#طلعوا_شبابنا هاشتاغ أردني يثير الجدل حول الأيادي الخفية للإخوان
انتشرت مقاطع فيديو توثق اعتقال عدد من الشباب من طلبة الجامعة في الأردن ورغم أنها أثارت استياء واسعا، إلا أن الكثيرين أشاروا إلى دور جماعة الإخوان في تحريك التظاهرات في محاولة لاستعادة شعبيتها التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة.
عمّان - تصدر هاشتاغ #طلعوا_شبابنا الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن حيث طالب العديد من الناشطين بالإفراج عن الشبان الموقوفين على إثر الاعتصامات بعد توقيفهم بسبب “تجاوزهم على القانون واعتدائهم على أفراد من الأمن العام”، وسط جدل بشأن تحريض من جماعة الإخوان المسلمين على البلبلة وإثارة الفوضى.
وصرح وزير الاتصال الحكومي مهند المبيضين “أن عدد الموقوفين 25 شخصا جرى توقيفهم لتجاوزهم على القانون والاعتداء على أفراد من الأمن العام والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة”، مضيفا أن “توقيفات محدودة للغاية جرت لأشخاص يشتبه بضلوعهم في نشاطات لها انعكاسات على الأمن الوطني”.
وقال الوزير إنه يجري التحقيق معهم، وأن أمر توقيفهم ليس له علاقة بالحالة التضامنية الشعبية والمسيرات التي تنظمها مختلف القوى السياسية، مشيرا إلى أنه كانت لديهم “مخططات لها انعكاسات على الأمن الوطني”.
وانتشرت مقاطع فيديو على الشبكات الاجتماعية لاعتقال عدد من الشباب، أثارت استياء واسعا من قبل المتابعين، فيما ذهب ناشطون إلى الإشارة إلى دور جماعة الإخوان التي انفردت بالدعوة إلى المئات من التظاهرات ونسقت التحركات الشعبية والمسيرات في العاصمة عمان والمدن الأردنية على وقع الحرب في غزة، في محاولة لاستعادة شعبيتها التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة.
وتراوحت تعليقات المنتقدين للحكومة والقوى الأمنية والمسؤولين الذين أصدروا قرار الاعتقال، بين استنكار الطريقة العنيفة وبين رفض الاعتقال لـ”خيرة الشباب” من الطلاب الجامعيين، وجاء في تعليق:
sameermashhour@
وقالت مدونة:
نجحت السلطات في تجريف الحياة السياسية وتطويع النقابات والإعلام، وربما نجحت في تكميم الأفواه ورفع الرقابة الذاتية لدى الناس، وفوق هذا تريد أن تئد حمية تنبض في عروق الشباب وأن تدجن الغضب ضد ما يجري في غزة! طلعوا_شبابنا.
وكتب ناشط:
muslim2day@
وعلق آخر:
هاي المسيرة من لندن، عاصمة الدولة اللي أعطت اليهود وعد بلفور.. بالأردن بنعتقل الشباب عشان هم بتضامنوا مع #غزة وبنلبّسهم تُهم تخريب وتهديد أمن قومي!
بس شو بدك بالحكي، عندنا لاءات ثلاث، والقدس خط أحمر، ووصاية على كيف كيفك.
وجاء في تعليق:
qandalji7@
ورفض آخرون تجييش الشباب واستغلال مشاعرهم، حيث أكدت مصادر حكومية أن بعض التظاهرات التي يقودها الإخوان تنحرف بوصلتها في الكثير من المناطق وتحاول أن تمارس الشغب والتشويش السياسي على المواقف الرسمية، متسائلة عن سبب تنظيم تظاهرات ووقفات قبالة السفارتين المصرية والفرنسية، في حين أن هناك تظاهرات يومية قبالة السفارة الإسرائيلية. وقالت معلقة:
والله إنّ مَن يثير مثل هذه الفتن في الشارع، ومَن يجيّش الشباب بهذه الطريقة هو مَن يمسّ الأمن الوطني، ومَن يحاول حرف البوصلة وتشتيت المشهد.. وعلى العقلية السياسة أن تتدارك الامر ويُحاسَب مَن تقصَّد هذا كله!
