طهران تبدأ حرب الاعتقالات تحت مظلة التخابر الأجنبي لكبح الاحتجاجات

طهران ـ يصر النظام الإيراني على سياسة التحدي والتهديد مختفيا وراء نظرية المؤامرة من خلال تصريحات المسؤولين في طهران الذين يعتبرون أنه باحتواء الاحتجاجات الأخيرة تم إحباط مؤامرة كبيرة دُبرت ضد طهران وذلك في وقت تتواصل فيه التنديدات بممارسات السلطات الإيرانية وأذرعها في مواجهة المتظاهرين.
واعتقلت السلطات الإيرانية ثمانية أشخاص "على صلة بالسي آي أيه" وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، خلال التظاهرات التي اندلعت في أنحاء البلاد ضد قرار رفع أسعار الوقود، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وأعلنت الوكالة نقلا عن مسؤول بوزارة الأمن الإيرانية الأربعاء اعتقال عدد من "العناصر المرتبطة بجهاز الاستخبارات الأميركي".
ونقلت عن المسؤول قوله إن "عددا من العناصر التي كانت تعمل على جمع المعلومات حول أعمال الشغب ونقلها إلى خارج البلاد ووضعها في متناول الأجانب، تم رصدهم وإلقاء القبض عليهم قبل قيامهم بهذا الأمر".
وأفادت الوكالة أن ستة من الذين اعتقلوا "كانوا متواجدين (حيث وقعت) أعمال الشغب وينفّذون أجندات الجهاز الاستخباري" الأميركي. وأضافت أن اثنين آخرين كانا "يجمعان المعلومات لنقلها الى الخارج".
وذكرت الوكالة أن الموقوفين تم تدريبهم "على جمع المعلومات تحت غطاء (المواطن الصحافي) لدى دول مختلفة وبتمويل من جهاز الاستخبارات الأميركي".
وتحاول السلطات في طهران من خلال هذه التصريحات الترويج لانتصارات لا قيمة لها، كما أشارت العرب إلى ذلك في مقال سابق.
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تلّقت آلاف الرسائل من الجمهورية الإسلامية تتعلق بالتظاهرات، بما في ذلك صور وتسجيلات مصوّرة، بعدما أصدرت دعوة لهم بتحدي القيود التي فُرضت على الوصول للإنترنت.
وأفاد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "وصلتنا حتى الآن نحو 20 ألف رسالة وصورة وتسجيل مصوّر ومعلومات عن انتهاكات ارتكبها النظام (الإيراني) عبر (تطبيق) +تلغرام+".
وجاءت الاضطرابات التي أثارها رفع أسعار البنزين بعد عام ونصف العام من العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الجمهورية الإسلامية.
وأعلنت منظمة العفو الدولية الاثنين أن 143 متظاهراً على الأقل قتلوا في الحملة الأمنية الإيرانية منذ 15 نوفمبر.
ورفضت إيران عدد القتلى الذي أعلنته المنظمة قائلة إن عدة أشخاص، منهم أفراد من قوات الأمن، قُتلوا وإن أكثر من ألف اُعتقلوا. وقال مركز حقوق الإنسان في إيران، الذي يتخذ من نيويورك مقرا، إن عدد المعتقلين ربما يقترب من أربعة آلاف.
وتزداد الضغوط الدولية على النظام الإيراني بهدف منعه من ارتكاب انتهاكات بحقوق المعتقلين.
وجاءت الاحتجاجات بينما تسببت عقوبات جديدة فرضتها الولايات المتحدة على طهران هذا العام في توقف جميع صادرات النفط الإيرانية تقريبا وتزامنت مع اندلاع احتجاجات في العراق ولبنان ضد حكومتي البلدين اللتين تضمّان فصائل مسلحة مؤيدة لإيران وهو ما وضع نفوذها على المحك.
للمزيد: