طريق بوينغ طويل لعودة 737 ماكس في أكبر أسواق آسيا

إقلاع طائرة بوينغ 737 ماكس من الصين للمرة الأولى منذ 2019.
السبت 2023/01/14
الوجهة إلى أين؟

بكين - قامت بوينغ 737 ماكس بأول رحلة ركاب في الصين منذ ما يقرب من أربع سنوات الجمعة، ما يمثل علامة فارقة في محاولة شركة صناعة الطائرات الأميركية إعادة بناء أعمالها في ثاني أكبر سوق طيران في العالم.

وبحسب موقع فلايت رادار 24 لتتبع الرحلات الجوية، غادرت الرحلة المحلية لشركة طيران جنوب الصين من مدينة قوانغتشو إلى تشنغتشو.

وتم إيقاف طراز بوينغ الأكثر مبيعا في مارس 2019 بعد حادثين مميتين في إندونيسيا وإثيوبيا، لكنه عاد إلى الخدمة في جميع أنحاء العالم بدءا من أواخر عام 2020 بعد تعديلات على الطائرة وتدريب الطيارين.

وتعتبر الصين آخر الأسواق الرئيسية التي تستأنف تحليق طائرة ماكس وسط التوترات التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، وتأتي العودة مع انتعاش الطلب على السفر المحلي بعد أن تخلت عن سياسات منع انتشار فايروس كورونا.

جيسون جورسكي: استئناف رحلات الطراز في الصين يمهد لتسليمات جديدة
جيسون جورسكي: استئناف رحلات الطراز في الصين يمهد لتسليمات جديدة

وبدأت شركات الطيران الأجنبية تسيير طائرة ماكس إلى الصين في أكتوبر الماضي، في إشارة إلى أن الدولة الأولى التي أوقفت النموذج بعد حوادث التحطم كانت تخفف سياساتها.

وكانت شركة جنوب الصين تخطط للعودة إلى الخدمة التجارية لطائرة 737 ماكس في أكتوبر، لكن لم تستخدمها في الرحلات المخطط لها.

وكان لدى الخطوط الجوية الصينية 97 طائرة من الطائرات ضيقة البدن قبل تعليق عمل 737 ماكس، وفقا لبيانات منصة سيريوم المتخصصة في تحليل بيانات الطيران والسفر في عام 2019.

والشركة هي أكبر عميل صيني للطراز، حيث قامت بطلب 50 طائرة من عملاق صناعة الطائرات الأميركية، تم تسليم 34 منها.

وقالت بوينغ في أكتوبر الماضي إن لديها 138 طائرة أخرى مصنعة لشركات طيران صينية كانت في الولايات المتحدة في انتظار تسليمها.

وأكدت حينها أنها بدأت في إعادة تسويق الطائرات لشركات أخرى بالنظر إلى عدم وجود إشارات ملموسة على أن الخطوط الجوية الصينية ستقبل الطائرات في المدى القريب.

وكان سوق الطيران المحلي في الصين منخفضا في العام الماضي بسبب عمليات الإغلاق المتفرقة لمواجهة الوباء، لكن الطلب يتزايد الآن بعد التخلي عن تلك الضوابط.

40

في المئة الحصة التي تستهدفها الشركة الأميركية بحلول 2039 من حجم الأسطول العالمي

ونقلت رويترز عن جيسون جورسكي المحلل في سيتي غروب قوله إن “عودة ماكس كانت الخطوة الأولى لشركة بوينغ في تطبيع عملياتها في الصين، وقد تفتح الباب أمام تسليم طائرات جديدة”.

وأشار في مذكرة للعملاء الأربعاء الماضي إلى أن “بوينغ اقترحت في يوم المستثمر في نوفمبر 2022 أن أهدافها المالية طويلة الأجل لا تفكر في تسليم طائرات جديدة إلى الصين”. وأضاف أن “التغيير في هذا الوضع سيجعل أهدافها أقل بكثير ومحفوفة بالمخاطر”.

وكانت بوينغ متخلفة كثيرا عن منافستها الأولى إيرباص الأوروبية في عمليات التسليم إلى أكبر سوق للطائرات في العالم، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى منع تحليق ماكس.

وتشير البيانات المتوفرة إلى أنه في عام 2022، سلمت بوينغ ثماني طائرات إلى الصين بينما سلمت إيرباص أكثر من مئة طائرة.

وتم تجميد الطلبيات الصينية لشركة بوينغ فعليا منذ عام 2017، في حين قدمت شركات الطيران المملوكة للدولة العام الماضي طلبا ضخمًا لما يقرب من 300 طائرة من إيرباص.

ويواجه عملاقا التصنيع أيضا تحديا جديدا في السوق من طائرة سي 919 ضيقة الهيكل صينية الصنع، والتي تم اعتمادها في العام الماضي، على الرغم من أن زيادة الإنتاج ستستغرق وقتا.

Thumbnail

وفي يوليو 2020 أكدت بوينغ أنها ستوسع حصتها من أسطول الطائرات التجارية في العالم إلى ما يقرب من 40 في المئة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في العقدين المقبلين.

ووفقا لتوقعات الشركة حول آفاق سوق الطيران التجاري، فإن نمو حركة الركاب سيزداد بمعدل 4 في المئة سنويا خلال الفترة ما بين عامي 2020 و2039.

ورجحت أن يصل أسطول الطائرات التجارية في العالم إلى نحو 48.8 ألف طائرة في عام 2039، بزيادة عن 25.9 ألف طائرة في العام الذي سبق تفشي جائحة كورونا.

وخلال هذه الفترة، ستستمر آسيا في توسيع حصتها من الأسطول العالمي، لتمثل ما يقرب من 40 في المئة من الأسطول مقارنة بنحو 30 في المئة في عام 2019.

وستحتاج منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تنقسم إلى خمس أسواق وهي الصين وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وشمال شرق آسيا ومنطقة أوقيانوسيا إلى أكثر من 17.4 ألف طائرة على مدار عقدين.

وبالنسبة إلى أكبر أسواق آسيا، فإن شركات الطيران في الصين ستحتاج إلى 8600 طائرة جديدة حتى 2039 لتمتلك أسطولا من 9360 طائرة بحلول ذلك الوقت، والذي سيصبح ثاني أكبر أسطول بعد سوق أميركا الشمالية.

11