طفرة سوق الاكتتابات الخليجية تغري أكبر بنوك الاستثمار

البنوك الأميركية تنضم إلى صناديق التحوط في استكشاف فرص امتلاك حصة في شركات المنطقة.
السبت 2022/06/25
أسرعوا بالانضمام إلينا!

يفكر العديد من كبار بنوك الاستثمار العالمية في ركوب موجة إدراج الشركات الخليجية المزدهرة بالمنطقة، والتي باتت أكثر إغراء للمستثمرين بفضل الإصلاحات المستمرة التي تقوم بها الحكومات لتنمية نشاط أسواقها المالية.

نيويورك- شجعت الإجراءات التي اتخذتها حكومات المنطقة العربية وخاصة الخليجية بشأن تعزيز نشاط بورصاتها، التي تشهد طفرة غير مسبوقة، كبار بنوك الاستثمار الأميركية على استكشاف الفرص الممكن الاستفادة منها في هذا المجال.

وجعلت أبوظبي ودبي والسعودية ومصر وبدرجة أقل سلطنة عمان والبحرين أسواقها المالية أكثر جاذبية مع المضي في سياسة إدراج الشركات المملوكة للدولة.

ورغم الهزات العنيفة والتقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق في أماكن أخرى، فإن طفرة الاكتتاب العام في المنطقة اكتسبت زخما مع ارتفاع أسعار النفط والغاز في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ الجمعة إن البنوك الأميركية الكبرى، بما في ذلك “سيتي غروب” و”جي.بي مورغان تشيس آند كو” تعكف على نقل مديري الصناديق إلى سوق الاكتتابات الأولية بالشرق الأوسط، للاستفادة من طفرة الطروحات التي تشهدها المنطقة.

براد واتسون: ارتفاع عدد الصفقات يعكس وفرة الفرصة للمستثمرين

ولفتت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هوياتها لمناقشة المعلومات السرية، إلى أن “بنك أوف أميركا” وبنوكا أخرى تدرس تنظيم ما يسمى بـ”الجولات الترويجية العكسية” للمستثمرين.

وأكدوا أن عملاقي الاستثمار” بلاك روك” و”فيديليتي” بالإضافة إلى صناديق التحوط، من بين أولئك الذين شاركوا في الجولات، أو قاموا بزياراتهم الخاصة.

وبمجرد وصولهم إلى الشرق الأوسط، يلتقي مديرو الأموال بمجموعة من الشركات، سواء تلك التي تخطط لإجراء طرح عام أولي، أو شركات أخرى قد تفكر في القيام بذلك على المدى القريب.

وتأتي زيارات الاستقبال والترحيب التي تنظمها بنوك الاستثمار الأميركية وسط طفرة في الاكتتابات العامة الأولية في الشرق الأوسط.

والبعد الأساسي للاكتتابات، اقتصادي، ويعتمد على جمع تمويل سريع وهو أسلوب مناسب يسرّع من خطط التنمية، سواء كان بمجال الاستثمار أو بالبنية التحتية أو مجالات اجتماعية هامة بالموازنة كالصحة والتعليم.

ولدى الكثيرين من محللي أسواق المال قناعة بأن المنطقة تعد نقطة مضيئة في مشهد كئيب بمجال طروحات الأسهم، والتي تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقدين على مستوى العالم، في ظل تأثر إقبال المستثمرين بمخاوف الركود.

ويرون أن طرح الشركات الحكومية الناجحة أمر مرغوب به لتنويع العملية الاقتصادية، ولزيادة الرقابة المطلوبة على تلك الكيانات، ويدعم أداءها التشغيلي، ومن ناحية أخرى تسرع من عملية نضج الأسواق المالية في دول المنطقة.

وخلال الفترة التي تسبق الاكتتاب العام عادة، تقوم الشركات والمصرفيون بجولة حول العالم ومقابلة مستثمرين كبار يمكنهم الشراء في الاكتتاب.

وبينما تقوم الصناديق الكبيرة من حين إلى آخر بزيارات ميدانية للمرشحين للاكتتاب العام، فمن النادر بالنسبة إليهم السفر للقاء مجموعة بشكل جماعي.

