طفرة الأخبار في العالم تراكم ثروات لوسائل الإعلام

صحيفتا "تايمز" و"صنداي تايمز" تضاعفان أرباح التشغيل إلى أعلى مستوى لهما منذ عام 1990.
الجمعة 2022/04/08
هل تخوض صناعة الأخبار معركة البقاء "الأخيرة" ضد التكنولوجيا؟

لندن - اجتذبت الصحف أعدادا قياسية من القراء الذين يبحثون عن مصادر موثوقة في أوقات عدم اليقين. ومن الوباء ثم الحرب في أوكرانيا، تستفيد الصحف من طفرة إخبارية مربحة ماليا. ومع ذلك، يتساءل مراقبون هل تخوض صناعة الأخبار معركة البقاء "الأخيرة" ضد التكنولوجيا، أم أن هذا دليل على أن الناشرين قد صاغوا أخيرا نماذج تجارية مناسبة لعصر الإعلام الجديد؟

وفي إشارة إلى زيادة ثرواتها وسط أحداث إخبارية غير مسبوقة، ذكرت صحيفتا "تايمز" و"صنداي تايمز" المملوكتان لرجل الأعمال روبرت مردوخ الأسبوع الماضي مضاعفة أرباح التشغيل إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1990، وتحولت صحيفة “ذي صن”، التي كانت ضحية بارزة للتحول الرقمي من العودة إلى الربح التشغيلي لأول مرة منذ عقد.

وأعلنت الشركة الأم للصحيفة “نيوز كوربوريشن” أن القيمة السوقية تضاعفت إلى 13 مليار دولار منذ عام 2019، وهي الأحدث التي تكشف عن دفعة مالية كبيرة بفضل القراء المتعطشين للأخبار الذين يبحثون عن منافذ إعلامية موثوق بها.

وبأرقام قياسية، أعلنت وسائل الإعلام الكبرى الأخرى زيادة ثرواتها. وحققت صحيفة “نيويورك تايمز” هدفها المتمثل في 10 ملايين اشتراك قبل ثلاث سنوات، وقال رئيسها التنفيذي ميريديث كوبيت ليفين إن عام 2021 كان الأكثر ربحية منذ سنوات عديدة.

وسائل إعلام حصلت على دفعة مالية كبيرة بفضل القراء المتعطشين للأخبار الذين يبحثون عن منافذ إعلامية موثوق بها

وساعد الاندفاع الإخباري صحيفتي “فاينانشيال تايمز” و”الغارديان” على تجاوز مليون مشترك رقمي لكل منهما، في حين وصلت تليغراف إلى 750.000 مشترك. وفي العام الماضي تمكنت “رايتش” Reach، ناشرة صحيفتي “ميرور” و”إكسبراس”، بالإضافة إلى المئات من العلامات التجارية الإقليمية بما في ذلك “ليفربول إيكو” و“مانشستر إيفنينيغ نيوز”، من تحقيق أول نمو في الإيرادات منذ عام 2007.

وقال دوغلاس مكابي المدير التنفيذي لشركة “أندرز أنالازيس” للاستشارات إن “كل محادثة كانت تدور حول المعركة مع غوغل، ولكن الآن لأول مرة يمكن للمديرين التنفيذيين للصحف رؤية وتخيل وتصور مستقبل على الإنترنت”.

وعلى الرغم من ذلك، تظل غوغل وميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام، منافسين مخيفين للإنفاق الإعلاني. ففي عام 2022 سيحقق عمالقة وادي السيليكون أكثر من 16 مليار جنيه إسترليني من عائدات الإعلانات في المملكة المتحدة وحدها، وهو ما يصل إلى 63 في المئة من إجمالي السوق، وفقا لـ”أي.ماركتر”. وفي غضون ذلك، ستبلغ قيمة سوق الإعلانات الرقمية والمطبوعة للصحف في المملكة المتحدة 1.5 مليار جنيه إسترليني.

ومع ذلك، فإن العلاقة أحادية الجانب قد تغيرت بشكل كبير. وركزت الضغوط التنظيمية والضغط على جانبي المحيط الأطلسي على خلق ساحة لعب أكثر إنصاف وضمان تداول أكثر عدلا.

وأعلنت شركة “نيوز كوربوريشن” علنا أنها توصلت إلى صفقات بقيمة “تسعة أرقام” سنويا.

وتسارع التراجع الحتمي للطباعة أثناء الوباء، بينما أصبح أيضا أكثر تكلفة بشكل ملحوظ حيث وصلت أسعار ورق الصحف إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة عقود وسط ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم، مع توقع أن تتجاوز عائدات الإعلانات الرقمية في سوق الصحف والمجلات في المملكة المتحدة عائدات الإعلانات المطبوعة نهاية العام المقبل لأول مرة.

16