بالإفلاس".
ودعا ظريف المجتمع الدولي، وخاصة أوروبا، إلى "وضع حد لمعاييرها المزدوجة المشينة، وإدانة هذا العمل الإرهابي المنظم".
واغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده الجمعة قرب طهران، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الإيرانية التي أكدت وفاة العالم النووي البارز، رئيس منظمة البحث والتطوير التابعة لها، إثر إصابته “بجروح خطرة” بعد استهداف سيارته من قبل مسلحين واشتباكهم مع مرافقيه، ما أدى إلى “استشهاده” في المستشفى بعدما حاول الفريق الطبي إنعاشه.
ومحسن فخري زاده هو العالم النووي الإيراني الوحيد الذي تمت تسميته مباشرة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال عرض دعائي عام 2018، زاعما أنه كان يعمل في برنامج أسلحة نووية.
وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي في تغريدة على تويتر إن اغتيال محسن فخري زاده يظهر “عمق كراهية الأعداء” للجمهورية الإسلامية، فيما لوّح قيادي من الحرس الثوري الإيراني بالثأر لعملية الاغتيال ونشر تغريدة على تويتر قال فيها "سنثأر لقتل العلماء النوويين كما فعلنا في الماضي".
وتوعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بـ”انتقام قاس” من المسؤولين عن اغتيال العالم النووي.
وقال اللواء محمد حسين باقري في تغريدة عبر تويتر نقلتها وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”، إن عملية الاغتيال شكلت ضربة “مرّة وقوية”، مضيفا “على المجموعات الإرهابية والقادة ومنفذي هذا العمل الجبان، أن يدركوا أن انتقاما قاسيا ينتظرهم (…) لن نرتاح حتى نطارد ونعاقب منفذي اغتيال الشهيد محسن فخري زاده”.
وقال حسين دهقاني، المستشار العسكري للزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، في تغريدة “سنضرب مثل البرق قتلة هذا الشهيد وسنجعلهم يندمون على فعلتهم”.
وعمل فخري زاده المولود في العام 1961 بإيران، بحسب ما تفيد بعض التقارير، ضمن الحرس الثوري الإيراني، كما عمل أستاذا للفيزياء النووية بجامعة الإمام حسين.
ويعتقد مسؤولون وخبراء غربيون أن العالم الإيراني لعب دورا حيويا في جهود مشتبه بها قامت بها طهران في السابق لتطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم، وهو ما تتمسك إيران بنفيه.
وأشار تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في 2011 إلى فخري زاده على أنه شخصية محورية في أنشطة إيرانية مشتبه بأنها تسعى لتطوير تكنولوجيا ومهارات مطلوبة لصنع قنابل نووية. كما أشار التقرير إلى احتمال أنه لا يزال له دور في مثل تلك الأنشطة.
وكان فخري زاده الإيراني الوحيد الذي أتى هذا التقرير على ذكره.
وأرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ فترة طويلة لقاء فخري زاده في إطار تحقيق مطول في ما إذا كانت إيران قد أجرت أبحاثا غير مشروعة عن أسلحة نووية.
وقال مصدر دبلوماسي مطّلع إن إيران اعترفت بوجود العالم النووي قبل عدة سنوات، لكنها ذكرت أنه ضابط في الجيش غير مشارك في البرنامج النووي في مؤشر على أنها لم تكن تعتزم الاستجابة لطلب الوكالة.
وورد اسم فخري زاده في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2007 بشأن إيران بصفته أحد المشاركين في أنشطة نووية أو باليستية، ووصفه تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام نفسه، بأنه من أخطر الرجال العاملين في البرنامج النووي وبرامج التسليح الإيرانية.
وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة نشر تغريدات تتضمن أنباء حول اغتيال فخري زاده من دون أن يعلق عليها.
واستهدفت اغتيالات خلال السنوات الماضية عددا من العلماء الإيرانيين في المجال النووي. ووجهت طهران في كل مرة أصابع الاتهام إلى إسرائيل.
وفي 14 نوفمبر الجاري، أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” أن المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة عبدالله أحمد عبدلله المكنّى بأبي محمد المصري، اغتيل سرا بإطلاق نار في منطقة باسداران في شمال العاصمة الإيرانية في السابع من أغسطس على يد مسلحين يستقلان دراجة نارية، وذلك بحسب مسؤولين استخباريين أجانب.
وقالت الصحيفة إن “عملاء إسرائيليين نفذوا العملية بناء على طلب الولايات المتحدة”، لكن طهران نفت التقرير.
وتدعو إسرائيل باستمرار إلى فرض “عقوبات دولية مشددة” على إيران بسبب برنامجها النووي.
وتعهد نتنياهو في يونيو بكبح “العدوان” الإقليمي لطهران، مشيرا إلى أن "إيران تنتهك بشكل منهجي التزاماتها، بإخفاء المواقع وتخصيب المواد الانشطارية وغير ذلك من الطرق".
وتقول وسائل إعلام إسرائيلية إنه منذ العام 1991، تولى فخري زاده مسؤولية المشروع 111، الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، بالتعاون مع وزارة الدفاع، لذلك يعتبر من أهم أهداف أجهزة المخابرات الغربية.
وأوضحت وكالة تسنيم ووكالة فارس أن عملية الاغتيال جرت في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران، وقام خلالها “إرهابيون بتفجير سيارة قبل إطلاق النار على سيارة فخري زاده”.
وذكرت وكالتا الأنباء أن مسلحا أطلق النار على العالم الإيراني في العاصمة طهران، ما أدى إلى مقتله وإصابة مرافقه.
وقالت وكالة أنباء فارس إن "هناك صوت انفجار سمع في شارع مصطفى الخميني في مدينة أبسرد قبل أن يجري تبادل إطلاق نار استهدف سيارة، حيث قُتل ثلاثة أو أربعة أشخاص قيل إنهم من الإرهابيين".