طموح ملياردير عراقي "نصب نفسه مقدسا" لتولي الرئاسة يثير الجدل

مواقع التواصل الاجتماعي تتداول سيرة الزعيم الصوفي وعلاقاته الدولية.
الأربعاء 2024/07/03
"مقدس" جديد ينضم إلى القائمة

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بسيرة السياسي والملياردير العراقي نهرو الكسنزاني الذي يروج لتعاليمه وطقوسه الصوفية المثيرة للجدل بالتوازي مع آرائه السياسية وطموحه للوصول إلى الرئاسة.

بغداد - أثار ظهور السياسي والداعية الصوفي نهرو الكسنزاني، زعيم الطريقة “القادرية الكسنزانية”، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي في العراق، التي تتناقل مقاطع فيديو وصورا لطقوسه وتعاليمه الغريبة التي يتبعها الكثيرون، ويصفها الناشطون بتغييب الوعي عن طريق تكريس الجهل، لتحقيق طموحات الزعيم في السلطة والسطوة.

وظهر الكسنزاني، وهو ملياردير تربطه علاقات وثيقة مع زعماء سياسيين وسط تصفيق مناصريه، تارة يتمايل بين الحضور وأخرى يمسح على رؤوس الأطفال، ويتردد على مواقع التواصل أنه يطمح لرئاسة العراق وهو يعد أيضا أحد أثرياء البلاد ومقاول الإنشاءات الأبرز للقواعد العسكرية في كركوك ونينوى.

وسبق أن ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير عنه أنه يعتبر نفسه خيارا ملائما لرئاسة العراق ويرى أن التصوف، الذي يجمع الشيعة والسنة، يمكن أن يكون بديلا يمنع توسع رقعة النفوذ الإيراني وعنف الإرهاب.

ويمتلك الزعيم الصوفي سيرة مثيرة للجدل إذ أنه عمل خلال فترة الهجوم الأميركي على العراق عام 2003 مخبرا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي.آي.إيه”.، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وعلق ناشط على تعاليمه المثيرة للجدل قائلا:

وقال ناشط:

وعلق آخر:

وجاء في تعليق:

ولم يسمح للشيخ نهرو الكسنزاني، أمين عام التحالف “من أجل وحدة العراق”، بالترشح في انتخابات الرئاسة عام 2005، لكنه جاء بأكبر المكاسب السياسية لتلك العائلة في العراق عام 2014، عند ترشيح أخيه ملاس محمد عبد الكريم، لوزارة التجارة.

وفي تصريحاته قال الكسنزاني، إنه كانت له حوارات مع عدد من خبراء شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، ومنهم الكولونيل عباس دهوك. لكن مسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية ينفون علمهم بأي اجتماعات رسمية بين كوادر وزارتهم وبين الكسنزاني، كما لم يفصحوا عن عقد اجتماعات غير رسمية أيضا.

ويدير نهرو الكسنزاني مجموعة شركات خدمات أمنية، وخدمات حقول نفطية وإنشائية، افتتحها في الولايات المتحدة، وفي إصراره على العمل التجاري مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يقول هو “نحن نبحث عن فرص”.

ويتداول ناشطون هذه المعلومات على الشبكات الاجتماعية:

وعلق آخر:

وتولى شمس الدين نهرو محمد عبد الكريم الكسنزاني زعامة “الطريقة العلية القادرية الكسنزانية” في العراق والعالم، إثر وفاة والده محمد المحمد عبد الكريم الكسنزاني الحسيني، في الولايات المتحدة الأميركية عن عمر ناهز الـ82 عاما، وبايعه أتباع الجماعة زعيماً لهم في 10 يوليو 2020، بالتزامن مع مراسم دفن والده في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، امتثالا لوصية قبل 25 عاما بأن يخلفه ولده نهرو بعد مماته في قيادة “الطريقة القادرية”.

وهو كردي الأصل من مواليد مدينة كركوك عام 1969، كان عضوا في البرلمان العراقي والأمين العام لـ”تجمع الوحدة الوطنية”، قبل أن يخلف والده في زعامة “الطريقة العلية القادرية الكسنزانية”.

أما تسمية الكسنزاني فهي كلمة كردية تعني “لا يعلم به أحد” أُطلقت كلقب على أسرة الشيخ محمد بعد أن لُقِّب به جدهم الأول عبد الكريم بسبب انقطاعه لمدة 4 سنوات عن الناس مختلياً في أحد جبال قرداغ بضواحي مدينة السليمانية، وحينما كان يُسأل عنه يُجاب بـ(كسنزان).

وسجن نهرو الكسنزاني وإخوانه في عهد صدام حسين، ما دعاهم للجوء إلى الأميركيين للحصول على المساعدة في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003.

ويفصح عن آرائه السياسية بشكل علني، وينادي بمواجهة عسكرية أميركية ضد إيران، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في يونيو 2019، فإن نهرو الكسنزاني عبّر من خلال رسالته عن أمله “في تحقيق الهدف المشترك المتمثل في إضعاف نظام الملالي في إيران والقضاء على نفوذ ذلك البلد”.

الكسنزاني يعارض الهجوم الأميركي متعدد الجوانب على إيران ويقترح سلسلة هجمات دقيقة على المؤسسات العسكرية والاستخبارية الإيرانية بدلا عنه

ويعارض الكسنزاني، الهجوم الأميركي متعدد الجوانب على إيران، ويقترح سلسلة هجمات دقيقة على المؤسسات العسكرية والاستخبارية الإيرانية بدلا عنه، ويقول عن موقفه المتشدد من إيران “يسألوننا لماذا تريدون الحرب، في حين أننا لسنا في سلام، فالعنف ضد السنة في العراق لم يتوقف أبدا”.

لكن “تجمع ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ”، الذي يترأسه نهرو الكسنزاني، أصدر بيانا في 8 يونيو 2019، بشأن ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اعتبر فيه ما ورد “أكاذيب ملفقة”، وأكد أن أي عمل عسكري ضد إيران سيجعل العراق في أتون الأزمة.

وقال البيان “نھرو الكسنزاني لم يكن قد صرح للصحيفة المذكورة أنه حث وشجع الإدارة الأميركية على تضييق الخناق على الجمهورية الإسلامية وإسقاط النظام السياسي فيھا، إضافة إلى إلصاقھا بعض الأكاذيب الملفقة لشخصه بشأن طموحه السياسي الرامي إلى رئاسة جمهورية العراق”.

وفي كتاب “خطة هجوم” طبعة عام 2004، يشير الكاتب بوب وودوارد إلى أن فرقة دينية في إقليم كردستان، كانت لها لقاءات متعددة ومتقاربة مع مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وكان الأميركيون في تلك الفترة يعملون على وضع خطة هجوم 2003.

وأوضح الكاتب أن عائلة الكسنزاني شكلت شبكة مخبرين من أتباعها، وأن المعلومات كانت نادرة جدا وتصدم العقول، الأمر الذي أدى إلى منحهم لقب “روكستار”.

الكتاب لم يسمِّ الكسنزانيين، لكن الشيخ نهرو الكسنزاني يؤكد أن العائلة التي يشير إليها الكتاب هي عائلته، ويقول إنهم كانوا يتقاضون مليون دولار شهريا من واشنطن كمصاريف للشبكة التي كانوا يديرونها.

5