طهران تتمادى في إنكار الهجوم على الناقلة الإسرائيلية رغم كل الأدلة

طهران - رفضت طهران السبت على لسان متحدث عسكري، "الأدلة" الأميركية عن استخدام طائرة مسيرة "صنعت في إيران" في الهجوم على ناقلة نفط يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب، واصفة الاتهامات بأنها جزء من حرب نفسية، وقالت إنها تسعى إلى تعزيز الأمن في الممر المائي الاستراتيجي بالخليج.
وتعرضت ناقلة النفط "أم/تي ميرسر ستريت" إلى هجوم في بحر العرب قبالة سلطنة عمان في 29 يوليو، أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقهما أحدهما بريطاني والآخر روماني، ووقع بالقرب من مصب الخليج وهو طريق رئيسي للملاحة.
ونشرت القيادة المركزية الأميركية ليل الجمعة نتائج تحقيق أجرته حول الهجوم، خلصت فيه إلى أن إحدى الطائرات المسيرة المستخدمة "صنعت في إيران"، مرفقة ذلك بصور لحطامها.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبوالفضل شكارجي "يقول الأميركيون إنهم عثروا على أجزاء من مسيّرات إيران في المياه، وهذا هو دليلهم"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" السبت.
وأضاف "لكن أي مختبر حدد (أن المسيّرة) تعود لإيران؟"، متابعا "هذا هو الأسلوب الأميركي، نسج القصص واستخدامها لاتهام إيران... هذا هو الأسلوب الذي اختاروه للضغط على إيران".
وتابع "لو أننا سنتصدى لأعداء... فسنعلن ذلك صراحة، لذا نقول إن الروايات الأخيرة التي رددها الأعداء عملية نفسية".
وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية الجمعة أن طائرتين مسيرتين مفخختين هاجمتا الناقلة وأخطأتا الهدف، قبل أن تهاجم ثالثة "محمّلة بمتفجرات ذات استخدام عسكري" السفينة اليابانية التي تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن.
وقالت القيادة التي يقع الشرق الأوسط والخليج ضمن نطاق مهامها، في بيان إن الخبراء الأميركيين "تمكنوا من الحصول على قطع عدة من هذه الطائرة الثالثة"، و"خلصوا، استنادا إلى أدلة"، إلى أنها "صنعت في إيران".
ونشر الجيش الأميركي صورا عدة لبقايا الطائرة، مشيرا إلى أن "المسافة بين السواحل الإيرانية ومكان وقوع الهجوم" تتناسب مع المسافة التي سجلت خلال هجمات سابقة بالطائرات المسيرة نسبت إلى إيران.
ورأى شكارجي أن "توفير أدلة مزيفة ليس أمرا شديد الصعوبة، وبما أن لإسرائيل سجلا من توفير الأدلة المزيفة، التسبب بانفجار على متن سفينة ليس أمرا شديد الصعوبة كذلك".
وبعدما اتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل الجمهورية الإسلامية بالوقوف خلف الهجوم، حمّل وزراء الخارجية في دول مجموعة السبع طهران المسؤولية أيضا مساء الجمعة.
وقال الوزراء في بيان مشترك إن "كل الأدلة المتوافرة تشير بوضوح إلى إيران"، داعين "جميع الأفرقاء المعنيين إلى الاضطلاع بدور بنّاء بهدف تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة".
وأضاف وزراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، فضلا عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن "سلوك إيران، فضلا عن دعمها لقوى تتحرك واحدة تلو أخرى وأفرقاء مسلحين غير منتمين إلى دول، يهددان السلام والأمن الدوليين".
وسبق لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن توعد بـ"رد مشترك" على طهران، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن بلاده "تعمل على حشد العالم" ردا على الحادث، لكنه حذّر "نحن نعرف أيضا كيف نتصرف بمفردنا".
من جهتها، حذّرت طهران التي نفت مرارا ضلوعها في الهجوم، من أي "مغامرة" ضدها، وتعهدت بالرد على أي عمل عسكري.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة عبر تويتر الخميس "أي خطوة حمقاء ضد إيران، ستواجه بردّ حازم. لا تختبرونا".
ورغم نفي إيران ضلوعها في الهجوم، انتقدت بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى طهران بسببه. وأثارت بريطانيا القضية في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي.
ورفضت نائب سفير إيران لدى الأمم المتحدة زهراء إرشادي الاتهامات الموجهة إلى إيران وحذرت من أي عمل انتقامي، مؤكدة أن "إيران لن تتردد في الدفاع عن نفسها والحفاظ على مصالحها الوطنية".
وفي حين لم يتبنّ أي طرف الهجوم على الناقلة، وضعه محللون في سياق حرب بحرية تجري بين العدوين الإقليميين.
وتعرضت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل لهجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها.
وسبق لإيران أن اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف هجمات طالت منشآتها النووية وعمليات اغتيال استهدفت علماء إيرانيين بارزين.