وتوفر الجولات الترويجية بالشرق الأوسط للشركات فرصة للتعرف على أفضل السبل لوضع نفسها في موقع لجذب أموال المستثمرين وكذلك كيف يختار مديرو الصناديق الاكتتابات العامة التي يريدون دعمها ومقدار التخصيص.

تشيراج دوشي: طالما ظلت أسعار النفط مرتفعة، فستبقى المنطقة رابحة

وتتواصل الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الخليج العربي الغنية بالطاقة مسارها التصاعدي منذ بداية العام الجاري، مدعومة بارتفاع أسعار النفط والمستثمرين الأثرياء.

ووفقا لبيانات جمعتها بلومبرغ جمعت دول الخليج أكثر من 70 في المئة من عائدات الإدراجات، البالغة 19.6 مليار دولار، في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هذا العام.

وتظهر البيانات أيضا أن أكبر أربعة اكتتابات عامة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هذا العام، بما في ذلك هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) وبروج جاءت من الخليج العربي. واجتذب إدراج ديوا البالغ قيمته 6.1 مليار دولار “بلاك روك” و”فانغارد غروب” و”فيديليتي”.

أما شركة بروج المتخصصة في اللدائن البلاستيكية وتستخدم منتجاتها في صناعة السيارات وتعبئة المواد الغذائية، فجمعت ملياري دولار بطرح ثلاثة مليارات سهم، تمثل 10 في المئة من رأسمالها للاكتتاب العام في سوق المال بأبوظبي.

وعلى صعيد آخر، اجتذبت شركة رتال للتطوير العمراني في السعودية طلبات مؤسسية بقيمة 24 مليار دولار للاكتتاب العام الأولي البالغ قيمته 384 مليون دولار هذا الشهر، فيما تم تغطية اكتتاب مجموعة تيكوم للأعمال بدبي في ساعات معدودة.

وقال تشيراج دوشي، رئيس قطاع الاستثمار بالمجموعة في شركة قطر للتأمين، لبلوبمرغ هذا الأسبوع إنه “طالما ظلت أسعار النفط مرتفعة، فستبقى المنطقة رابحة مقارنة بالعالم فيما يخص نشاط الاكتتاب العام”.

واعتبر محللون أن نجاح اكتتاب شركة النفط السعودية أرامكو في البورصة المحلية نهاية 2019 ألهم شركات خليجية أخرى مملوكة للحكومات الخليجية للإقدام على مثل هكذا خطوة.

وأظهرت شركة إرنست يونغ حول نشاط الإدراجات العامة للربع الأول هذا العام إلى تضاعف عدد الصفقات بالمنطقة أربع مرات بمقارنة سنوية. وبحسب البيانات التي نشرتها الشركة مؤخرا تم تسجيل 15 صفقة اكتتاب جمعت 4 مليارات دولار مما يبشر بنشاط واعد خلال الفترة المقبلة.

وقال براد واتسون رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “إرنست يونغ” إن “الارتفاع غير المسبوق في عدد الصفقات يعكس قدرة سوق الاكتتابات على توفير فرصٍ جديدة للمستثمرين على عكس الاتجاه العالمي السائد حاليا”.

وأوضح أنه يعكس كذلك اتساع وتنوع القطاعات التي شهدت تسجيل اكتتابات وعودة أقوى للنمو الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة.

الاكتتابات العامة الأولية في منطقة الخليج العربي الغنية بالطاقة تواصل مسارها التصاعدي منذ بداية العام الجاري، مدعومة بارتفاع أسعار النفط والمستثمرين الأثرياء

وشهدت أسواق المنطقة إدراج شركات من قطاع المنتجات الاستهلاكية غير الرئيسية والتكنولوجيا والمواد الأساسية والرعاية الصحية وقطاع الطاقة.

وعانت البورصات الخليجية من شح الطروحات الأولية في العامين الماضين بسبب الأزمة الصحية وسط التوترات العالمية والمخاوف بشأن الركود الاقتصادي، رغم استعداد العديد من الشركات الخليجية لإدراج حصص من أسهمها.

ويقول خبراء إن الأمر أبعد من مجرد محاولة من حكومات المنطقة لتوفير المزيد من السيولة، إذ يجب النظر إليه على اعتباره توجها استراتيجيا للاقتصادات الناشئة يدعم خطط التنمية
المستدامة.

10