وجاء في تعليق:
abdennacerelb@
ونوه وزير الإعلام الأردني بأن “الحكومة أكدت منذ اليوم الأول للحرب على غزة على حمايتها لحرية التعبير التي تعد مصونة وفق القانون”، مبينا أن “نحو مليون أردني خرجوا للتعبير عن مواقفهم الوطنية والتنديد بالحرب على غزة من خلال مسيرات ووقفات في جميع المحافظات، وكانوا على سوية عالية من الروح الوطنية والحفاظ على القانون والممتلكات العامة والخاصة”.
وعلى الرغم من صدور حكم قضائي قطعي عن محكمة التمييز الأردنية، يقضي بحل جماعة الإخوان لعدم بدئها في تصويب أوضاعها القانونية في عام 2020، فإنها تتحرك اليوم بحرية ومن دون منع من السلطات، إذ لا يخلو يوم منذ السابع من أكتوبر الماضي من تظاهرة أو احتجاج تقف وراءه الجماعة.
لكن هذا الحراك لا يخلو من إثارة الفوضى، كما تحاول الجماعة استمالة العشائر والقبائل الأردنية ووضعها في مقدمة الصفوف التي تقود حراك الشارع، باعتبارها أحد أهم المكونات في البلاد، رغم الانتقاد والامتعاض اللذين قوبلت بهما دعوة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج للعشائر الأردنية إلى الاحتجاج قبالة الحدود مع فلسطين.
وذكرت مصادر مقربة من الحكومة أن وجوها بارزة وصفت كلام مشعل بأنه دعوة صريحة إلى التمرد وإثارة الفوضى، بخاصة أن معظم القبائل الأردنية مسلحة، وبعضها ملاصق للحدود من جهة وجودها وتعدادها السكاني، وهو ما يرتب أعباء إضافية أمنية على السلطات التي تحاول عقلنة الغضب الشعبي إزاء ما يحدث في غزة من دون الانجرار إلى تبعات مكلفة.
وقال حزب جبهة العمل الإسلامي الذارع السياسية للجماعة في بيان، إن هناك حملة اعتقالات طاولت عددا من شباب الحزب والناشطين على خلفية حراكهم في الفعاليات الشعبية التي تشكل سندا للموقف الرسمي الأردني حيال حرب غزة.
ووصف الحزب هذه الاعتقالات بأنها تتناقض مع الموقف الرسمي الأردني الذي يؤكد حق المواطنين في التظاهر والتعبير عن مشاعرهم الوطنية وغضبهم تجاه ما يحدث في قطاع غزة.
تصف المصادر بعض التصرفات التي تتخلل التظاهرات بأنها شعبوية وتسيء لموقف الدولة وتضعفه، كافتعال الشغب والمواجهات مع رجال الأمن، كما أنها تسبب الحرج الدبلوماسي وقد تؤدي إلى أزمات مع دول عربية شقيقة وأخرى صديقة، وتحرف البوصلة، سعيا إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية وأدوات ضغط على الحكومة الأردنية لاحقا.
وأشارت المصادر إلى أن الحكومة الأردنية تغض الطرف عن التحركات الإخوانية في الشارع بسبب طبيعة الظرف السياسي في المنطقة وتداعيات ما يحدث في غزة، على رغم من أن الحراك الإخواني قد يخدم بصورة أو أخرى الرصيد الانتخابي للجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي يتوقع أن تجري في عام 2024.
ومنيت جماعة الإخوان بخسارة كبيرة في الانتخابات النيابية التي جرت في عام 2020، ولم تتمكن من حصد سوى ثمانية مقاعد في البرلمان، مقابل 18 مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2016.
