طلاب أفغان يستكملون دراستهم في العراق بعد سيطرة طالبان على الحكم

منذ استيلاء طالبان على كابول، أغلقت الجامعة الأميركية في أفغانستان أبوابها وبات طلابها أمام مصير مجهول.
السبت 2022/06/18
الأفغان يشكلون أحد أكبر تجمعات اللاجئين في العالم

السليمانية (العراق) – زارت شكيلة محمدي مسقط رأسها خلال إجازة قصيرة من الجامعة، قبل أسبوع من مغادرتها أفغانستان في أكتوبر 2021.

وقالت طالبة الحقوق البالغة من العمر 22 عاما متحدثة من السليمانية في إقليم كردستان العراق حيث تعيش منذ ذلك الحين “في ذلك الوقت لم أكن أعلم أن هذه كانت آخر مرة سأزور فيها مكاني المفضل”.

وأضافت أنه في يوم إجلائهم، عندما ودعت أمها وأباها، أدركت أنها لن تتمكن من رؤيتهما لفترة طويلة جدا.

ومنذ أن استولت طالبان على كابول في أغسطس 2021، حُرمت الفتيات إلى حد كبير من الذهاب إلى المدرسة الثانوية. وأُغلق حرم الجامعة الأميركية في أفغانستان ليجهل طلابها مصير مستقبلهم.

وقال عصمت الله سهاك، وهو طالب أفغاني آخر في السليمانية “توقعت أن ينتهي تعليمي فعليا”.

وبعد عدة أسابيع من الدراسة عبر الإنترنت، أتيحت لمحمدي وسهاك فرصة السفر إلى كردستان العراق لمواصلة تعليمهما في الجامعة الأميركية في السليمانية.

وقالا إنهما كانا قلقين في البداية بسبب الصراع طويل الأمد في العراق. وأضافت محمدي “كنت خائفة حقا من المجيء إلى هنا. اعتقدت أنني لن أذهب إلى مكان أفضل”.

وعندما استقرت في إقليم كردستان بشمال العراق، والذي يعتبر عادة أكثر استقرارا من أجزاء أخرى من البلاد، قالت محمدي إن مخاوفها سرعان ما تلاشت وشعرت بالأمان.

ومن بين 110 طلاب أفغان سافروا إلى السليمانية لاستكمال دراستهم، تخرج 32 في بداية شهر يونيو، بمن فيهم محمدي وسهاك.

ومع حصولهم على درجة البكالوريوس، يرغب هؤلاء الطلاب في استكمال تعليمهم بالخارج والحصول على الماجستير على أمل أن يتمكنوا يوما ما من العودة إلى بلادهم.

Thumbnail

وبالنسبة إلى سهاك، فإن فرصة استكمال دراسته كانت وراء قراره بأن يصبح معلما. فيما تأمل محمدي في أن تصبح محامية و”تثبت للمجتمع أن الفتيات يمكنهن ممارسة القانون دوليا”.

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يشكل الأفغان أحد أكبر تجمعات اللاجئين في العالم. وتم تسجيل 2.6 مليون لاجئ أفغاني منهم 2.2 مليون مسجلون في إيران وباكستان وحدهما.

وكانت أفغانستان قد سجلت في شهر فبراير الماضي إعادة فتح عدد من الجامعات الرسمية، وفق ما أعلن مسؤولون، لكن حضور الطالبات كان ضئيلا في الصفوف. ولا تزال الجامعات الرسمية مغلقة أمام الفتيات في غالبية المحافظات في البلاد منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس.

وقال مسؤولون أفغان إنه وللمرة الأولى منذ عودة حركة طالبان فتحت بضع جامعات رسمية في فبراير أبوابها في أفغانستان، لكنها سجلت حضورا ضئيلا لطالبات الصفوف حيث يتم الفصل بين الجنسين، بحسب مسؤولين.

وتجدر الإشارة إلى أنه برغم إعادة فتح المدارس الابتدائية، لا تزال تلك الثانوية والجامعات الرسمية مغلقة أمام الفتيات في غالبية المحافظات منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس مع إتمام انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من البلاد.

ومنذ عودتها إلى الحكم فرضت حركة طالبان قيودا تدريجيا على النساء أعادت إلى الأذهان الفترة الأولى من حكمها بين 1996 و2001 حين أطاح بها الغزو الأميركي. وتُعد حقوق المرأة، وبشكل خاص في مجال التعليم، من أبرز القضايا العالقة بين حكومة طالبان والمجتمع الدولي.

17