طفلة برازيلية تؤسس مكتبة لمساعدة أهالي حيها

الطفلة رايسا لوارا دي أوليفيرا تنجح بإعادة رغبة القراءة إلى أطفال مدن الصفيح.
السبت 2020/03/14
فضاء للترغيب في المطالعة

ريو دي جانيرو – تقول رايسا لوارا دي أوليفيرا “لا أقرأ الكتب بل ألتهمها”، وهي تتصفّح بنهم كتابا عن نيلسون مانديلا في المكتبة التي أسّستها وهي لا تزال في سن الثانية عشرة، في إحدى مدن الصفيح في ريو دي جانيرو.

والمكتبة عبارة عن غرفة لا تتجاوز مساحتها 20 متراً مربّعاً، وسقفها مصنوع من صفائح حديدية. وتضمّ المكتبة حوالي 18 ألف كتاب مرتب بعناية على الرفوف، فيما نثرت وسائد على الأرض. إنه عالمها الخاص الذي أطلقت عليه اسم “أو موندو دا لوا” (أي عالم القمر).

وتقيم رايسا منذ سن الخامسة في حيّ تاباجاراس، وهو مدينة صفيح تقع على تلّة مطلّة على المناطق الراقية في كوباكابانا وبوتافوغو.

وتكوّنت فكرة إنشاء المكتبة قبل ستة أشهر، عندما زارت رايسا معرضاً للكتاب.

وأوضحت الفتاة الصغيرة “رأيت أمًّا تخبر ابنتها الصغيرة بأنها لا تملك المال لشراء كتاب. لذلك قلت لنفسي إنه يجدر بي القيام بشيء ما”. وبعد عودتها من المعرض، أخذت رايسا هاتف جدّتها سرّا، وأطلقت حملة لجمع الكتب عبر فيسبوك.

وراسلت فانيا ريبايرو نائبة رئيسة جمعية الحيّ لتطلب منها منحها قاعة ضمن مبنى الجمعية. وأجابت ريبايرو “إن كنت ستهتمين بها بنفسك، فليكن”.

وسرعان ما أثار الفيديو الذي نشرته الفتاة ضجّة كبيرة، وبدأت التبرّعات تتدفّق من جميع أنحاء المدينة، ولاحقاً شاركت رايسا في برامج تلفزيونية ما مدّ مشروعها بالمزيد من الشهرة.

ولا تزال رايسا حتى اليوم تتلقّى كمّيات من الكتب، تصل إلى 1500 كتاب في الأسبوع، وهي كثيرة على مكتبتها الصغيرة، بحيث تتكدّس خلف الرفوف صناديق كبيرة مليئة بالكتب وجاهزة للإرسال إلى وجهة أخرى.

ونجحت الكتب التي جمعتها رايسا في إعادة رغبة القراءة إلى أطفال مدن الصفيح.

ويقول دانيال كوتو ناسيمنتو (10 سنوات)، “أحب المجيء إلى هنا، بدلاً من التسكّع في الشارع عندما لا أكون في المدرسة. في السابق، لم أكن أفكّر سوى في الكرة وألعاب الفيديو”.

24