طالبة إيرانية تجتاح مواقع التواصل بطريقة احتجاجها على قمع شرطة الأخلاق

احتجاج الطالبة أثار ردود فعل واسعة من قِبل النشطاء الطلابيين والمدافعين عن حقوق المرأة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران.
الاثنين 2024/11/04
السلطات تتخوف من الاحتجاجات

طهران – تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع حادثة فتاة جامعية إيرانية أقدمت على التجرد من ملابسها الخارجية بعد تعرضها لمضايقات من عناصر شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها الحجاب بطريقة غير مناسبة.

وذكر ناشطون إيرانيون أن الفتاة تجردت من ملابسها بعد أن تعرضت لمضايقات بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في البلاد، فيما نقلت وكالات أنباء إيرانية أنها “تصرفت بمفردها دون أن تتعرض لمضايقات جسدية”. وذكرت تقارير أخرى أنها “مصابة بمرض نفسي”.

ونوّه العديد من الطلاب أن التحكم في النساء والفتيات في إيران يصل إلى أدق التفاصيل؛ فمثلًا، إذا تحدثت طالبة مع شاب في الحرم الجامعي، قد يتعرض الاثنان للاعتقال والتحقيق، لمعرفة طبيعة العلاقة بينهما.

وانتشر فيديو الواقعة بشكل كبير، حيث نشره موقع الطلاب الإيراني “أمير كبير”، وتبعته العديد من المواقع الفارسية. ويبدو أنه تم التقاطه من مبنى مجاور. وتظهر صور أخرى رجالا يرتدون ملابس مدنية وهم يلقون الشابة في سيارة.

وأكد موقع “أمير كبير” أن الشابة “تعرضت للضرب أثناء الاعتقال”. واعتبر ناشطون أن الحادثة دليل على مدى القمع، والضغوط التي تعاني منها النساء، في بلد تحكمه الديكتاتورية منذ عقود طويلة.

أثار احتجاج الطالبة ردود فعل واسعة من قِبل النشطاء الطلابيين والمدافعين عن حقوق المرأة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران.

وأصدر “اتحاد الطلاب التقدميين” في إيران، بيانًا، جاء فيه “لن نتركها وحدها، ورسالتنا للنظام الإيراني ووحوشه في الجامعات واضحة؛ لن نرضى بأقل من إسقاطكم”.

ونشرت صحيفة طلابية تابعة لجامعة “أمير كبير” صورًا لضابط الأمن في جامعة آزاد، وشرحت تفاصيل الهجوم الذي شنه على الطالبة.

كما أعربت الممثلة الإيرانية، كتايون رياحي، التي دعمت حركة “المرأة، الحياة، الحرية” عبر خلع حجابها، عن دعمها للطالبة قائلة: “لن نترك بعضنا البعض”.

وأشاد الناشط السياسي السابق، حسين رونقي، بخطوة الطالبة، ووصفها بأنها “انتفاضة ضد قمع النظام”، مشيرًا إلى أنها “صرخة من القلب ضد الظلم الذي حرم الناس، خاصة النساء، من الحياة.”

وفي السياق نفسه، ذكر الكاتب والمترجم الإيراني، فريد قدمي، في منشور على “إنستغرام”: “لا شك أن النظام سيحاول تصويرها كمجنونة، تمامًا كما كان رجال الدين في العصور الوسطى يصنفون النساء المطالبات بالحرية بأنهن هستيريات”.

وكانت أربع جمعيات إيرانية للطب النفسي قد انتقدت العام الماضي ما وصفته بـ”استغلال علم النفس والطب النفسي” لقمع معارضي الحجاب الإجباري.

كما تفاعل  مستخدمون عرب على مواقع التواصل مع الحادثة وأعربوا عن تضامنهم مع الفتاة، مؤكدين أن هذه الممارسات تعتبر رسالة تحذير للدول التي تضم ميليشيات إيرانية من مصير مماثل للنساء فيها، وقال ناشط:

وكتب آخر:

وجاء في تغريدة:

وكتبت ناشطة:

وأكدت صحيفة فرهيختكان، المرتبطة بجامعة “آزاد”، أن الطالبة نُقلت بالفعل إلى مستشفى للأمراض النفسية، بعد اعتقالها وتسليمها إلى الشرطة.

ومن جانبها، بررت وكالة “فارس” للأنباء، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، تصرف ضباط أمن الجامعة بأنه كان فرضًا للحجاب الإلزامي، كما شبّهت وكالة دانشجو، المرتبطة بـ”الباسيج”، احتجاج الطالبة بـ”عملية إرهابية”.

من جانبها، أوردت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، الحادثة. ونشرت صورة غير واضحة للطالبة، قائلة إنها كانت ترتدي ملابس “غير مناسبة” في الصف و”خلعت ملابسها” بعد أن “حذرها” عناصر الأمن “الباسيج”.

وتتكون الباسيج أساسًا من متطوعين شبه عسكريين موالين بشدة للنظام الإيراني، وقد اضطلعت الوحدات المعروفة باسم “قوات الصدمات”، التابعة للمرشد علي خامنئي، بدور قيادي في قمع أي حراك شعبي معارض منذ أكثر من عقدين.

ويرى متابعون أن ما فعلته تلك الفتاة يُعد استمرارًا لحركات الاحتجاج النسائية والشعبية ضد السلطات القمعية، حيث أثبتت تلك الواقعة أن النظام فشل وسيفشل في فرض سطوته على النساء بشكل خاص، وعلى الشعب الإيراني بشكل عام.

واعتبروا أن الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان يبدو أنه سيكون عاجزًا عن تحقيق الوعود التي أطلقها بشأن منح مزيد من الحريات للنساء، لأنه سيواجه عقبات شديدة من المحافظين والحرس الثوري.

وهزت إيران احتجاجات كانت الأكبر منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، إثر وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني في 16سبتمبر 2022، بعد أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة. وأدت التظاهرات إلى سقوط مئات القتلى وتوقيف آلاف الأشخاص.

5