طلبية تركية ضخمة تبث التفاؤل بانتعاش أعمال بوينغ

إلينوي (الولايات المتحدة) - حصلت بوينغ على طلب ثابت من شركة بيغاسوس للطيران التركية منخفضة الكلفة لشراء مئة طائرة من طراز 737 ماكس 10، لتستعيد بذلك زبونا رئيسيا من أيرباص في دفعة لأكبر طراز أحادي الممر لدى شركة صناعة الطائرات الأميركية.
ويمثل الطلب، الذي قالت بوينغ الخميس إنه يتضمن خيارات لشراء مئة طائرة أخرى، أكبر طلب على طراز ماكس هذا العام ويتوج عاما مضطربا للشركة بعد الاضطرابات الإدارية والمالية عقب حادثة على متن طائرة 737 ماكس جديدة في يناير الماضي.
وتبلغ قيمة الصفقة 5.85 مليار دولار بعد الخصومات المعتادة في الصناعة، وفقا لتقديرات أسعار التسليم من شركة سيريوم أسيند البريطانية. وتأتي الطلبية بينما تعمل تركيا على زيادة زخم صناعة السفر بما يعود بالنفع على قطاع السياحة، الذي يعتبر من أهم مصادر العملة الصعبة للبلد.
لكن بيغاسوس تواجه منافسة إقليمية قوية في الطيران الاقتصادي مع وجود شركات خليجية تتصدر المشهد مثل ناس للطيران السعودية، التي تعد رابع أفضل شركة في هذا القطاع على مستوى العالم، فضلا عن شركة فلاي دبي وطيران العربية الإماراتيتين.
وبينما ارتفعت أسهم بوينغ بواقع 2.6 في المئة عقب هذه الأنباء، انخفضت أسهم أيرباص 0.5 في المئة خلال التعاملات المبكرة في بورصة باريس الجمعة.
ويأتي الانعكاس غير المتوقع لعملاق تصنيع الطائرات الأوروبية بعد مرور عام على إشارة بيغاسوس إلى أنها ستلتزم بموردها الحالي لطلبها التالي من الطائرات.
وكانت شركة الطيران الاقتصادي التركية ساحة معركة لفترة طويلة بين عمالقة الطائرات، وهو ما دفع الصفقات الصعبة إلى التوجه إلى أيرباص قبل حوالي عقد من الزمن والآن العودة إلى موردها الأصلي.
وقال متحدث باسم أيرباص لرويترز، التي لم تذكر هويته، “نحن نحترم اختيار زبائننا. سنستمر في الوقوف إلى جانبهم وخدمتهم بأسطول أيرباص الحالي.”
وأدى انفجار بوينغ في الجو إلى إشراف تنظيمي أكثر صرامة، وهو ما كشف عن مشاكل كبيرة في سلامة الإنتاج والجودة، كما أدى الإضراب إلى إيقاف إنتاج طائرات بوينغ لمدة سبعة أسابيع.
وجمعت الشركة الأميركية 25 مليار دولار لدعم مواردها المالية المتعثرة. ومع انتهاء الإضراب أعادت بوينغ بحذر إنتاج 737 في أوائل ديسمبر، حسب ما ذكرته رويترز.
ومع طلب بيغاسوس، فإن لدى بوينغ طلبات لأكثر من 4300 طائرة 737، بما في ذلك أكثر من 1200 لطائرة 737 – 10، أكبر طراز في عائلة ماكس، وفقًا للشركة.
ومع ذلك لم تعتمد إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (أف.دي.أي) طرازي ماكس 10 وماكس 7، أصغر طراز في هذه الفئة، بسبب مشاكل تتعلق بنظام مكافحة الجليد في المحرك.
وقالت بيغاسوس في بيان إن “عمليات التسليم من المتوقع أن تبدأ في عام 2028.” وتحصل شركات تصنيع الطائرات على جزء كبير من قيمة الصفقة عند تسليم الطائرة إلى الزبون.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ كيلي أورتبرغ في شهر أكتوبر الماضي إن الشركة “تتوقع الاستمرار في إنفاق النقود خلال العام المقبل.”
وستقيّم الشركة التركية فرص تأكيد الطلب في السنوات المقبلة، بناء على ظروف السوق واحتياجات أسطولها. وذكرت بيغاسوس، التي شهدت انتعاشًا سريعًا في السفر بعد وباء كورونا، لرويترز هذا العام أنها تعمل على طلب طائرة نفاثة لمواصلة نموها السريع في العقد المقبل.
200
طائرة طراز بوينغ 737 ماكس 10 ستشتريها الشركة التركية بقيمة تقدر بنحو 5.85 مليار دولار
وقالت رئيستها التنفيذية غوليز أوزتورك في بيان إن شركة الطيران “ستدرس تحويل خياراتها لمئة طائرة أخرى من طراز ماكس 10 إلى طلبات ثابتة في السنوات القادمة اعتمادا على ظروف السوق واحتياجات الأسطول.”
وأشارت إلى أن الطلبية تتماشى مع مبادرة بوينغ الوطنية للطيران مع تركيا، والتي أطلقت في عام 2017. وأكدت أوزتورك أن هذه الشراكة “ستفرز فرصًا جديدة للمصنعين الأتراك وتساهم في صناعة الطيران الأوسع.”
وتأسست بيغاسوس في عام 1990 وأعيد إطلاقها كشركة طيران منخفضة الكلفة في عام 2005 تحت مظلة شركة إيساس القابضة، وتشغل رحلات إلى 144 وجهة في 53 دولة، بما في ذلك 35 وجهة محلية و109 وجهات دولية.
وتبنت الشركة التركية في السنوات الأخيرة نهجا يركز على الرقمنة تحت شعارها “شركة الطيران الرقمية الخاصة بك،” وتقدم تقنيات مبتكرة لتعزيز تجربة الركاب.
وتربط بيغاسوس بين أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى من خلال رحلات مباشرة ورحلات متصلة عبر تركيا، مع الحفاظ على التركيز القوي على الاستدامة والمساواة في مجال الطيران.