طفرة التطوير العقاري في الإمارات تجذب الشركات الكويتية

الكويت - يغري ازدهار نشاط قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات المطورين العقاريين الكويتيين، حيث تعتزم شركتان الدخول إلى السوق من بوابة إمارة الشارقة.
وأعلنت شركتا إيفا للفنادق والمنتجعات وعقارات الكويتية عن خطط لإقامة مشروع إسكان بقيمة 953 مليون دولار في الشارقة الواقعة شمال دبي والتي تشهد طفرة في سوق العقارات.
وبموجب هذه الشراكة ستقوم الشركتان الكويتيان بتطوير 1100 وحدة سكنية على مساحة تبلغ 6 ملايين قدم مربعة بالقرب من حدود الشارقة مع دبي.
وسيضم مشروع “الطي هيلز” منازل تاون هاوس وفيلات شبه مستقلة، أي فيلات متصلة بجانب واحد فقط بفيلات أخرى، وفيلات مستقلة أي فيلات منفصلة تماما عن أي بناء آخر تتراوح من 3 إلى 6 غرف نوم.
وستباع المنازل بأسعار تتراوح بين 1.8 مليون درهم (490 ألف دولار) و7.3 مليون درهم (مليونا دولار)، وفقا لما ذكره مسؤولون تنفيذيون لوكالة بلومبيرغ.
وكانت عقارات الكويت قد وقعت في يونيو الماضي عقدا مع إيفا للفنادق والمنتجعات تقوم فيه الأخيرة بتطوير وتصميم وتنفيذ وتسويق المشروع الذي يقع على أرض مملوكة لشريكتها.
وتطور إيفا للفنادق العديد من المشاريع متعددة الاستخدامات في جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية في دبي، بما في ذلك مشروع غولدن مايل وفندق فيرمونت آند ريزيدنسز.
وتمتلك عقارات الكويت، التي تعد إحدى أقدم شركات التطوير العقاري في منطقة الخليج، حصة تبلغ 8.26 في المئة في إيفا، بحسب البيانات على موقعها الإلكتروني.
وبدأت الشارقة في جذب المستثمرين إلى أراضيها بعد عامين على إقرار قانون يسمح للأجانب بشراء العقارات في مناطق محددة لدى الإمارة ذات الطابع المحافظ.
ويقوم المطورون ببناء عشرات الآلاف من المنازل ويتدفق المشترون إلى الإمارة التي لا تزال أسعار العقارات فيها أقل بكثير مقارنة بدبي، التي شهدت ارتفاعا في القيم العقارية بأكثر من 50 في المئة منذ عام 2020.
1100
وحدة سكنية ضمن مشروع "الطي هيلز" في الشارقة البالغة كلفته 953 مليون دولار
ويقع مشروع الطي هيلز على بُعد حوالي 40 كيلومترا من وسط مدينة دبي، وسيتم إنشاؤه حول نهر صناعي. وستشمل المرافق مطاعم ومقاهي ومتاجر البيع بالتجزئة وحمامات سباحة، بالإضافة إلى مسارات للمشي وركوب الدراجات.
ومن المتوقع اكتمال المرحلة الأولى من المشروع التي تضم 375 وحدة سكنية في الربع الأول من عام 2028. ويمكن للمشترين دفع 30 في المئة من قيمة الوحدة أثناء فترة الإنشاء، وتسديد النسبة المتبقية وقدرها 70 في المئة عند الاستلام، عندما تكون خيارات التمويل العقاري متاحة في ذلك الوقت.
وقال خالد إسبيته، رئيس مجلس إدارة إيفا للفنادق والمنتجعات، في تصريحات صحفية مؤخرا “اشترينا الأرض قبل أكثر من 15 عاما، لكن ظروف التسجيل والترخيص في الشارقة لم تكن ملائمة بعد للمطورين.”
ولطالما قدمت الشارقة مساكن أكثر بأسعار معقولة مقارنة بدبي، لكن معظم المعروض في السوق يتكون من أبراج قديمة مع قلة في المرافق التي عادة ما توفرها جارتها دبي المتألقة بمظاهر الفخامة والحداثة.
وبدأت تحدث تغيرات في سوق العقارات بالإمارة، وتبني شركة أرادَ للتطوير العقاري، مشروعا بقيمة 9.5 مليار دولار. كما تطور شركات أخرى، بما في ذلك إيغل هيلز في أبوظبي ومجموعة ألف من الشارقة مشاريع في المدينة.
وتتمتع شركات التطوير العقاري الكويتية بخبرة ومعرفة بتغيرات سوق العقارات الإماراتي، بما في ذلك فترات الارتفاع والانخفاض في الأسعار أو النشاط العقاري.
ومنذ بضع سنوات، دخلت شركة إيفا في نزاع قانوني مع شركة نخيل المملوكة لحكومة دبي بعد أزمة الائتمان العالمية خلال عام 2008، والتي خفضت أسعار المساكن في دبي بأكثر من 60 في المئة.
وقال طلال البحر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لعقارات الكويت، “في ذلك الوقت، مرت نخيل بفترة صعبة وكل من كان مرتبطا بها واجه نفس التحديات.” وأضاف “لحسن الحظ وللأسف، كانت استثماراتنا في سلة واحدة فقط في نخلة جميرا. لقد أثرت علينا، لكننا تجاوزنا تلك الأزمة.”
وأوضح أن الطلب على العقارات في دبي قوي للغاية رغم التقلبات التي تشهدها السوق، مشيرا إلى أن هوامش الربح في الشارقة “جذابة للغاية”، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل أكثر.
وأشار إلى أن سوق العقارات في دبي تشهد طلبا مستمرا سواء كانت في فترة ركود أو ازدهار. وقال “أثق بشدة في سوق العقارات لدى دبي، والسوق العقارية في الشارقة هي الأقرب إليها من حيث الفرص والمميزات.”