طموح المرأة الريفية المنتجة في الجزائر تكبحه بيئتها المحافظة

حلم المرأة الريفية المنتجة في الحصول على دعم لتجسيد مشروعها أمر مرفوض بالنسبة إلى الكثير من العائلات المحافظة.
الجمعة 2019/10/18
تقاليد لاتزال سارية

الجزائر – تطمح العديد من النساء الريفيات المنتجات بمحافظة البليدة في شمال الجزائر، وخاصة الشابات، إلى تحقيق حلمهن في إنشاء مؤسسة مصغرة متخصصة في مجال فلاحي معين يتماشى مع معارفهن المكتسبة، إلّا أن هذا الطموح -وفق وكالة الأنباء الجزائرية- غالبا ما يصطدم بعادات وتقاليد محافظة لا تزال سارية على مستوى المناطق الجبلية.

تقول رئيسة خلية دعم المرأة الريفية بغرفة الفلاحة، زينب العالية مركان تيا، إن حلم الخروج من المنزل وتلقي تكوين يكلل بشهادة معتمدة تساعد المرأة الريفية المنتجة في الحصول على دعم لتجسيد مشروعها أمر مرفوض بالنسبة إلى الكثير من العائلات المحافظة في البليدة، والتي لا تتقبل فكرة مشاركة بناتها في المعارض أو أيّ فعاليات يمكن أن تفتح لها أبوابا لتطوير عملها وتسويق منتجاتها. وأوضحت قائلة “حتى النساء اللواتي يُسمح لهن بالمشاركة في دورات تكوينية عادة ما يكن مصحوبات إما بالإخوة أو الوالدين أو الأزواج الذين لا يبدون موافقتهم إلا بعد حصولهم على كافة التطمينات المتعلقة خاصة بتوفر محيط محترم بحسب منظورهم الخاص”.

وتضيف رئيسة خلية دعم المرأة الريفية “لحسن الحظ أن هذه الظاهرة بدأت في التراجع نوعا ما خلال السنوات الأخيرة، وخاصة أن نسبة من النساء الريفيات المنتجات تمثل شابات جامعيات ينحدرن من أسر ريفية اخترن مواصلة مسيرة عائلاتهن والعمل في المجال الفلاحي”.

وأكدت الأرقام التي كشفت عنها رشيدة بوقفة رئيسة مكتب بمحافظة الغابات، هذا الأمر، حيث أفادت بأن عدد النساء اللواتي استفدن من دعم في إطار برنامج التنمية الريفية الممول من قبل الصندوق الوطني للتنمية الريفية قدر بـ24 امرأة ريفية وهذا منذ سنة 2002 وإلى غاية 2009، مقابل استفادة 25 امرأة من دعم مماثل خلال سنة 2018 فقط.

وقالت بوقفة إن هذا الدعم الذي كان مرفوقا بضمان تكوين للمستفيدات في مجال تخصصهن؛ توزيع خلايا نحل جاهزة وكذلك شتلات أشجار مثمرة، وهو التخصص الأكثر انتشارا بالمحافظة خاصة الجهة الشرقية منها، بالنظر إلى طابع الولاية المختصة في زراعة الحمضيات، مشيرة إلى أن محافظة الغابات مستعدة لتغطية جميع الطلبات المودعة لديها.

Thumbnail

وأشارت مركان تيا إلى أن خلية دعم المرأة الريفية، خصصت حيزا هاما من برنامج عملها لتنظيم دورات تكوينية تكلل بشهادات معتمدة لمساعدة المستفيدات منها على الحصول على الدعم المالي الذي تقدمه مختلف أجهزة التشغيل، بهدف مساعدة النساء الريفيات خاصة خريجات الجامعات اللواتي اخترن التخصص في مجال فلاحي جديد على غرار زراعة الفطر والزيوت المستخلصة من النباتات العطرية والطبية وكذلك صناعة مختلف أنواع الجبن، وهذا غير التخصصات الكلاسيكية مثل تربية النحل والدواجن.

كما تستعد محافظة الغابات هي الأخرى لاستدعاء النساء الريفيات المنتجات اللواتي يتمتعن بمستوى دراسي يسمح لهن باستحداث مؤسسة مصغرة، وهذا في مختلف التخصصات الحديثة المذكورة سلفا بهدف مساعدتهن على تجسيد حلمهن، وفق ما ذكرته بوقفة.

وعلى الرغم من الحملات التحسيسية التي تبادر بها الجهات المعنية بدعم المرأة الريفية، إلا أن عدد المشاركات في مختلف الدورات التكوينية وكذلك المعارض يبقى قليلا جدا، مقارنة بالعدد الحقيقي للنساء الريفيات المنتجات والناشطات بالولاية في مختلف التخصصات أبرزها الفلاحة المعيشية مثل زراعة الخضر والأشجار المثمرة، وكذلك تربية الدواجن والأبقار والأغنام والنحل.

21