طرابلس تحتضن مؤتمرا إقليميا للمخابرات العسكرية بدول الجوار الليبي في غياب مصر

طرابلس - اختتم الأحد بالعاصمة الليبية طرابلس المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا، باستثناء مصر، بعد يومين من المشاورات الثنائية والجماعية والبحث في الملفات المتعلقة بالإرهاب والأمن المشترك والتطورات الإقليمية، إلى جانب محاربة شبكات تهريب المخدرات، والتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، بما يضمن استقرار وأمن المنطقة.
وبحضور وفود رسمية من تونس، الجزائر، السودان، تشاد، والنيجر، شهد اليوم الأول من المؤتمر مناقشات مكثفة حول آليات تعزيز الشراكة الإقليمية، وتطوير خطط عملية للتنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول الجوار، بهدف إرساء أسس التعاون المستقبلي في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب رئيس الاستخبارات العسكرية في غرب ليبيا اللواء محمود حمزة بالوفود المشاركة، مؤكدا أن “انعقاد هذا المؤتمر يعكس التزاما مشتركا بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.” وأوضح أن “ليبيا تواجه تحديات تتطلب تعاونا إقليميا فعالا، خاصة في ظل التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة.”
◙ مراقبون يرون أن مصر تسعى للنأي بنسفها عن سياسة المحاور التي تعمل الجزائر على تكريسها مستفيدة من التبعية التي تبديها حكومة الدبيبة
وضم الحضور الليبي كلا من وكيل وزارة الدفاع للمناطق والشؤون العسكرية في غرب ليبيا عبدالسلام الزوبي، ورئيس الأركان العامة الفريق بحكومة الوحدة الوطنية أول ركن محمد الحداد، ومعاونه الفريق صلاح النمروش، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية.
وأعرب رؤساء الوفود المشاركة عن تقديرهم لمبادرة ليبيا باستضافة المؤتمر، مشددين على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود، والتصدي لشبكات التهريب التي تؤثر على أمن واستقرار دول الجوار.
وتشير أوساط ليبية إلى أن الدعوة إلى المؤتمر جاءت مباشرة بعد زيارة أداها محمود حمزة، مدير الاستخبارات العسكرية في غرب ليبيا، إلى الجزائر في شهر أكتوبر الماضي حيث كانت له لقاءات عدة مع رئيس الأركان العامة بالجيش الجزائري ونظيره مدير إدارة الاستخبارات ومدير جهاز مكافحة الإرهاب، حيث تم وضع آلية لتبادل المعلومات حول مكافحة الإرهاب والمخدرات ووضع خطط إستراتجية لمحاربة التهريب.
وتساءل مراقبون عن الدوافع الحقيقية وراء غياب مصر عن الاجتماع لاسيما أنها من دول الجوار الليبي، فيما ردّه ملاحظون إلى الخلافات بين القاهرة وطرابلس وسعي مصر للنأي بنسفها عن سياسة المحاور التي تعمل الجزائر على تكريسها مستفيدة من التبعية التي تبديها حكومة الدبيبة لاسيما في ظل الصراعات المتفاقمة على النفوذ في المنطقة.
ويأتي المؤتمر في ظل مخاوف جدية من عودة الجماعات الإرهابية إلى ممارسة نشاطها في الإقليم بدعم من القوى الكبرى في سياق تصفية الحسابات فيما بينها، وكذلك في ظل اتجاه بعض القوى الفاعلة في غرب ليبيا إلى دق طبول الحرب والدعوة إلى الهجوم على شرق البلاد الخاضع لسيطرة الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وهو ما يربطه البعض بالحديث عن قرار موسكو بنقل قواتها العسكرية من الساحل السوري إلى سواحل شرق ليبيا بالاتفاق مع حليفها الجنرال حفتر.