طريق الحرير مع الصين يصيب الائتلاف الشعبوي الإيطالي بالتصدع

سالفيني يبدي حذرا شديدا حول إمكانية مشاركة شركة هواوي الصينية العملاقة في إطلاق تقنية الجيل الخامس للهواتف المحمولة في إيطاليا.
السبت 2019/03/23
حقبة جديدة

روما – بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الجمعة جولة أوروبية في إيطاليا، أول بلد في مجموعة السبع يعلن عزمه الانضمام إلى المشروع الصيني “طريق الحرير الجديدة”، على الرغم من الهواجس التي عبرت عنها بروكسل وواشنطن وشريك الائتلاف الحاكم الشعبوي في روما.

وسيوقع رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي مذكرة تفاهم السبت، مع شي الذي وصل مساء الخميس إلى العاصمة الإيطالية، لانضمام إيطاليا -أول بلد في مجموعة السبع– إلى هذا المشروع العملاق للبنى التحتية البحرية والبرية الذي تسعى له الصين.

ماريا ستيلا جيلميني: ماريا ستيلا جيلميني إيطاليا ستصبح حصان طروادة الصيني في أوروبا
ماريا ستيلا جيلميني: ماريا ستيلا جيلميني إيطاليا ستصبح حصان طروادة الصيني في أوروبا

وتقسم المسألة التحالف الشعبوي الحاكم في إيطاليا منذ الأول من يونيو، حيث حذر نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة (يمين متطرف) من أن بلاده لن تكون “مستوطنة لأحد”.

ورفض سالفيني دعوة إلى حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الإيطالي لنظيره الصيني، فيما أبدى حذرا شديدا حول إمكانية مشاركة شركة هواوي الصينية العملاقة في إطلاق تقنية الجيل الخامس للهواتف المحمولة في إيطاليا.

وحاول شريكه في الائتلاف الحكومي، لويدجي دي مايو، زعيم حركة الخمس نجوم المؤيدة للاتفاق تهدئة مخاوفه من خلال ضمان إنشاء سلطة مراقبة لمنع أي تجسس محتمل من جانب الصينيين، فيما تتخوف من هذا الاحتمال الولايات المتحدة التي سبق أن تحدثت عن الضرر الذي تراه في هذه المبادرة للحكومة الإيطالية.

وكتب المسؤول في البيت الأبيض غاريت ماركيز، الأسبوع الماضي على تويتر أن روما “لا تحتاج” إلى الانضمام إلى هذا المشروع لـ”طريق الحرير الجديدة”.

وقال لويدجي دي مايو الجمعة، قبل أن يشارك في منتدى اقتصادي إيطالي-صيني في روما، “على غرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نقول اليوم ‘إيطاليا أولا’ في العلاقات التجارية، باعتبار أننا باقون حلفاء للولايات المتحدة، وباقون في حلف شمال الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي”.

وتجازف روما بأن تصبح “نوعا من حصان طروادة الصيني في أوروبا”، كما قالت ماريا ستيلا جيلميني، المسؤولة في فورتسا إيطاليا، حزب رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، المعارض في الوقت الراهن. ولا تخفي إيطاليا -التي تعد ديونها ثاني أكبر الديون في منطقة اليورو والتي يعاني اقتصادها من الركود- رغبتها في التعامل مع الصين.

وتأتي زيارة الرئيس شي إلى أوروبا بعد عشرة أيام من نشر الاتحاد الأوروبي خطة من عشر نقاط أشارت إلى أن الصين “منافس” بقدر ما هي شريك تجاري.

ووضع قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ28، الجمعة في بروكسل أسس جبهة أوروبية مشتركة ضد بكين، تريدها باريس وبرلين، قبل قمة الاتحاد الأوروبي والصين في 9 أبريل في العاصمة البلجيكية.

Thumbnail

وبعد إيطاليا سيسافر شي إلى موناكو وفرنسا، حيث سيعقد اجتماعا غير مسبوق الثلاثاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وتقول الرئاسة الفرنسية إن الهدف هو “إيجاد نقاط تقارب بين أوروبا والصين”، حول مواضيع مثل التعددية أو تنفيذ اتفاق باريس بشأن المناخ. وفي إيطاليا، تهتم بكين بالاستثمار في الموانئ، بما في ذلك ميناء تريستي على البحر الأدرياتيكي، لتعزيز صادراتها إلى أوروبا.

ويعتقد المؤيدون لاتفاق مع الصين أنه سيقود بكين إلى أن تبدي المزيد من الاحترام للمعايير الأوروبية على صعيد البيئة أو قانون العمل، لكن ماركو ترونشيتي، المدير الإيطالي لشركة بيريللي لصناعة الإطارات، التي تمتلك مجموعة صينية 45 بالمئة من رأس مالها، يقر بضرورة وضع اتفاقات “متوازنة”. وقال ترونشيتي لصحيفة كورييرا دي لا سيرا “نحتاج إلى إرساء قواعد اللعبة، لكن مصالحنا متقاربة ولا يمكننا تحمل خسارة هذه الفرصة”.

وتضغط واشنطن على حلفائها لتجنب اقتناء منتجات هواوي المتهمة بالتجسس لصالح النظام الشيوعي في الصين.

5