طحنون بن زايد في واشنطن لبحث خارطة طريق لنواة التجربة المتكاملة للذكاء الاصطناعي

أبوظبي - أعلنت دائرة التمكين الحكومي - أبوظبي عن توقيع اتفاقية هامة مع شركة مايكروسوفت وشركة كور 42، المتخصصة في السحابة السيادية والبنية التحتية لقطاع الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، لتنفيذ نظام سحابي سيادي يطلق العنان لزيادة الكفاءات والابتكارات في تقديم الخدمات الحكومية.
وقام الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات ورئيس مجموعة أبوظبي القابضة، المالكة لشركة جي 42 الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بزيارة عمل إلى واشنطن لبحث آفاق خارطة طريق متكاملة تجعل العمل بين خدمات الذكاء الاصطناعي والخدمات الحكومية متكاملا وانسيابيا دون معوقات.
وتؤهل هذه الاتفاقية واتفاقيات سابقة حكومة أبوظبي لأن تكون التجربة المتكاملة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي وفي موقع منافسة مع أكثر الدول تطورا لأن أبوظبي لديها الهيكلية الحكومية التي تسمح بالتجربة، كما أنها تمتلك البنية التحتية التقنية بحكم كونها مقر جي 42.
تجربة حكومة أبوظبي يمكن أن تكون نواة لأكبر تجارب العالم في امتلاك الذكاء الاصطناعي وتوظيفه
وتمتلك أبوظبي، بالإضافة إلى ذلك، المال لتشغيل الطواقم البشرية والتقنية، ولديها القرار السياسي بالتنفيذ إلى حين اكتمال التجربة من دون أيّ عرقلة، وهي مقومات لا تمتلكها مجتمعة دول أخرى، ما يعطي الإمارات الامتياز لبناء الشراكة مع كبار رواد الذكاء الاصطناعي.
وتجمع الإمارات بين العمل الحكومي والاستثمار والريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتجتمع لديها أفكار ومبادرات لتثبيت مبادئ السيادة الرقمية والتمكين الحكومي في تجربة استثنائية قادرة ليس فقط على تقديم الأفكار، بل اختبارها من خلال الجهاز الحكومي في أبوظبي والتأكد من أنها ترسم الطريق لمستقبل الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والخليج والمنطقة العربية، بالإضافة إلى مشاركة العالم على تعدد حكوماته ومنصاته.
ويرى مراقبون أن تجربة حكومة أبوظبي يمكن أن تكون نواة لأكبر تجارب العالم في امتلاك الذكاء الاصطناعي وتوظيفه.
ويذهب الشيخ طحنون إلى الولايات المتحدة بخارطة طريق متكاملة وليس بأفكار استثمارية أو ما يحاول البعض تقديمه على أنه رغبة في الحصول على إذن لشراء أنواع من معالجات الذكاء الاصطناعي أكثر تطورا.
وشهد العام الماضي توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين الإمارات والولايات المتحدة في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. ففي أبريل 2024 أعلنت كل من جي 42 ومايكروسوفت عن استثمار إستراتيجي قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في الشركة.
وفي يونيو 2024 وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة، اتفاقية إستراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات.
وأعلنت جي 42 ومايكروسوفت في فبراير الماضي عن إطلاق "مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول"، وهو المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي.
وشهد سبتمبر 2024 الإعلان عن إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، إذ أكد الجانبان عزمهما على التعاون في العديد من المجالات أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير المواهب في هذا المجال، إلى جانب دعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية.
وستخلق الاتفاقية الجديدة التي أبرمتها حكومة أبوظبي مع شركة مايكروسوفت وشركة كور 42 بيئة حوسبة سحابية موحدة وعالية الأداء وقادرة على معالجة أكثر من نصف مليون تفاعل رقمي يومي بين الجهات الحكومية والمواطنين والمقيمين والشركات.
وتطمح حكومة أبوظبي إلى أن تكون أول حكومة في العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، وهو ما يؤكده الالتزام بأهداف متعددة: تعزيز الخدمات الحكومية لتكون أكثر كفاءة وسهولة للمواطنين والمقيمين، وخلق قدر أكبر من الشفافية والأمان للشركات والمستثمرين، وتعزيز بيئة أكثر مرونة وابتكارا للقوى العاملة في القطاع العام.
وقال ساتياناديلا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، "سيعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير طريقة عمل الحكومات وخدمة مواطنيها في كل مكان، وأبوظبي تقود الطريق."
من جانبه قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي 42، "تمثل هذه الاتفاقية خطوة محورية في التزام المجموعة بدعم رؤية أبوظبي لتصبح أول حكومة أصلية في العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي."